في الوقت الذي قرر المغرب عدم السماح للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوف روس، بزيارة الأقاليم الجنوبية المغربية، يبدأ الوسيط الأممي اليوم الاثنين جولته في المنطقة، بغرض إحياء المفاوضات بين الرباط وجبهة البوليساريو، وهي الزيارة التي ستدوم عشرة أيام. وفي هذا الإطار قال عبد المجيد بلغزال، الباحث المختص في قضية الصحراء، إن "زيارة روس روتينية ولن تأتي بأي جديد"، معتبرا أن "على الوسيط الأممي أن يقدم استقالته، خاصة أنه لم يعد يحظى بأي ثقة من المغرب، بعد تواتر مجموعة من المحطات". وأوضح المتحدث أن "منطق تدبير النزاع في العالم يتأسس في الأصل على مداخل بناء الثقة بين أطراف النزاع، والوسيط الأممي"؛ قائلا إنه "إذا تعذرت هذه الأواصر فمن المستحيل أن يقدم أي جديد". وذكر بلغزال بمجموعة من الوسطاء الذين قدموا استقالتهم حينما أحسوا بأنهم لم يعدوا يحضون بالثقة، مثل برنارديون ليون، والأخضر الإبراهيمي، متسائلا: "لماذا يصر روس على عدم الاستقالة؟ ولماذا يتمسك الأمين العام للأمم المتحدة به؟". وقال بلغزال إن "مشكل المغرب اليوم ليس مع روس لوحده، بل أيضا مع بان كيمون، الأمين العام للأمم المتحدة"، منتقدا التصريح الذي أدلى به الأخير عشية الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، والذي قال فيه إن "المقترحات المقدمة من المملكة المغربية وجبهة البوليساريو في أبريل 2007 لم تفتح الطريق لمفاوضات حقيقية". وأردف الخبير في الشؤون الصحراوية قائلا: "إن بان كيمون منح لنفسه صلاحيات الحكم على الاتفاقيات، والقول إنها أصبحت من الماضي، علما أن كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، حتى آخر قرار في 2014، تبنى على التراكم الذي حصل منذ 2007، على الرغم من هشاشته". وأضاف بلغزال: "مجلس الأمن مصر على التمسك بهذا التراكم، في الوقت الذي يعد بان كيمون مجرد موظف منح نفسه صلاحية اعتباره صار من الماضي أو أصبح لاغيا"، خاتما كلامه بالتساؤل: "إلى ماذا يصبو؟ هل يرغب في تأزيم الوضع أكثر؟". يذكر أن صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، كان قد صرح لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" بأن "المملكة المغربية لن تسمح لمبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء، كريستوف روس، بزيارة المنطقة"، وأضاف: "ليست لديه أي مهمة يقوم بها بمناطق الصحراء، لأنه عندما يأتي إلى المغرب فإنه يهدف إلى عقد لقاءات مع مسؤولين مغاربة، وكلهم يتواجدون بالعاصمة الرباط".