مؤسسة وسيط المملكة: تحسين العلاقة بين الإدارات ومغاربة العالم    وزير الفلاحة يؤكد من قمة كمبالا التزام المغرب بتطوير فلاحة مستدامة و قادرة على الصمود    عصبة الأبطال.. صن داونز يهزم مانييما بهدف "قاتل" ويشعل الصراع في المجموعة الثانية على بطاقة العبور للدور القادم    إيقاعات الأطلس تحتفي برأس السنة الأمازيغية في مسرح محمد الخامس    الأمم المتحدة تدعو إلى التحرك لتجنب أسوأ الكوارث المناخية في ظل ارتفاع درجة الحرارة العالمية    جدل دعم الأرامل .. أخنوش يهاجم بن كيران    أخنوش: من حق التجمعيين الافتخار بالانتماء لحزب "الأحرار" ولأغلبية حكومية منسجمة    آيك أثينا ينهي مشواره مع أمرابط    تواصل التوتر.. وزير الخارجية الفرنسي: على باريس أن "تردّ" إذا واصلت الجزائر 'التصعيد"    زياش يمنح موافقة أولية للانتقال إلى الفتح السعودي    الملك محمد السادس يهنئ سلطان عمان بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم    ذكرى 11 يناير تذكر بصمود المغاربة    استعدادا للشان .. السكتيوي يوجه الدعوة إلى 30 لاعبا    حادثة سير مميتة بطنجة: وفاة لاعب وداد طنجة محمد البقالي في يوم يسبق عيد ميلاده ال16    مطالب متجدّدة لأمازيغ المغرب وأماني وانتظارات تنتظر مع حلول "إض يناير" 2975    اعتداء عنيف على الفنان الشهير عبد المنعم عمايري في دمشق    نفسانية التواكل    انخفاض طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا خلال 2024    أخنوش يؤكد أن الحكومة "تفي بالتزاماتها بأرقام دقيقة"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    افتتاح مدرسة لتكوين حراس الأمن بمراكش.. بنية جديدة لدعم منظومة التكوين الشرطي    الصناعة التقليدية تعرف تطورا إيجابيا بتحقيق نسبة نمو 3% خلال سنة 2024    ارتفاع درجة الحرارة العالمية.. الأمم المتحدة تدعو إلى التحرك لتجنب أسوأ الكوارث المناخية    الصين تعرب عن رغبتها في نهج سياسة الانفتاح تجاه المملكة المتحدة    واشنطن "تتساهل" مع مليون مهاجر    الشرطة المغربية تتدخل ضد أم عنفت طفلها بعد تبليغ من مدرسته    توقيف مهربين في سواحل الريف أثناء محاولة هجرة غير شرعية    إسرائيل تواصل التوغل في سوريا    الإقبال على ركوب الدراجات الهوائية يتباطأ بين الفرنسيين    الاتحاد الأوروبي يرصد زيادة الأسعار في معاملات العقار    مكناس.. الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة على نغمات فني أحواش وأحيدوس    لقطة تلفزيونية تفضح طفلا هرب من المدرسة لحضور مباراة نيوكاسل    طنجة... الإعلان عن الفائزين بجائزة بيت الصحافة وتكريم إعلاميين ومثقفين رواد (فيديو)    وفاة وفقدان 56 مهاجرا سريا ابحرو من سواحل الريف خلال 2024    بطولة ألمانيا.. بايرن ميونيخ يستعيد خدمات نوير    خابا يعزز غلة الأهداف في الكويت    إنفوجرافيك l يتيح الدخول إلى 73 وجهة دون تأشيرة.. تصنيف جواز السفر المغربي خلال 2025    كيوسك السبت | المغرب يستحوذ على خمس واردات إسبانيا من الخضر والفواكه    الصين: تسجيل 1211 هزة ارتدادية بعد زلزال شيتسانغ    الصين: تنظيم منتدى "بواو" الآسيوي ما بين 25 و 28 مارس المقبل    مأساة غرق بشاطئ مرتيل: وفاة تلميذ ونجاة آخر في ظروف غامضة    رواية "بلد الآخرين" لليلى سليماني.. الهوية تتشابك مع السلطة الاستعمارية    مراكش تُسجل رقماً قياسياً تاريخياً في عدد السياح خلال 2024    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    أسعار النفط تتجاوز 80 دولارا إثر تكهنات بفرض عقوبات أميركية على روسيا    الضريبة السنوية على المركبات.. مديرية الضرائب تؤكد مجانية الآداء عبر الإنترنت    أغلبهم من طنجة.. إصابة 47 نزيلة ونزيلا بداء الحصبة "بوحمرون" بسجون المملكة    وفاة صانعة محتوى أثناء ولادة قيصرية    بوحمرون: 16 إصابة في سجن طنجة 2 وتدابير وقائية لاحتواء الوضع    "بوحمرون.. بالتلقيح نقدروا نحاربوه".. حملة تحسيسية للحد من انتشار الحصبة    بوحمرون يواصل الزحف في سجون المملكة والحصيلة ترتفع    "جائزة الإعلام العربي" تختار المدير العام لهيسبريس لعضوية مجلس إدارتها    ملفات ساخنة لعام 2025    ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بمرض الحصبة… طبيبة عامة توضح ل"رسالة 24″    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    فتح فترة التسجيل الإلكتروني لموسم الحج 1447 ه    وزارة الأوقاف تعلن موعد فتح تسجيل الحجاج لموسم حج 1447ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل تكشف لأول مرة عن اتصالات بين قيادة الشبيبة الاسلامية ومحيط الملك
نشر في هسبريس يوم 30 - 10 - 2007


خاص ""
تفاصيل تكشف لأول مرة في الصحافة المغربية عن اتصالات بين قيادة الشبيبة الاسلامية ومحيط الملك
الدكتور حسن عبد الرحمن بكير، عضو أمانة الشبيبة الإسلامية المغربية:
- اليسار جبان والعدالة والتنمية صنيعة البصري
-العدل والاحسان تحركت بأمر ملكي ونحن نتمنى أن نغادر العمل السري قريبا
كشف حسن عبد الرحمان بكير(الصورة) ، عضو الأمانة العامة للشبيبة الإسلامية المغربية بأنه هو شخصيا من قام بالاتصالات التي أجراها قياديو هذا التنظيم الإسلامي المحظور لعودة الشيخ مطيع ورفاقه من منافيهم إلى أحضان الوطن. وقال بكير في هذا الحوار الذي خص به موقع "هسبريس" بأن الاتصالات أجريت مع أحد أقارب الملك المكلف منه مباشرة بالاتصال وهو "مولاي إدريس العلوي"، ودامت أكثر من خمس سنوات على فترات متقطعة. وذكر بأنه تلقى منه شخصيا على لسان الملك وعودا قاطعة برفع الأحكام عن المنتمين لهذا التنظيم، معتقلين ومنفيين، "لكن هذه الوعود التي أعطيت لم يوف بها لحد الآن لأسباب مجهولة لنا".
ويتطرق الحوار التالي مع بكير إلى تفاصيل أخرى من الاتصالات أجريت مع قادة التنظيم للعودة إلى المغرب وأسباب فشلها. وهي تفاصيل يتم الكشف عنها لأول مرة.
بكير أكد على أن عودة الأعضاء المنفيين من هذا التنظيم رهن بإلغاء الأحكام الصادرة ضدهم، "ونحن لا نشترط سوى أن نسترد حريتنا ونتمتع بالحقوق التي يضمنها القانون المغربي لكل المغاربة، نحن لا نشترط مثل غيرنا ترخيصا حزبيا لأننا لسنا حزبا وليس في برنامجنا تأسيس أي حزب، ولا نشترط تعويضات مادية عن المظالم التي لحقتنا، لأن للمال العام حرمته وله مستحقوه من فقراء الأمة ومستضعفيها، ولا يجوز إهداره في تعويضات تافهة، أما تضحياتنا والمظالم التي لحقت بنا فنحتسبها عند الله تعالى".
وفي حديثه عن أوجه الخلاف مع المؤسسة الملكية، قال بكير إن منهجهم لا يتعارض مع الملكية التي تسلم للشعب حقوقه الثابتة في التسلط على أمره قرارا وتنفيذا ومراقبة ومحاسبة. وأشار إلى أنهم يتمنون أن يغادروا العمل السري في أقرب فرصة "عندما يرفع عنا سيف الإرهاب وتجريم الانتماء لحركتنا".
في سياق آخر، اتهم بكير حزب العدالة والتنمية بكونه صنيعة المخزن، معتبرا بأن ادريس البصري هو من أشرف على تأسيسه، بمساعدة الخطيب وصهره حسني بن سليمان والحسين جميل من جهاز (دي اس تي)، (DST)، "وكانت هذه النتائج مقررة له قبل تأسيسه وبقرار رسمي من الملك السابق ووزير داخليته البصري حسب اعتراف الرميد بذلك ليومية المساء، وكما صرح بذلك ضابط الشرطة الخلطي ليومية الأيام".
كما قال بأن جماعة العدل والإحسان تحركت في بادئ الأمر سنة 1975 بأمر ملكي "عقب ضربنا مباشرة، كما اعترفت بذلك بنت عبد السلام ياسين للصحافة". واعتبر بأن لهم امتدادات سرية داخل القصر تحميهم من محاولة الاستئصال، "وعبد السلام ياسين طيلة إقامته الجبرية في بيته كان يجتمع بأتباعه ويسجل الأشرطة ويطبع الكتب وتوزع هذه الأشرطة والكتب بكل حرية في جميع مناطق المغرب، والأجهزة الأمنية تغض الطرف عن اجتماعاتهم ونشاطهم، وإذا غضبت منهم ونادرا ما تغضب لم تتجاوز الأحكام الصادرة على بعض أتباعهم الشهرين والثلاثة".
من جهة أخرى، اتهم بكير اليسار المغربي بالجبن، وقال إنه يتاجر بمبادئه "إن كانت له مبادئ. هو جبان لأنه لا يستطيع مجرد الإشارة إلى القاتل الحقيقي لزعيميه المهدي بنبركة وعمر بنجلون، وجبان لأنه عجز عن مواجهة الحركة الإسلامية المغربية بالحوار العلمي الجاد والمنهج السياسي الرشيد فعمد إلى محاولة محاصرتها باتهامات رخيصة لا علاقة لها بها ولا تأثير لها على سير عملها أو توسيع نشاطها الدعوي. والحقيقة التي يجهلها أن هذه الاتهامات الرخيصة تحببنا إلى كل الحاقدين على التيارات اليسارية لاسيما وبنجلون وبنبركة معروفان بإلحادهما ومعاداتهما للإسلام ورسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم".
وذكر بأن المتورطين في قتل المهدي بنبركة مازال أكبر رأس فيهم على رأس الدرك الملكي ( الجنرال حسني بنسليمان) وأن المتهمين بقتل بنجلون أصدر الملك عفوا عنهم. "ومعلوم أيضا من وثائق تحقيق الطب الشرعى المودعة في ملف القضية أن الضربات التي وجهت إليه غير قاتلة، فهل أجهز عليه البوليس بعد حضوره إلى مكان الحادث؟". التفاصيل:
- جل المراقبين والمتابعين لتطور الحركة الإسلامية بالمغرب يسجلون تراجع امتدادها التنظيمي في المغرب. هل تقرون بهذا التراجع؟
ينبغي الإشارة في البدء إلى أن الحركة الإسلامية المغربية ليست طارئة على المجتمع المغربي، وإنما هي انبثاق أصيل منه واستجابة صادقة لدواعي الإصلاح والتغيير وضروراتهما، منذ ما يقارب أربعة عقود، كما ينبغي التذكير بأن هذه الحركة الرائدة في العمل الإسلامي المعاصر ليست حزبا سياسيا لِتُكاثِرَ الأحزابَ وتُنافسَها على الغث والسمين من الناس، والعبرة في نهجها أن تحافظ على البذرة الطيبة التي أتى بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتحميها من غلو المغالين وتمييع المنحرفين واستغلال المتاجرين، ونجاحها بمقدار ما تحققه من هذه الأهداف.
