أكد الباحث المختص في القضايا الصحراء والشؤون المغاربية عبد الفتاح الفاتحي في تصريح لموقع "هسبريس" أن موقف الأممالمتحدةوالجزائر المؤيد لكريستوفر روس لا يغير من شيء في قرار سحب المغرب لثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام بان كيمون إلى الصحراء. واعتبر المتحدث أنه من الطبيعي أن تؤيد الأممالمتحدة أو أن تُكرم مبعوثها على المهمة التي يقوم بها، وهو ما ذكر في الفقرة 114 والأخيرة من تقرير بان كيمون بشأن الصحراء لسنة 2012، حيث ورد فيه على لسان الأمين العام للأمم المتحدة "وفي الختام، أود أن أشكر كريستوفر روس، مبعوثي الشخصي، على جهوده الحثيثة في العمل مع الطرفين بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الجانبين"، وضمنه باقي مساعدي الأممالمتحدة في البعثة. وأشار الفاتحي أن معايير القبول بالوسيط الأممي فيما بين الأطراف المتنازعة يقتضي في عرف العلاقات الدولية أن يلقى الترحيب من لدن الطرفيين، كشرط أساسي، لتجسيد رؤية قرارات مجلس الأمن بشأن النزاع في الصحراء والقائم على أساس التفاوض من أجل حل سياسي عادل ودائم ومتوافق حوله. الأمر الذي بات مستحيلا غداة سحب المغرب لثقته من الوسيط الأممي كريستوفر روس، فضلا عن الملاحظات المغربية التي أثبتت انعدام شرط الحياد والنزاهة في تقارير روس. إضافة إلى سلبيته في تدبير ملف المفاوضات حينما أوصلها إلى النفق المسدود بعد أزيد من عشرة جولات من التفاوض غير المثمر، وهو ما يطيل أمد الصراع في المنطقة. وأضاف أن أمر سحب الثقة كان يجب أن يكون مطلبا أمميا بعد أن أَفْشَلَتْ جبهة البوليساريو كل المساعي للتقدم بالمفاوضات إلى الأمام، وحيث إن ذلك لم يتم، فضلا عن الكثير من الاختلالات التي برزت في تقرير بان كيمون، فإن المغرب له كامل الحق في أن يقدم على سحب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام بان كيمون للاعتبارات المشار إليها. وقال الخبير في قضايا الصحراء إن التأييد الجزائري لكريستوفر روس لا يعدو أن يكون تحصيل حاصل، لمواقفها المؤيدة لمشروعها الانفصالي عبر جبهة البوليساريو، فضلا أن دوافع الموقف الجزائري معلومة دوليا، وتؤكد مرة أخرى أن النزاع في الصحراء يعد قضية مغربية جزائرية من الصعوبة تصور حل لها من خارج رؤية الصراع الإقليمي في المنطقة المغاربية. واعتبر الفاتحي بأن المغرب قد عبر حسن النية في كثير من المناسبات على أمل أن تعامله الجزائر بالمثل تمهيدا لتقوية عناصر الثقة بين البلدين في اتجاه التطبيع الكامل لعلاقاتهما. إلا أن الجزائر كثيرا ما كانت تناقض مواقفها كما برز جليا في كلمة ممثل الجزائر في مجلس الأمن لحقوق الإنسان بجنيف، التي تضمنت مواقف مسيئة للمغرب. حيث تأكد أيضا أن إسراع الجزائر بإعلان تأييدها لكريستوفر روس بأنها غير مكثرة ولا معنية بسياسة اليد الممدودة التي أعلن عنها المغرب في أكثر من مناسبة. وأوضح المهتم بقضايا الصحراء أن المغرب وطبقا للقرارات الأممية ولا سيما الصادرة ما بعد سنة 2007، التي أشارت أن النزاع في الصحراء يجب أن تحكمه رؤية واقعية بعد استحالة تطبيق خيار الاستفتاء، حيث أكدت على جدية ومصداقية وواقعية المقترح المغربي منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا. وحيث إن المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء فان فالسوم قد اعتبر أن استقلال الصحراء أمر غير واقع، سارعت جبهة البوليساريو إلى الطعن فيه ووصته بالمتحيز إلى الموقف المغربي، ثم قرر سحب ثقتها منه. وتجدر الإشارة إلى أن الأممالمتحدة قد أكدت على "ثقتها التامة بكريستوفر روس موفدها إلى الصحراء"، وذلك ردا على إعلان الحكومة المغربية سحب ثقتها من كريستوفر روس الذي اتخذ قرارات "منحازة وغير متوازنة" بحسب ما عبرت عنه الدبلوماسية المغربية، وبعد أسابيع على صدور تقرير للامين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء. [email protected]