روس بدأ مشاوراته لعقد اجتماع ثالث غير رسمي من مدريد ووفاة بيبا قد تؤجل تحديد موعده بات من المحتمل جدا أن يتأخر تحديد موعد للقاء ثالث غير رسمي حول الصحراء بين المغرب والبوليساريو إلى أجل غير محدد، بسبب الوفاة المفاجئة لرئيس وفد البوليساريو إلى المفاوضات، المحفوظ أعلي بيبا، يوم الجمعة الماضي، في انتظار تعيين خلف له. ويتوفر ممثل البوليساريو في نيويورك على أوفر الحظوظ لقيادة الوفد على حساب سفيرها في الجزائر، ما لم تظهر طموحات أعضاء آخرين، رغم احتمال معارضة عبد العزيز على تعيينه على خلفية ما نشب بينهما مؤخرا بسبب تقديم البوخاري طلب الحصول على الجنسية الأمريكية. ودخل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، أواسط الأسبوع الماضي، في جولة جديدة من المشاورات لعقد اجتماع ثالث غير رسمي بين أطراف النزاع في أفق عقد الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، ووضع حد للمأزق الحالي للمفاوضات والمضي قدما للتوصل إلى حل لإنهاء النزاع. واستهل روس جولة مشاوراته مع مجموعة أصدقاء الصحراء من مدريد، بلقاء جمعه يوم الخميس الماضي مع وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي أكد للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة دعم بلاده للجهود التي يقوم بها من أجل عقد اجتماع ثالث غير رسمي بين الأطراف كما نص على ذلك قرار مجلس الأمن 1920 الصادر في نهاية أبريل الماضي، الذي يدعو الأطراف إلى الالتزام بمواصلة عقد اجتماعات غير رسمية، في أفق عقد جولة خامسة من المفاوضات. وجدد رئيس الدبلوماسية الإسبانية للمبعوث الأممي موقف إسبانيا الداعم لجهوده من أجل التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه بين الأطراف، في إطار قرارات الأممالمتحدة. وكان من المنتظر أن يستأنف كريستوفر روس جولة مشاوراته مع مجموعة أصدقاء الصحراء، التي تضم كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، بالإضافة إلى إسبانيا، قبل أن يقوم بزيارة للمنطقة لتهييء الأجواء لعقد اجتماع ثالث غير رسمي يمهد لاستئناف المفاوضات المباشرة التي وصلت إلى النفق المسدود منذ مارس 2008. ورغم صعوبة مهمة المبعوث الشخصي في الوقت الحاضر لتليين مواقف الأطراف وإقناعهم بالعودة إلى طاولة المفاوضات، بعد الضربة الموجعة التي تلقتها البوليساريو والجزائر في أعقاب صدور قرار مجلس الأمن الأخير دون أن يتضمن تكليف «مينورسو» بمراقبة حقوق الإنسان، إلا أنها- المهمة- ليست مستحيلة، فهي تتوخى أولا التهييء لعقد جولة ثالثة غير رسمية من المباحثات، ثم تعزيز بناء تدابير الثقة بين طرفي النزاع مثلما دعا إلى ذلك القرار الأممي، وبحث آفاق ما بعد قرار مجلس الأمن. غير أن إعلان وفاة رئيس الوفد المفاوض لجبهة البوليساريو، المحفوظ أعلي بيبا، قد يعطل مساعي المبعوث الشخصي للأمين العام بان كي مون، وقد يؤجل تحديد موعد للاجتماع غير الرسمي، على الأقل إلى حين تعيين البوليساريو لمن سيخلف رئيس وفده إلى المفاوضات. وفتحت وفاة أعلي بيبا المفاجئة يوم الجمعة الماضي الباب على مصراعيه للتكهنات حول من سيتولى قيادة وفد البوليساريو إلى المفاوضات مع المغرب، بين سفيرها بالجزائر إبراهيم غالي، الابن الطائع للجزائر، والدينامو المحرك لكل خطوة أثناء المفاوضات بحكم علاقاته الجيدة والمتينة مع المخابرات الجزائرية، وبين ممثلها في نيويورك أحمد البوخاري، ما لم تظهر مطامع أشخاص آخرين في قيادة البوليساريو لتولي هذا المنصب. ويتوفر البوخاري على أوفر الحظوظ لقيادة الوفد المفاوض، رغم أن زعيم البوليساريو قد يعارض هذا التعيين، بسبب ما نشب بين الاثنين من مشادات كلامية خلال زيارة الأخير إلى نيويورك لحشد التأييد لمطلب البوليساريو بإضافة مراقبة حقوق الإنسان إلى بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو» قبل صدور قرار مجلس الأمن 1920. وكان محمد عبد العزيز قد عاب على ممثله بنيويورك تقديم طلب الحصول على الجنسية الأمريكية، وعدم إبلاغه بالأمر، ووصلت المشادات بينهما إلى تبادل الاتهامات، ولولا تدخل السفير الجزائري لتهدئة الأجواء بينهما لتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه. ويظهر أن الجزائر تريد الاحتفاظ بالبوخاري في منصبه، وقد تزكيه لدى عبد العزيز لتولي رئاسة الوفد المفاوض، للاحتفاظ بإبراهيم غالي سفيرا لديها، باعتباره الرئيس الفعلي للوفد المفاوض الذي لا يمكن أن يتخذ أي قرار إلا بالتشاور مع المخابرات الجزائرية. كما أن الرحيل المفاجيء لكبير مفاوضي البوليساريو، الذي تزامن مع بدء كريستوفر روس لمشاوراته، من شأنه أن يؤجل تحديد موعد للاجتماع غير الرسمي الثالث الممهد للجولة الخامسة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين.