يعتبر ولي العهد,الأمير مولاي الحسن,ووالدته الأميرة لالة سلمى الشخصيتين الملكيتين اللتين تثيران أكبر اهتمام من طرف وسائل الاعلام بعد الملك محمد السادس,وقد جذب ولي العهد أنظار المغاربة اليه منذ ظهوره الأول,وبدا واضحا للكثيرين أنه ملأ فراغا في نمط حياة الأسرة الملكية,وأعطى نفسا جديدا وأقوى في تعامل الملك مع الناس واحتكاكه بهم والاقتراب من مشاكلهم. مازال المغاربة لا يعرفون الكثير عن ولي العهد,الأمير مولاي الحسن,ومازالوا ينتظرون تسربات من هنا وهناك لمراكمة معلومات مرتبطة بحياته الخاصة وطرائفه,بالقدر الكافي الذي يشبع جزءا من ااتساع فضولهم بهذا الخصوص.هذا على اعتبار أن الكثيرين هم الذين ظلوا يتباهون فيما بينهم بما يحوزونه من معلومات وحكايات وأحداث وطرائف ولي العهد وحياته. ككيف لا وهو الأمير الذي قيل ان ما قيمة وزنه ذهبا حين ولادته,وزع كصدقات على الفقراء والمحتاجين تكريسا لتقليد دأبت العائلة الملكية على ممارسته منذ بداية حكمها للبلاد,فكيف يعيش ولي العهد؟ وكيف يتم اعداده للاضطلاع ب"مهمة ملك"؟ وما هي علاقته باللعب والحيوانات والسيارة والطائرة...؟ماذا يحب وماذا يكره؟؟ مولاي الحسن الأمير الطفل يعيش ولي العهد الأمير مولاي الحسن حياة الأمراء,وككل الأطفال يحب أشياء ويكره أخرى ويتصرف حسب مزاجه أحيانا وانطلاقا مما تلقنه,يستحسن أشياء ويخشى أخرى.يخاف ركوب الطائرة ويحب السفر على متن السيارة,يشارك أباه في عشقه لركوب السيارات,وقد سبق أن شوهد أكثر من مرة جالسا بحجر والده وهو يقود السيارة,ماسكا المقود كأنه هو سائقها.كما يستحسن أن تسير السيارة بسرعة كلما امتطاها رفقة أبيه,سيما اذا كانت مكشوفة,وكلما كانت سرعتها تزيد والرياح تتلاعب بشعر رأسه الناعم,تصاعدت ضحكاته واتسعت سعادته الطفولية,بخصوص تعامله مع اللعب وتعاطيه معها,لاحظ البعض أن ولي العهد يميل في فترات لعبه الى التركيز وحدة الملاحظة,اذ لا يبادر بتناول احدى اللعب لا بعد فترة من التمحيص والتأمل,وعندما يمسكها,يبدو وكأنه يعرف ما يريد,لكن حال الانتهاء منها يهملها كليا أو يكسرها.مع ترعرعه أضحى يهتم أكثر بالألعاب الالكترونية(بلاي ستايشن),قد رأى البعض في انجذاب الأمير الى هذا النوع من الألعاب بوادر سيره على درب اختصاص والدته, الأميرة لالة سلمى,التي اختارت المعلميات,لاسيما في تعامله مع اللعب الالكترونية,حيث يمتاز ولي العهد بفضول واهتمام خاصين,يفوق أحيانا كثيرة فضول الأطفال في سنه,انه يولي بالغ الاهمية الى حد الاجهاد للبحث عن سبل تجاوز الصعوبات التي يصادفها في ممارسته اللعبة,سيما لعبة الحروب والمغامرة والمصارعة واكتشاف الكنوز,وأضحى معلاوفا عن سموه أنه لا يستحسن أن يمس أحد غيره لعبه الالكترونية التي يقضي برفقتها وقتا طويلا,ولا يسمح لغيره باللعب بها.ومن طبعه الاصرار والتصميم على فهم كل لعبة تقع بين يديه,ويتعامل معها في البداية بهدوء وطمأنينة,لكن سرعان ما يتخلى عنها.يحب الأمير مولاي الحسن اللعب بحديقة الاقامة الملكية,لاسيما مراقبة حركات الأسماك بالبحيرة,اذ أصبحت لسموه علاقة خاصة بالحيوانات,كلما توفرت لديه الفرصة,حيث يمكث طويلا وهو يعاينها ويلاحظها بدقة.بمناسبة افتتاح المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس رفقة والده وقف ولي العهد يتأمل عجلا ضخما سمينا,وحتى لما تحرك الملك لاحظ الحاضرون كثرة التفاتاته وهو يبتعد عن المكان.وغب غضون منتصف السنة الماضية,لاحظ ولي العهد خلال احدى زياراته لحديقة الحيوانات بتمارة غياب أسد اعتاد رؤيته,فامتلكه الحزن وجهش بالبكاء بصوت عالي مما خلق أزمة غير متوقعة لمرافقيه وحراسه.بحكم قضاء لحظات طويلة في الاستمتاع بالألعاب الالكترونية,سيما ألعاب فنون الحرب,يحاول تقليد جملة من الحركات الدفاعية والهجومية,وقد شوهد داخل الاقامة الملكية أو بحديقتها,وهو يقوم بحركات رياضية يقلد فيها بطل اللعبة محاولا الصراخ كما يصرخ الحسن الثالث علامات شخصية قوية ولد الأمير مولاي الحسن ليكون ملكا,ويعده والده,الملك محمد السادس,ليحكم ويسود بصفته الملك رقم 19 في السلالة العلوية,ورغم صغر سنه,بدأت تبرز بشائر أولى عن قوة شخصيته,ويقول والده في هذا الصدد"انني لا ألاغب أن تكون شخصيته مطابقة لشخصيتي,ولكن ان تكون له شخصيته الخاصة".ويلاحظ الكثيرون ان ولي العهد يشبه جده الراحل الحسن الثاني, في العديد من التصرفات والحركات والطباع عندما كان في سنه.بقدر ما يكون حيويا وكثير الحركة والتحرك في مختلف فضاءات الاقامة الملكية بدار السلام عندما لا تتابعه الكاميرات,بقدر ما يكون متزنا ورزينا,رزانة تفوق سنه,عندما يظهر رفقة أبيه في المناسبات والتظاهرات الرسمية,علما أنه يبدو أكثر تحررا رفقة والدته وأقل انضباطا عما يكون عليه رسميا رفقة والده.ذاكرته قوية, تجعله يستعيد بدقة أدق تفاصيل الأفلام التي يشاهدها ولو بعد فترة غير قصيرة.لا يبكي الا نادرا جدا,وينطق أحيانا ببعض العبارات ويقوم ببعض الحركات الكوميدية في حضرة والديه تجعلهما لا يتملكان نفسيهما ويخوضان في ضحك مسترسلوكما يعجب ولي العهد أن يرد على الهاتف المحمول,فكلما رن هاتف بمتناول يده حاول الامساك به قبل أمه أو أبيه قصد الرد.يتكلم اللغة الفرنسية بسهولة وطلاقة ويفهم العديد من العبارات الاسبانية تمكنه من التواصل مع احدى مربياته,خلال حديثه معها يستعمل عبارات اسبانية بطريقة سليمة,نطقا ونحوا وتركيبا. لا يسلم ولي العهد على غريب عن العائلة ولا يقبل أحدا,ماعدا والديه وعمه وعماته وأقرب المقربين اليه.ولا يتوجه نحو أحد ما عدا أباه وأمه وعمه,اذ رأب على الهرولة لاستقبالهما كلما رآهما.علما أن هناك عرفا ساري المفعول منذ زمن بالنسبة للعائلة الملكية,مفاده أنه لا يحق لأحد غريب تقبيل(سميت سيدي) على خديه.ولا يقبل ولي العهد الهدايا من أي أحد,لكنه يفرح كثيرا بالهدايا الممنوحة له من طرف أبويه وعمه,وقد دأب هذا الاخير على اغراقه بها منذ كان عمره سنتين حتى الآن,وكلما يبصره أو يشعر بحضوره يتملكه سرور خاص فينطلق الى حضنه.في البداية كانت والدته الأميرة لالة سلمى,هي التي تقوم باطعامه بمعرفتها,لكن منذ بلوغه ربيعه الثاني,حينما اضطرت لمغادرته للاضطلاع بمسؤولياتها خارج البيت,تولت احدى مربياته الأمر,وفي البداية وجدت هذه الأخيرة بعض الصعوبات,اذ كلما كانت تحاول أن تناوله الأكل بطرف الملعقة لا يستجيب لها بسهولة.من الأسباب التي تغضبه بسرعة اجباره على الأكل واللبس أو القيام بشيء محدد.اذا جوبه بضغط أو اكراه للقيام بشيء رد بشيء من العنف وعلامات عدم الرضا والغضب بادية على محياه,وما أن يلاحظ أن مخاطبه قد غير نبرته واختار التعامل معه بلطف يتراجع عن عناده الطفولي ويبدأ بالامتثال تدريجيا.الأمير مولاي الحسن شديد الارتباط بوالديه وشقيقته,انهم عالمه الخاص,كلما شعر بحضور والده يتخلى عن كل شيء وينسى كل المحيطين به ويهرول لاستقباله حيث يلقاه الملك محمد السادس دائما بابتسامة عريضة الأمير والألوان أضحى الأمير مولاي الحسن يميل الى الرسم والتلوين,سيما بعد معاينة عشق والده الملك محمد السادس للفنون التشكيلية وتقديره لمجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب.انه يرسم الآن أكثر من السابق,ولوحظ أنه يميل الى اللون الأصفر ومشتقاته.يبدو أنه تأثر بما يقوله والده عن الفنون التشكيلية وعن المتتبعين لأخبار الفنانين المغاربة والأجانب,وقد يمسك أحيانا بالفرشات ويرسم,ومنذ كان وليا للعهد دأب على اقتناء لوحاته بنفسه,سواء بالداخل أو الخارج,وفي ملكيته مجموعة من اللوحات لفنانين كبار ذائعي الصيت. "الله يبارك في عمر سميت سيدي" أسر لنا مصدر أن شاهد عيان حكى له عن حادثة طريفة جرت بالقصر الملكي بالرباط بين ولي العهد وبعض خدم القصر.كان الأمير مولاي الحسن بمعية مرافقيه وحراسه بالقصر الملكي,اما داخلا اليه أو خارجا منه,ولاحظ أنه كلما مر على مكان اصطف الخدم المتواجدون به و"بندقوا" قائلين بصوت مسموع ملء المكان"الله يبارك في عمر سميت سيدي",حدث هذا مرة أولى,ثم كرر ثانية في مكان آخر بالقصر,وبعد أن ابتعد الأمير مع مرافقيه عن المكان الذي "بندق" فيه الخدم بأمتار قليلة ولى راجعا,وبمجرد الاقتراب منهم أعادوا الكرة,"بندقوا" دفعة واحدة وقالوا ثانية"الله يبارك في عمر سميت سيدي",فالتحق به أحد مرافقيه لتوجيهه على الاستمرار في السير,وبينما هو يخطو أراد الرجوع من جديد لكن المرافق تمكن من ثنيه عن ذلك بطريقة دبلوماسية انساق معها الأمير بسهولة,للاشارة تشبه هذه النازلة ما سبق وأن حدث لولي عهد التزار الروسي مع تلاميذ مردسة الضباط ببيترسبورغ,حيث كان يرافق والده ممتطيا نفس الجواد لتحية الضباط كما تعود أن يفعل كل صباح بعد تحية العلم,فلاحظ ولي العهد الروسي(الطفل آنذاك) أن والده كلما كان يقول"صباح الخير يا ضباط روسيا" وهو مار على صهوة جواده بين صفوفهم يصيحون بصوت واحد"هورا...هورا"فأخذ ولي العهد يقلد أباه التزار,وبمجرد أن يصمت الضباط بعد ردهم التحية,يقول على حين غرة بصوته الطفولي"صباح الخير يا ضباط روسيا" فيضطر هؤلاء للرد"هورا...هورا" فيعيد ولي العهد الطفل الكرة ويضطر الضباط للرد عليه ثانية,وعندما تكرر الأمر وضع التزار يده على فم ولي عهده رحمة بالضباط. دلالة ورمزية اسم الحسن يحظى اسم الحسن عند العائلة الملكية بدلالة ورمزية خاصتين,اذ تعاقب على قيادة المغرب وحكمه,ملكان طبعا عصريهما وحملا هذا الاسم,"السلطان الحسن الأول ابن السلطان محمد الرابع والملك الحسن الثاني ابن الملك محمد الخامس" في 8 مايو 2003 سمع المغاربة 101 طلقة مدفع اعلانا عن بشرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن ابن الملك محمد السادس.