أما التكاثر فمقياسنا فيه قوله تعالى {وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ} أي إن أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم مخالفون للحق ناؤون عنه، كما قال تعالى: {وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} . وقال تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلارْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ} الآية. وقال:{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوه إلا فَرِيقًا مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ}
وليس معنى هذا أننا أقلية فكل المغاربة المسلمين المضطهدين والمظلومين منا وإلينا وإن اضطرتنا ظروف المطاردة والقمع إلى العمل السري الذي نتمنى أن نغادره في أقرب فرصة عندما يرفع عنا سيف الإرهاب وتجريم الانتماء لحركتنا.
- يقال إن حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية استطاعا أن يسحبا البساط من تحت أقدام المكونات الأخرى للحركة الإسلامية. وأنتم تعلمون أن حزب العدالة والتنمية دخل المؤسسات واستطاع أن يحرز تقدما على مستوى تمثيليته السياسية، ومن غير المستبعد أن يشارك في الحكومات المقبلة. كيف تنظرون إلى هذا الوضع؟
إن من أكبر الآفات في الساحة السياسية المغربية جهل كثيرين بالخلفية التاريخية لأحزاب وشخصيات عادة ما تصنع صناعة لتكلف بأدوار محددة في المشهد السياسي المغربي ، وهذا الحزب لم يشذ عن هذا التقليد المغربي في صناعة النخبة؛ فقد أشرف على تأسيسه إدريس البصري بمساعدة الخطيب وصهره حسني بن سليمان والحسين جميل من جهاز (دي اس تي)، (DST)وكانت هذه النتائج مقررة له قبل تأسيسه وبقرار رسمي من الملك السابق ووزير داخليته البصري حسب اعتراف الرميد بذلك ليومية المساء، وكما صرح بذلك ضابط الشرطة الخلطي ليومية الأيام، وكما نعرف ذلك نحن يقينا قبل اعتراف الأول وشهادة الثاني، ونحن بمقياس العقيدة الإسلامية نعتبر أن هذا الحزب مجرد متاجر في سوق النخاسة السياسية، والامتداد التنظيمي الوهمي له إنما هو أورام حزبية طالما ظهرت في أحزاب السلطة السابقة التي تعرفونها حق المعرفة، وستتبين حقيقته عندما يُستنفذ الغرض من وجوده عاجلا أم آجلا، أما المؤسسات التي أدخل إليها هذا الحزب فنحن أولا لا يشرفنا الانتماء إليها وهي على هذا المستوى من السمعة السيئة ودخولها ثانيا قرار فوقي من السلطة المركزية وثالثا هذه المؤسسات مجرد تدجيل وكذب وابتزاز للمال العام بدون أي فائدة تعود على الشعب المغربي بالنفع. وأولى بأصحاب القرار أن يحلوا مجلسي البرلمان والمستشارين وينفقوا ميزانيتهما المقدرة بالملايير على فقراء الأمة إطعاما وعلاجا وسكنا.
