من المفترض أن يكون المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية قد استأنفا ، مساء يوم أمس الاثنين، مفاوضات غير مباشرة في نيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بهدف الخروج من النفق المسدود الذي دخلته المفاوضات بين الطرفين، بسبب العراقيل التي يضعها الأعداء للحيلولة دون التوصل إلى حل لمشكل مفتعل منذ أكثر من ثلاثين سنة. وكان الملك محمد السادس واضحا في الخطاب ألقاه يوم السبت الماضي بمناسبة ذكرى استرجاع الصحراء المغربية، عندما الذي حمل الأعداء مسؤولية فشل المفاوضات وتوقفها منذ حوالي سنتين، ووجه رسالة واضحة إلى المنتظم الدولي من أجل أن يتحمل مسؤولياته لتحديد الأطراف التي تعيق أي تقدم في مسلسل إيجاد تسوية نهائية لمشكل الصحراء المغربية. وستتواصل المفاوضات بين الطرفين يومه الثلاثاء. ويأمل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء ، الأمريكي كريستوفر روس أن تضع هذه المفاوضات غير المباشرة التي تشارك فيها أيضا الجزائر، الداعمة عسكريا وماديا للبوليساريو، بالإضافة إلى موريتانيا، مسلسل تسوية ملف الصحراء على سكته الصحيحة، والتهييء لجولة خامسة من المفاوضات المباشرة التي كانت قد بدأت منذ عام 2007. وقد تقدم المغرب في الجولات السابقة بمقترح الحكم الذاتي الذي يعد أفضل الخيارات المطروحة للنقاش ويعد الحل الممكن لهذا المشكل، غير أن البوليساريو، ومعها حكام الجزائر، رفضوا مناقشته وتمسكوا بشعارات تجاوزها الزمن، مثل تقرير المصير، عبر إجراء استفتاء تبين للأمم المتحدة أنه مستحيل التحقيق تقنيا، بسبب صعوبة تحديد من تحق له المشاركة في ذلك الاستفتاء. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة، مارتن نيسيركي، إن «تسوية نزاع الصحراء الغربية ما زال يشكل أولوية بالنسبة للأمم المتحدة، ونأمل أن يكون هذا اللقاء مثمرا ويساعد الأطراف على تجاوز المأزق». وأضاف أن «الجولة الجديدة من المفاوضات، التي ستدوم يومين، ستعقد في جرينتري بحضورالدولتين المجاورتين للصحراء الجزائر وموريتانيا». وستجري المفاوضات في جلسة مغلقة على أن يتلو مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس يومه الثلاثاء عقب المفاوضات، بيانا وأن يدلي الوفدان بتصريحاتهما. وتأتي هذه المفاوضات غير المباشرة الجديدة في ظل تصاعد قمع أي صوت احتجاجي داخل مخيمات تندوف وقمع أي رأي يعارض رأي القيادة المتسلطة على سكان المخيمات منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأبرز مثال على ذلك اختطاف واحتجاز مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي تجرأ وأعلن عن تأييد الحكم الذاتي المغربي في مسقط رأسه السمارة في الصحراء المغربية وقرر العودة إلى مخيمات تندوف، غير أن ميلشيات البوليساريو المدعومة من قوات جزائرية، اختطفته في شهر شتنبر الماضي، ومازال إلى حد الآن مجهول المصير. وقال الملك محمد السادس في خطابه الأخير يوم السبت الماضي إن المغرب لن يتخلى أبدا عن المغاربة المحتجزين في تندوف وعن حقهم في التعبير عن آرائهم وحقهم في التنقل.