شاءت الظروف أن يكون ملوك وسلاطين المغرب الذين حملوا اسم الحسن أبناء ملوك وسلاطين حملوا اسم محمد,وجاؤوا بالتتابع,الحسن الأول ابن محمد الرابع والحسن الثاني ابن محمد الخامس والحسن الثالث ابن محمد السادس,فالحسن الأول كان عرشه علة صهوة جواده مجاهدا لمواجهة المطامع الاستعمارية الأجنبية والحسن الثاني صانع المسيرة الخضراء وباني السدود الذي استكمل بناء المغرب الحديث.لذلك ارتأى محمد السادس أن يطلق على مولوده البكر اسم الحسن تيمنا بوالده الراحل.ان جل ما كتب وقيل حتى الآن عن ولي العهد الأمير مولاي الحسن,يتصف بالاعجاب والتميز في كل ما يقوم به رغم صغر سنه,وهكذا كان جده الراحل الحسن الثاني. منذ صغر سنه بدت معالم الشخصية الكاريزماتية لجد ولي العهد,والتي استمدت قوتها من الازدواجية(الأصالة والمعاصرة) وعلامتها ظهرت منذ صغر سن الراحل وهو يتحذث لمربيته أو الفرنسيين الذين قابلوه في مرحلة طفولته.اذا كان الملك الراحل الحسن الثاني قد رزق بمولودته أنثى, الأميرة لالة مريم,بعد أول حمل لزوجته"لطيفة أم الأمراء" في أواخر سنة 1962,وظل يتطلع لمولود ذكر,فمنحته ولي العهد بعد حملها الثاني,فان الملك محمد السادس رزق بالمولود الأول وليا للعهد,فكان ابتهاج القصر الملكي منذ الشهر الخامس من الحمل الأول,وجاء الحمل الثاني للأميرة لالة سلمى لتمنح للملك المولود الثاني ولولي العهد شقيقة عما قريب سيلج ولي العهد المعهد المولوي بالمشور بالرباط,كما فعل والده وجده وعمه وعماته,وسيتابع دراسته هناك رفقة ثلة من أقرانه النجباء,ربما يكون بعضهم ممن يلعبون ويتجولون معه حاليا ويرافقونه في نزهاته بحديقة الحيوانات وغيرها.وان المرحلة الابتدائية يظل حاضرا هاجس اعداد ملك المستقبل,فالملك بالمغرب يسود ويحكم وولي العهد يعد لكي يسود ويحكم,علما أن هذه المسألة مرتبطة بالواقع كما هو,وليس كما يجب أن يكون في عيون بعض المغاربة. ان تربية ولي العهد مرتبطة بالأساس بضمان الاستمرارية للعائلة العلوية التي حمكت المغرب منذ 1664 مع اعتلاء المولى رشيد عرش البلاد التي حكمها الى حدود 1672,وبخصوص تربية ولي العهد,سبق للملك محمد السادس أن أعرب عن أمله في أن يحصل على تربية مثل التي حصل عليها"(...) لقد حصلت شقيقاتي وشقيقي وأنا على تربية تميل الى الصرامة مع برنامج دراسي حافل,وتلقينا تربية دينية جيدة في الكتاب القرآني بالقصر,وأنا حريص على أن يتلقى ابني نفس القواعد التربوية" ان هذه التربية,علاوة على ما ذكر,تستهدف بخصوص ولي العهد,اعداده للحكم وتحمل مسؤولية تدبير الملك بالمغرب.وبذلك يكون الملك محمد السادس قد اختار له مسارا تربويا وتكوينا دينيا,حديثا في ذاث الوقت,وكانت البداية من الكتاب القرآني بالقصر الملكي بالرباط,لكن هل سينهج الملك محمد السادس نفس السبيل ليكون رفقاء ولي عهده في الدراسة بالمعهد المولوي من أبناء الأعيان والشخصيات البارزة وبعض متفوقي أبناء الشعب,أم أن"ملك الفقراء" سيغير النسبة ليكون المعيار هو التفوق الدراسي بغض النظر عن الموقع الاجتماعي؟