- في الجهة المقابلة، هناك جماعة العدل والإحسان التي تعارض بشكل جذري لكن معارضتها لا تتعدى حدود الوطن، خلافا لتنظيمكم الذي يعمل بشكل أساسي خارج المغرب. ما تقييمكم لهذا المعطى، وخصوصا لحضور العدل والإحسان في الساحة السياسية؟
ظروف جماعة العدل والإحسان غير ظروفنا وعلاقاتها السلبية والإيجابية بالسلطة غير علاقتنا، ونهجنا العقدي والسياسي غير نهجها، هم تحركوا في مبدإ أمرهم بأمر ملكي سنة 1975 عقب ضربنا مباشرة، كما اعترفت بذلك بنت عبد السلام ياسين للصحافة، ولهم امتدادات سرية داخل القصر تحميهم من محاولة الاستئصال وعبد السلام ياسين طيلة إقامته الجبرية في بيته كان يجتمع بأتباعه ويسجل الأشرطة ويطبع الكتب وتوزع هذه الأشرطة والكتب بكل حرية في جميع مناطق المغرب، والأجهزة الأمنية تغض الطرف عن اجتماعاتهم ونشاطهم، وإذا غضبت منهم ونادرا ما تغضب لم تتجاوز الأحكام الصادرة على بعض أتباعهم الشهرين والثلاثة، أما نحن فأبسط ما يحكم به علينا منذ ظهر نجمنا في الساحة بسبب توزيع منشور بسيط هو المؤبد والإعدام، والمطاردات والملاحقات للمنفيين منا والمقايضة بهم ومطالبة الدول التي استضافتهم بمحاصرتهم وقطع وسائل الاتصال عنهم مستمرة منذ أكثر من ثلاثين سنة، فكيف يتساوى الوضعان، ومع ذلك فنحن لسنا في مجال مكاثرتهم، ولا مجال للمقارنة بيننا وبينهم، لأن منهجهم العقدي مختلف تماما مع منهجنا العقدي البعيد عن الغلو الصوفي بعجره وبجره.
- لا زال اليسار المغربي يطالب بإنزال أقصى العقوبات على بعض قيادييكم المتهمين بالتورط في اغتيال عمر بنجلون. كيف تنظرون كحركة إلى هذه القضية؟
اليسار المغربي جبان ومتاجر بمبادئه إن كانت له مبادئ. هو جبان لأنه لا يستطيع مجرد الإشارة إلى القاتل الحقيقي لزعيميه المهدي بنبركة وعمر بنجلون، وجبان لأنه عجز عن مواجهة الحركة الإسلامية المغربية بالحوار العلمي الجاد والمنهج السياسي الرشيد فعمد إلى محاولة محاصرتها باتهامات رخيصة لا علاقة لها بها ولا تأثير لها على سير عملها أو توسيع نشاطها الدعوي. والحقيقة التي يجهلها أن هذه الاتهامات الرخيصة تحببنا إلى كل الحاقدين على التيارات اليسارية لاسيما وبنجلون وبنبركة معروفان بإلحادهما ومعاداتهما للإسلام ورسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم.
هذا ومعروف أن المتورطين في قتل المهدي بنبركة مازال أكبر رأس فيهم على رأس الدرك الملكي ( الجنرال حسني بنسليمان) وأن المتهمين بقتل بنجلون أصدر الملك عفوا عنهم. ومعلوم أيضا من وثائق تحقيق الطب الشرعى المودعة في ملف القضية أن الضربات التي وجهت إليه غير قاتلة، فهل أجهز عليه البوليس بعد حضوره إلى مكان الحادث؟
واليسار المغربي متاجر بمبادئه لأنه يوظف ضحاياه للتقرب من الملك والضغط عليه وابتزازه ومحاولة تحقيق بعض المكاسب السلطوية الشخصية لزعمائه الحاليين استوزارا ووظائف عليا وملايين مساعدات مالية للأشخاص والمؤسسات، وقد ألف أن يحرك القضيتين كلما استعصى عليه أمر لدى أصحاب القرار ثم يرسل المساومين إليهم للابتزاز. وفي ظنه أن اتهام غير الدولة في مصلحة الدولة.
