أصدرت الأمانة العامة لما يعرف بالشبيبة الإسلامية بيانا دعت فيه إلى نصرة معتقلي "الحركة الإسلامية" الموجودين في السجون المغربية و"المطاردين" الذين يعيشون خارج أرض الوطن. "" البيان الذي حصل عليه موقع "هسبريس" يحمل عنوان "نداء النصرة والتضامن". وقد صدر بتاريخ 16 رمضان الجاري. والخطاب فيه موجه إلى من سماهم ب"الإخوة الصادقون، حملة العقيدة الإسلامية الأوفياء". ودشن البيان بحديث نبوي يقول: " (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امرئ يَنْصُرُ مُسْلِماً في مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ويُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ). وآخر يقول: (إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ فِي مُصِيبَةٍ نَزَلَتْ لِهِ ..) وثالث يقول:(إن الله عزَّ وجلَّ يقول: قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي وحقت محبتي للذين يتصافون من أجلي وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي). وجاء في البيان "في هذا الشهر المبارك نجدد تذكيرنا لأنفسنا ولجميع إخوتنا بهذا الواجب المحتم الذي لا يتملص منه أو يجادل فيه إلا المنافقون والفسقة والمختوم على قلوبهم، وندعو الجميع إلى نصرة إخوانهم المعتقلين والمنفيين والمطاردين بجميع انتماءاتهم الحركية وبدون استثناء، ولن يعجز العاجز من إخوتنا عن أن يدعو لهم بظهر الغيب وفي أوقات الاستجابة، ومظان ليلة القدر المباركة". وذهبت هذه المنظمة الإسلامية السرية التي يوجد زعيمها عبد الكريم مطيع (الصورة) في ليبيا أن هؤلاء "المضطهدين" "موعودون بنصر الله إن ثبتوا {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }آل عمران 126 {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ }آل عمران 160، وليس نصر الله كنصر الناس، ونصرة الله للعبد خير من نصرته لنفسه". وقالت "إن نصرتنا لإخواننا هؤلاء سبب لنا من أسباب التقرب إلى الله في العشر الأواخر من رمضان خاصة، وهي بذلك عبادة جليلة ومرقاة عالية في طرق السالكين وسعي حثيث لبلوغ قمم الواصلين، ونحن إلى القيام بها أحوج من إخوتنا المعتقلين والمنفيين والمطاردين وأسرهم, هم أغنياء عنها بنصرة ربهم وولايته، ونحن أحوج لأننا اخْتُبِرْنا بهم وبِها وامْتُحِن إيمانُنَا بهم وبِها". وأشارت إلى نصرة هؤلاء يمكنها أن تكون بالدعاء لهم "بالفرج القريب والنصر على أعداء الله". وبالرغم من أن المعتقلين الذين كانوا ينتسبون إلى الشبيبة الإسلامية والموجودين رهن الإعتقال بسبب تهم تتعلق بارتكاب جريمة قتل المناضل اليساري عمر بنجلون يعدون على رؤوس الأصابع بعد الإفراج عن فوج منهم عوضوا من قبل هيئة الإنصاف والمصالحة، فإنه يبدو أن الشبيبة تتحدث عما يعرف بمعتقلي السلفية الجهادية الذين يوجدون في السجون المغربية بالمئات بعد أحداث 16 ماي 2003 بالدار البيضاء. ويظهر أن هذه الشبيبة السرية التي تحدث البعض عن تراجع شعبيتها ومناصريها في أوساط الحركة الإسلامية تحاول أن تستقطب مؤيدي السلفية سواء منهم القابعين وراء القضبان أو الذين يتحركون وسط المجتمع. وقد سبق لها أن أصدرت بلاغا مشابها تتحدث فيه عن "الأوضاع المأساوية" لمعتقلي الحركة الإسلامية" داخل السجون. كما يشار إلى أن محاولة عبد الكريم مطيع للعودة من ليبيا إلى المغرب، في بداية حكم محمد السادس، قد باءت بالفشل. وكان من المرتقب آنذاك أن تغير هذه المنظمة طبيعة عملها ومضمون خطابها وأن تخرج إلى العلنية وتمارس خطاب الاعتدال.