حصلت "هسبريس" على صور ومعطيات لشاب في منتصف العشرينات من العمر يعيش بإحدى "المنازل" بالحي الجديد بجماعة الخنيشات المركز التابعة لإقليم سيدي قاسم. الشاب يعيش محتجزا في غرفة إسمنتية محكمة الإغلاق، باردة وجدّ متسخة، تفوح منها روائح كريهة تبعث على الغثيان. ومن وراء القضبان الحديدية لإحدى النوافذ الصغيرة يكتشف الزائر مفاجئة مدوية.. شاب يعيش لأكثر من سنة ونصف داخل غرفة مغلقة بإحكام، من دون أن تكون له القدرة على الدخول أو الخروج بشكل طبيعي، وحالته تؤكد أنه في وضعية صحية ونفسية جد سيئة. الغرفة التي يحتجز فيها هذا الشاب، أرضيتها مغطاة تماما ببقايا أزبال ورائحة نتنة وبقايا فضلات في كل مكان.. بعض الجيران أكدوا ل"هسبريس" أن الجميع يعاني من الروائح الكريهة التي تنبعث من داخل هذه الغرفة الجد متسخة، وأنهم اكتشفوا حقيقة هذا الشاب فقط من خلال بعض الأصوات التي كانوا يسمعونها من داخل تلك الغرفة، وأيضا من خلال تلك الروائح الكريهة، وأنه لو لا ذلك لما علموا بوجود هذا الشخص هناك.. كما أكد الجيران أنهم ومنذ معرفتهم لوضعية هذا الشاب وما يعيشه، تدخلوا في الكثير من الأحيان، من أجل تقديم الطعام له، عبر نافذة حديدية تم تكسير زجاجها للتواصل معه. هؤلاء أيضا أكدوا أن أحد أفراد عائلة هذا الشاب، يزوره "كل يوم في ساعة متأخرة من الليل، ويرمي له بكيس بلاستيكي به قطعة خبز لا غير ..". الشاب المحتجز يبدو حسب المعطيات، أنه إنسان هادئ ولا تبدو عليه أي آثار لأي نزوعات عدوانية، غير أنه يعاني من بعض المشاكل النفسية نتيجة الاحتجاز الذي عاشه طيلة شهور طويلة. وعلمت "هسبريس" أنه سبق لعناصر من الدرك الملكي بمركز الخنيشات، اقتحام، بإذن من وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بسيدي قاسم، لمنزل كان يعيش نفس هذا الشاب بسطحه، لمدة ست سنوات تقريبا، في ظروف جد مزرية، السنة الماضية؛ وتم التحقيق مع والد الشاب وزوجة أبيه، قبل أن يتم نقله بعد ذلك إلى المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، ومن هناك إلى إحدى المستشفيات بسلا. الغريب في الأمر أن نفس الظروف السيئة التي كان يعيشها هذا الشاب، هي التي يعيش في ظلها الآن، مع فارق أنه في الأولى كان يعيش وضعية الإهمال في كوخ بسطح منزل الأب، أما الآن فيعيش حياة قاسية في غرفة مغلقة بعيدا عن الكل وفي ظروف تنتفي فيها أبسط شروط الحياة الإنسانية. [email protected]