- لوحظ في الآونة الأخيرة، بأن بياناتكم تقترب من معتقلي ما يعرف بالسلفية الجهادية بالمغرب. هل هناك محاولات للتقارب بينكم وبين هؤلاء؟ ثم كيف تنظرون إلى أفكار مثل هذه الحركات؟
عندما نقول إن المذهب الرسمي للشعب والدولة هو المذهب المالكي فإنما نقول ضمنا إن المذهب الرسمي للدولة والشعب هو السلفية، لأن المؤسس الأول للسلفية هو إمام دار الهجرة مالك بن أنس، وحسبنا في ذلك رسالته الشهيرة إلى الخليفة هارون الرشيد التي حققها فضيلة الشيخ مطيع. الإمام مالك رضي الله عنه أول من صنف في الحديث النبوي وفقه السلف الصالح، وما تقديمه لعمل أهل المدينة (السلف الأول) الذين أخذوا مباشرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في الاستنباط والاجتهاد ،إلا تأسيسا فقهيا وعلميا وعمليا للسلفية المعاصرة.
إن ما يجمعنا بالسلفية المعاصرة في المغرب وخارج المغرب هو العقيدة الصافية التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلها كنهارها، وما يميزنا عنها هو موقفها السياسي الذي يبادر إلى المصاولة ولا يعير أهمية لضرورة تأسيس البديل السياسي القابل للتطبيق خارج إطار الديمقراطية الغربية وخارج إطار الملك الجبري الذي أسسه الماوردي ومن جاء بعده، أو ما أسسه الفقه الشيعي في نظرية ولاية الفقيه.
نحن لدينا منهج شوروي شرح في كتاب " الدولة الإسلامية شرعية الوجود وآلية التأسيس والتشريع والتسيير" لفضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع ومستعدون للحوار حوله مع كل الفرقاء، ولكنهم يلتزمون إزاء منهجنا سياسة التعتيم والتجاهل، وسيأتي إن شاء الله تعالى يوم تعرف فيه قيمة إضافاتنا للفقه السياسي الإسلامي على رغم مكابرة المكابرين وتعتيم الحاقدين وتجاهل الخائفين.
إن ما يجمعنا بإخوتنا السلفيين المعتقلين وغيرهم أيضا هو واجب النصرة التي لا يعفي المسلم الحق منه عذر، لاسيما وهم مظلومون لفقت الأجهزة المغربية ضدهم كثيرا من التهم الكاذبة. واتبعت في محاصرتهم سياسة الأرض المحروقة بإرهاب كل من يحاول مناصرتهم والتعاطف معهم، وهو نفس الأسلوب الذي اتبع في محاصرتنا منذ السبعينات، فلم نجد في محننا المتلاحقة مناصرا أو متعاطفا أو مدافعا، إلى أن تولتنا عناية الله تعالى فخرجنا من حصار سياسة الأرض المحروقة التي انتهجها النظام وما زال ينتهجها ضدنا مستعينا باليسار الغبي وأحزاب الأجهزة الأمنية المتأسلمة.
- البعض يتهمكم بعدم الوضوح في مواقفكم السياسية. أنتم ما أوجه الخلاف بينكم وبين النظام الملكي المغربي؟ ماذا تعيبون بالذات على النظام؟ وما هي مطالبكم؟
لدينا مواقف عقدية واضحة خلاصتها أننا مع السنة النبوية فيما تبيح أو توجب أو تحرم، ومنفتحون على كل من يرشدنا إلى ما غاب عنا منها، ومن خلال هذا تتشكل مواقفنا السياسية، ولو أرجعت هذه المواقف التي تصفها بعدم الوضوح إلى الكتاب والسنة لوجدت أنها أشد وضوحا وأجلى بيانا.
