كلما تأمل العديد من المغاربة في تصرفات وتحركات ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، إلا عادت أذهانهم إلى جده الملك الراحل، الحسن الثاني، حيث يؤكد البعض وجود تشابه كبير بين الحفيد وجده، أو بين الحسن الثاني والحسن الثالث، الذي يتم تكوينه على أن يمارس مهنة الملك في المستقبل. ويطفئ "سميت سيدي"، كما يُلقبه أهل القصور الملكية في البلاد، وأيضا زملاؤه في المدرسة المولوية التي يتابع فيها دراسته، اليوم الجمعة، شمعته الثانية عشر، حيث تستحضر العائلة الملكية، ومعها المغاربة، تلك الاحتفالات السعيدة التي تلت الإعلان عن مولد نجل عاهل البلاد. ولم يكن اختيار اسم "الحسن" ليطلق على الأمير الصغير اعتباطا، بل جاء مدروسا بعناية فائقة، ورغبة في أن يشكل ولي العهد الجديد استمرارا لملكيْن بصما تاريخ المغرب من قبل، ولهما نفس الاسم، وهما السلطان الحسن الأول بن محمد، الذي حكم البلاد بين 1873 و1894، والحسن الثاني الذي استمر ملكه بين 1961 و1999. ويبدو أن القدر شاء أن لا يكون الاسم وحده هو وجه الشبه بين الأمير الصغير، المولى الحسن، وبين جده الملك الراحل الحسن الثاني، وإنما أيضا في الكثير من الحركات والسكنات، وطريقة المشي والنظرة وملامح الوجه، فيما الفرق يبقى في القامة التي كانت قصيرة عند الملك الراحل، بينما الأمير يتميز بقامة طويلة. ويتحدث محمد قجدار، الباحث والمحلل النفسي، عن ملامح الأمير مولاي الحسن، وقال في تصريح لهسبريس إنه طفل يبدو من هيئته الخارجية وطريقة مشيه، بأنه حيوي ودينامي كثيرا، من خلال حركات يديه اللتان تسبحان في الهواء عند سيره، وأيضا طريقة خطواته المتلاحقة والسريعة. ويتابع المحلل بأن الأمير الحسن يظهر كمن يجمع، خاصة أنه لا زال في سن صغيرة، بين براءة الطفولة التي تطغى على ملامح وجهه، خاصة في لمعان عينيه واهتمامه مثل أقرانه بكل ما يجذب أنظاره، وبين حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فهو يعلم ولاشك أنه مُعَد ليكون ملكا في يوم من الأيام بعد عمر مديد لوالده". وسجل المتحدث أن للأمير الصغير بعض نقط التشابه مع جده الراحل الملك الحسن الثاني، في الشكل والمضمون معا، إذ تتقارب كثيرا ملامح وجهيهما، إذا أخذنا بعين الاعتبار ملامح وجه الملك الراحل لما كان في سن الأمير الصغير الحالي، وخاصة في نظرات العين وشكل الأذنين، والفطنة حضور البديهة". نفس الشعور والخلاصة ذهب إليها قراء ومعلقون يتابعون صور الأمير مولاي الحسن المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غالبا ما يشبهونه بجده الراحل، وتقول الناشطة سكينة ربيطة في هذا الصدد "إن الأمير الحسن يذكرني كثيرا بالملك الحسن الثاني رحمه الله". ومن جانبه، أورد ربيع دومو بأنه بمجرد ما يتفحص المرء ملامح الأمير الصغير، مولاي الحسن، يتذكر الهيبة التي كان يتصف بها الملك الراحل الحسن الثاني"، مضيفا أنه "لولي العهد أيضا هيبة خاصة اكتسبها بالفطرة، ما يجعله يحظى بهالة من الحب والود الذي يحيط به من كل المغاربة". ويظهر شغف المغاربة بمعرفة أخبار وتنقلات أميرهم الصغير، من خلال ما يروج من قصص طريفة تتجلى من خلالها طفولته وعفويته، ومن ذلك مشاهدته في إحدى الدورات السابقة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس لبقرة ضخمة وأنيقة، ما دفعه إلى إظهار إعجابه الشديد بها. ومن القصص الطريفة الأخرى التي يُقال أنها حدثت لولي العهد زيارة سبق له أن قام بها لحديقة الحيوانات بتمارة، وحزنه الذي أبداه إلى حد أنه ذرف الدمع لما لم يجد أسدا كان يأمل في مشاهدته في مكانه المخصص له، وأيضا شغبه قبل سنوات عندما كان يتعمد المرور أمام خدم القصر، لإعجابه بما يهتفون به "الله يبارك في عمر سميت سيدي".