بدأت جولة ثالثة من المفاوضات بين المغرب وجبهة ( البوليساريو) أمس الاثنين حول مصير الصحراء برعاية الأممالمتحدة في إحدى ضواحي نيويورك . وأعلن الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي ان «تسوية نزاع الصحراء الغربية لا يزال يشكل أولوية بالنسبة للأمم المتحدة ونأمل ان يكون هذا اللقاء المقبل مثمرا ويساعد الأطراف على تجاوز المأزق». وقال نيسيركي ان الجولة الجديدة من المفاوضات التي ستدوم يومين ستعقد في غرينتري ، لونغ ايلاند، بحضور الجزائر وموريتانيا. وستجري المفاوضات في جلسة مغلقة على ان يتلو موفد الأممالمتحدة الى المنطقة كريستوفر روس اليوم الثلاثاء عقب المفاوضات، بيانا وان يدلي الوفدان بتصريحاتهما. وأكد السيد خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ، أن اللقاء غير الرسمي حول قضية الصحراء سيكون مناسبة يوجه فيها المغرب رسالة واضحة للأمم المتحدة مفادها أنه يتجاوب مع رغبة المنظمة الأممية والمنتظم الدولي في تحريك المفاوضات لتخرج من دائرة العقم والجمود وتتجه نحو ما يطالب به مجلس الأمن صراحة والمتمثل في الحل السياسي المتوافق بشأنه كحل واقعي لهذه القضية . وأعرب في تصريح لقناة فرانس 24 عن أسفه لتشبث الطرف الآخر بنفس الخطاب، واستمراره في عرقلة الجهود المغربية في إقامة حكم ذاتي بالأقاليم الجنوبية، داعيا أعداء الوحدة الترابية للمملكة إلى التحلى بنفس النية والإٍرادة الايجابية التي يبديها المغرب في المفاوضات للخروج من النفق المسدود، بدل الإصرار على الجمود والعقم. وشدد الوزير على أن الاختراق في أزمة إيجاد تسوية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بدأ منذ أن اقترح المغرب مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، موضحا أن المغرب طور خطابه، بتقديمه لهذا المقترح الذي يقوم على اقتسام السلطة بين الحكومة المركزية وحكومة محلية منتخبة ، تتوفر على برلمان ينتخب بالاقتراع العام المباشر ، في حين مازال الطرف الآخر يكرر نفس " الأسطوانة المشروخة التي ظل يرددها منذ سنة 1975. مشددا على أن " المغرب لن يسمح أبدا بإقامة كيان مصطنع بالمغرب العربي لكون ذلك سيشكل كابوسا يهدد استقرار المنطقة بأكملها". وبدوره أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري أن المغرب سيشارك في هذا اللقاء غير الرسمي وفق مقاربة تفاوضية تكرس روح التوافق والواقعية والدلالات الديمقراطية لمبادرة الحكم الذاتي. وأوضح أن هذه المقاربة التفاوضية تشدد كذلك على إبطال رغبة الخصوم في العودة إلى نقطة الصفر أو الانحراف عن منطق الاستمرارية في ضوء ما آلت إليه ولاية المبعوث الشخصي الأسبق الذي اعتبر خيار الاستقلال خيارا مستحيلا .