أما عن موقفنا من النظام الملكي فنابع من هذا المنطلق. ذلك أنك إذا ما اطلعت على منهجنا السياسي الذي ندعو له، والذي يعتمد الشورى العامة في اتخاذ القرار وتنفيذه ومراقبته والمحاسبة عليه لاكتشفت أن منهجنا لا يتعارض مع الملكية التي تسلم للشعب حقوقه الثابتة في التسلط على أمره قرارا وتنفيذا ومراقبة ومحاسبة.
– تحدثت بعض الأخبار عن وجود اتصالات بينكم وبين مسؤولين حكوميين. ما حقيقة هذه الاتصالات؟ وهل هناك إمكانية لدخول قياديين من تنظيمكم وعلى رأسهم عبد الكريم مطيع؟ ثم ما هي الشروط التي تضعونها لتحقيق هذه المسألة؟
أنا شخصيا من قام بهذه الاتصالات، مع أحد أقارب الملك المكلف منه مباشرة بالاتصال وهو "مولاي إدريس العلوي" ودامت الاتصالات أكثر من خمس سنوات على فترات متقطعة، وتلقيت شخصيا منه على لسان الملك وعودا قاطعة برفع الأحكام الظالمة عنا جميعا معتقلين ومنفيين، لكن هذه الوعود التي أعطيت لم يوف بها لحد الآن لأسباب مجهولة لنا.
لدينا مع هذه الوعود تجارب عجيبة، فلقد سبق لأحمد بن سودة أن وعد فضيلة الشيخ مطيع في صحن بيت الله الحرام وفي مقام إبراهيم وفي الثلث الأخير من إحدى ليالي رمضان بأن القضية ستحل برمتها بحلول عيد الفطر وسلمه هاتفه الشخصي ليراجعه بعد العيد، ثم لم يوف بذلك مطلقا، ولما أرسل إدريس البصري مبعوثا إلى الشيخ مطيع للتفاوض معه في ليبيا أخبره بأن البصري نفسه هو الذي عرقل تنفيذ الوعود لأسباب لم يشرحها. ثم حينما لم تنجح المفاوضات أبلغه المبعوث بأن البصري يقول له : نحن نعرف أبناءك في فرنسا ولكن لا نؤذيهم" فأجابه الشيخ بأن لدينا كذلك معلومات عن جميع الأماكن الموبوءة التي يرتادها أبناء البصري في فرنسا ولا نؤذيهم، لأن قضيتنا أعلى وأشرف وأنبل من أن نمارس هذه الأخلاق الدنيئة".
لذلك لا ندري ما إذا كانت هناك جهات في المغرب رأيها وقرارها فوق رأي الملك وقراره؟
الأصل في الأنظمة العاقلة والرشيدة أن لا تساوم أي مواطن على حريته وحقوقه الأولية،
أما عودة الأعضاء المنفيين من تنظيمنا فرهن بإلغاء الأحكام الظالمة الصادرة ضدهم، ونحن لا نشترط سوى أن نسترد حريتنا ونتمتع بالحقوق التي يضمنها القانون المغربي لكل المغاربة، نحن لا نشترط مثل غيرنا ترخيصا حزبيا لأننا لسنا حزبا وليس في برنامجنا تأسيس أي حزب، ولا نشترط تعويضات مادية عن المظالم التي لحقتنا، لأن للمال العام حرمته وله مستحقوه من فقراء الأمة ومستضعفيها، ولا يجوز إهداره في تعويضات تافهة، أما تضحياتنا والمظالم التي لحقت بنا فنحتسبها عند الله تعالى.
أجرى الحوار: لحسن والنيعام [email protected]
حسن بكير: من يكون؟
الاسم : حسن عبد الرحمن بكير
تاريخ الميلاد: 29/10/1966م
مكان الميلاد: وجدة / المغرب
عضو الأمانة العامة للحركة الإسلامية المغربية
صدر في حقه حكم بالإعدام غيابيا سنة 1985م
المؤهلات العلمية:
*ليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.