أفادت مصادر إخبارية أن القوات المغربية شنت الاثنين هجوما على مخيم احتجاج أقامه آلاف الصحراويين قرب مدينة العيون في الصحراء الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الاسبانية "ايفي" أمس الاحد عن ممثل جبهة البوليساريو في اسبانيا بوشرايا بيون قوله : "إن قوات مكافحة الشغب المغربية مرفوقة بشاحنات تحمل حاويات للماء دخلت المخيم ". واضاف "طالبت هذه القوات عبر مكبرات الصوت من سكان المخيم خاصة النساء والأطفال مغادرة المنطقة أو تحمل المسئولية والعواقب المترتبة عن البقاء في المخيم" ، مشيرا الى ان اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين عقب هذه التحذيرات. يذكر أن خمسة آلاف شخص من منطقة العيون أقاموا خياما بطول سبعة كيلومترات باتجاه مدينة سمرا في الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو" التي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة في إقليم الصحراء الغربية. وتأتي هذه الاشتباكات بالتزامن مع جولة ثالثة من المفاوضات تبدأ اليوم بين المغرب وجبهة البوليساريو حول مصير الصحراء الغربية برعاية الاممالمتحدة في احدى ضواحي نيويورك. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي إن "تسوية نزاع الصحراء الغربية ما زال يشكل اولوية بالنسبة للامم المتحدة، ونأمل أن يكون هذا اللقاء مثمرا ويساعد الاطراف على تجاوز المأزق". واضاف "الجولة الجديدة من المفاوضات التي ستدوم يومين ستعقد في جرينتري بحضورالدولتين المجاورتين للصحراء الجزائر وموريتانيا". وستجري المفاوضات في جلسة مغلقة على أن يتلو موفد الاممالمتحدة الى المنطقة كريستوفر روس غدا الثلاثاء عقب المفاوضات، بيانا وأن يدلي الوفدان بتصريحاتهما. ومن ناحيته ، اعتبر ممثل البوليساريو في الاممالمتحدة احمد بخاري أن "هذا اللقاء سيكون فرصة للتأكد من نوايا المغرب، هل المغرب مستعد لمناقشة الاستفتاء برعاية الاممالمتحدة؟"، مشيراً إلى أنها ثالث جولة مفاوضات. ويعقد اللقاء في سياق الجولة التي قام بها كريستوفر روس الى المنطقة نهاية أكتوبر/ تشرين الاول والرامية الى تحريك المفاوضين بين المغرب والبوليساريو. وقد التقى خلالها رئيس البوليساريو محمد عبد العزيز في مخيم اللاجئين الصحراويين بتندوف جنوب غرب الجزائر كما استقبله ايضا العاهل المغربي الملك محمد السادس. واوضح روس في حينه أن المفاوضات المقبلة ستجري "بحضور الجزائر وموريتانيا" وذلك "من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفق عليه بين الاطراف يضمن لشعب الصحراء الغربية حق تقرير مصيره وذلك بدعم دول المنطقة وخاصة البلدين الجارين". وقبيل بدء المفاوضات ، اعتبرت جبهة بوليساريو الاحد ان الدعوة التي وجهها ملك المغرب محمد السادس الى المجتمع الدولي للحد من "القمع" الذي يتعرض له اللاجئون الصحراويون في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) يعيق المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية. وقالت بوليساريو في بيان ان تصريحات الملك المغربي "تعيق الجهود من اجل حل النزاع قبل يوم من انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين البوليساريو والمغرب" في نيويورك. وانتقد ملك المغرب الجزائر بحدة السبت في خطاب الى الامة دعا فيه المجتمع الدولي الى انهاء "القمع" و"الانتهاك المتواصل للاتفاقيات الانسانية الدولية" في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف. ويعتبر المغرب لاجئي تندوف الذين يفوق عددهم 160 الفا بحسب بوليساريو مواطنين مغربيين. كما دعت بوليساريو مجلس الامن الدولي والاممالمتحدة الى "تبني عقوبات من دون اي تأخير بحق المغرب لاجباره على الامتثال لمطالب الشرعية الدولية في الصحراء الغربية لانهاء عملية ازالة اثار الاستعمار في افريقيا". وضم المغرب المستعمرة الاسبانية سابقا سنة 1975 بينما تطالب جبهة البوليساريو مدعومة بالجزائر باستفتاء حول تقرير المصير برعاية الاممالمتحدة ، ويفتح امام الصحراويين المجال بين ثلاثة خيارات أما الانضمام الى المغرب أو الاستقلال أو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ويقترح المغرب هذا الخيار الأخير رافضا فكرة الاستقلال.