ترددت أنباء عن احتمال ترجيح كفة أحمد البخاري، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، لخلافة المحفوظ علي بيبا على رأس الوفد الذي فاوض المغرب أربع مرات في مانهاست لحل أزمة الصحراء . وكانت أنباء قد تحدثت عن عملية اغتيال يكون قد تعرض لها رئيس المجلس الوطني الصحراوي الذي بدأت آراؤه بخصوص تسوية النزاع تزعج المخابرات الجزائرية، إذ رددت مجموعة من المصادر أن المحفوظ على بيبا، الذي ينحدر من قبيلة ازركيين، بدأ يسترعي الانتباه خلال المفاوضات غير الرسمية التي أجراها طرفا النزاع تحت إشراف المبعوث الأممي كريستوفر روس. وقالت المصادر إن الراحل أبدى اهتماما واضحا بالنقاط المشتركة بين الطرفين بغية الاتفاق على عقد دورة مفاوضات خامسة رسمية بين المغرب والبوليساريو حول مستقبل الصحراء الغربية برعاية الأممالمتحدة. بل إن بعض المصادر أكدت أن المحفوظ علي بيبا بات مقتنعا بمقترح الحكم الذاتي كحل نهائي لمشكل الصحراء، وأن الخط بينه وبين المسؤولين المغاربة، وخاصة المشاركين في المفاوضات (الطيب الفاسي الفهري، محمد ياسين المنصوري، ماء العينين ماء العينين.. وبعض أعيان قبيلة أزركيين) بدأت حرارته تتسع، مما عجل بسخط المخابرات الجزائرية التي تعتبر نزاع الصحراء خطا استراتيجيا لا يمكن السماح بإنهائه على الطريقة المغربية. ويعتبر المحفوظ علي بيبا أحد القادة البارزين والمؤسسين لجبهة البوليساريو، وكان عضوا في لجنتها التنفيذية، وشغل منصب الأمين العام للجبهة بالنيابة. كما تقلد المحفوظ علي بيبا العديد من المناصب في «الدولة الصحراوية»، حيث شغل منصب الوزير الأول في عدد من «الحكومات». وتساءلت مصادرنا عن خلفية احتمال الاستعانة بخدمات أحمد البوخاري: هل هي مقدمة ليتولى جميع المناصب التي كان يتولاها المحفوط علي بيبا، بما فيها رئاسة المجلس الوطني الصحراوي، أم أن الأمر يتعلق برغبة المخابرات الجزائرية في استمالة الطرف الأمريكي، خاصة أنه تمكن من الحصول على الجنسية الأمريكية رغبة منه - حسب ما أدلى به لبعض وسائل الإعلام الجزائرية - في نسج علاقات أكبر مع المسؤولين الأمريكان، أم أن كل ذلك مرتبط بالرغبة في «إرشاء» الرجل لكونه - حسب أحد تصريحاته - بات مقتنعا أن النزاع حول الصحراء «قد طال، ونهايته غير معروفة»، مما يشير إلى أن اليأس بدأ يدب في أوصال بعض قيادي الجبهة الذين عملوا طيلة قرابة أربعين سنة على الاستفادة من مشكل الصحراء. وكانت قيادة البوليساريو قد وجهت انتقادات لاذعة إلى أحمد البوخاري، لكنه حاول الدفاع عن موقفه متذرعا بكون حصوله على الجنسية الأمريكية ليست في مصلحته هو كشخص، بل هو في مصلحة الجبهة، حيث أكد أن حصوله على هذه الجنسية سيساعده على نسج علاقات أكبر مع الأمريكان. وحسب مصادر إعلامية جزائرية، فإن محمد عبد العزيز، زعيم الجبهة، بات يتخوف من أن يحصل أغلب مساعديه على جنسيات دول أخرى خاصة أولئك المطلوبين من طرف المحاكم الدولية بخصوص قضايا التعذيب والقتل الذي تعرض له مواطنون أبرياء في مخيمات تندوف.