بينما يجري الدبلوماسي الأمريكي، كريستوفر روس، الترتيبات لاستئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو التي توقفت عند الجولة الرابعة. فاجأت المنية إثر أزمة قلبية مباغتة، محفوظ علي بيبا، رئيس ما يسمى برلمان الجمهورية العربية الصحراوية، الذي قاد الوفد الصحراوي لدى المفاوضات مع المغرب برعاية الأممالمتحدة. وطبقا لمصادر إعلامية متطابقة، فإن محفوظ، البالغ من العمر 57 عاما، والأب لثلاث بنات، قد فارق الحياة في منزله بضواحي مخيمات "تندوف". حيث كان يعيش منذ عام 1975. ولم تذكر جبهة البوليساريو، التي نعت أحد مؤسسيها وأعلنت الحداد حزنا عليه لمدة أسبوع، إن كان الراحل، يشكو من مشاكل في القلب وهل أسعف حينما داهمته الأزمة القلبية، وهل تتوفر المخيمات على تجهيزات طبية متقدمة لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة؟. ويعد، بيبا، الذي ولد بمنطقة الساقية الحمراء عام 1953، في ظل الاحتلال الإسباني للصحراء، من بين المؤسسين الأوائل لجبهة البوليساريو. وقد خلف ،الوالي مصطفى السيد،مؤسس الجبهة في الأمانة العامة ، لفترة وجيزة عقب وفاة الأخير في مواجهات مع الجيش الموريتاني، على مشارف العاصمة نواكشوط. نهاية السبعينيات من القرن الماضي، لكن رئاسة بيبا للجبهة الانفصالية لم تطل كثيرا في ظل الصراع بين الأجنحة، ليحل محله محمد عبد العزيز الذي يجمع حاليا بين منصبي الأمين العام ورئاسة الدولة الصحراوية المعلنة من جانب واحد دون أن يتزحزح من مكانه على غرار الأحزاب الشيوعية التقليدية في المعسكر الاشتراكي المنهار. وترأس، بيبا، في وقت سابق رئاسة الحكومة الصحراوية من عام 1982 إلى عام 1985 لكنه أقيل من المنصب بسبب ما وصف في حينه تقديم ملتمس الرقابة لسحب الثقة منه ومن حكومته على غرار الديمقراطيات العريقة، لكنه عاد لرئاسة الجهاز التشريعي الذي أطاح به من الحكومة. ولم تشر المصادر المغربية الرسمية إلى حادث الوفاة احتراما منها للأقدار الإلهية،غير أن الغياب المفاجئ لمحفوظ عن واجهة الأحداث، من شأنه أن يؤثر ولو مؤقتا على مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو خاصة وأنه حرص على رئاسة جميع وفود التفاوض بين الجبهة والمغرب التي انطلقت عام 2007 ب مانهاست (ضواحي نيويورك) ثم انتقلت إلى فيينا، ما يعني أنه كان يمسك بأسرارها ويعرف منعرجاتها. ويصعب في ظل التعتيم المطلق على ما يدور بجبهة البوليساريو، معرفة حجم القوة السياسية التي كان يتمتع بها الراحل، لكن المعروف عنه إجمالا أنه ذكي ومن الجناح المتصلب في الجبهة المتشبث بخيار الاستقلال. وطالما جاهر بذلك إلى حد أنه قال في حوار تلفزيوني مع فضائية عربية، إنه في حالة ما إذا صوت الصحراويون في الاستفتاء المأمول ،لصالح المغرب، فإنه لن يعود إلى الصحراء .وبنظرة مبسطة للأمور يمكن اعتبار غيابه عاملا في سبيل تحريك المفاوضات المتعثرة منذ انطلاقها، لكن الجبهة كما يقول المغرب لا تملك حرية التقرير في مصيرها. إلى ذلك، سيشيع الراحل إلى مثواه الأخير يوم الأحد. وقالت جبهة البوليساريو إنها كلفت لجنة بالإشراف على مراسيم الجنازة.