هذا أمر ستوضح عما قريب عندما سيلتحق الأمير مولاي الحسن بالمعهد المولوي الذي يستعد منذ الآن لاستقبال قسمه.ان رفقاء والده بالمعهد خضعوا الى بحث دقيق جدا كلف شهورا بالنسبة لبعضهم,وهم العائلة وظروفها والأقرباء والأصدقاء ودرجة تكوين وثقافة أفرادها وقناعاتهم وانتماءاتهم السياسية واهتماماتهم وسوابقهم في مختلف المجالات.ومن المعلوم أن المعهد المولوي أضحى فضاء يشكل بالنسبة لملوك الغذ والأمراء والأميرات مدخلا للحياة العمومية,وأصبحت له الآن أعرافه وطقوسه كما أن له تاريخه.انه أقيم سنة 1942 على مساحة هكتارين,عاش به والد الأمير مولاي الحسن 8 سنوات من 1973 الى 1981.حين احداث هذا المعهد,كان المغرب آنذاك على باب الحداثة,وكان لزاما على الملك الراحل محمد الخامس اعتماد منظومة كزدوجة لتعليم أولاده وبناته,سيما ولي العهد,وذلك بتعميم تعليم تقليدي حفاظا على قوائم النظام الملكي من جهة ومن جهة أخرى تعليم عصري لفهم ومسايرة تطورات العصر والانخراط فيها.بدأت الدراسة بالمعهد بقسمين اثنين,قسم ولي العهد(الراحل الحسن الثاني آنذاك) وبعده بقليل قسم الأمير الراحل مولاي عبد الله عم الملك محمد السادس.لقد حقق المعهد المولوي رغبة محدثة,اذ أضحى فضاءا لانتاج النخب الجديدة المشعبة بالتقاليد الملكية. وسار الملك الراحل الحسن الثاني على نفس الدرب,اذ ضم قسم ولي عهده(الملك محمد السادس) أبناء الأعيان وكذلك بعض المتفوقين القلائل من أبناء الفئات الشعبية,في حين لم يضم قسم الأمير مولاي رشيد سوى أبناء الأعيان دون سواهم تربية واعداد ملك أسر لنا أحد المقربين من دوائر القصر الملكي انه خلافا لوالده الملك محمد السادس وعمه الأمير مولاي رشيد,اللذان تابعا دراستهما العليا بجامعة محمد الخامس بالرباط,قد يتابع ولي العهد دراسته بجامعة الأخوين بمدينة افران,علما أن أول أمير تخرج من هذه الجامعة هو ابن عمه الأمير اسماعيل نجل الأمير الراحل عبد الله شقيق الملك الراحل الحسن الثاني,كما التحق بنفس الجامعة الأمير مولاي ادريس نجل الأميرة لالة مريم,عمة ولي العهد,وذلك خلال الموسم الدراسي 2006-2007 فهل فعلا ستستقبل جامعة الأخوين الحسن الثالث لتصبح جامعة ملكية بعد أن أكدت صفتها الأميرية؟انه سؤال يؤجل الجواب عنه حاليا.ان التربية التي سيخضع لها ولي العهد,هي أولا وقبل كل شيء تربية تؤهله للاضطلاع ب"مهمة ملك" بكل ما تتضمنه من مسؤولية ومخاطر المهنة,كما كان يحلو لجده الراحل الحسن الثاني أن يقول.سوف يختار له والده أبرز الأساتذة والموجهين والمرافقين وأحسنهم,مادام أنه سبق وأن أقر بأنه سيشرف شخصيا على تربية ولي العهد كما فعل والده الراحل الحسن الثاني بشأنه,وستكون على نفس النهج الذي حكم تربيته,عمودها الفقري علاقة متوازنة وخلاقة بين الأصالة والمعاصرة,والتشبث بالثوابت والانفتاح على روح العصر.وكما قال الملك محمد السادس وقبله والده الراحل الحسن الثاني,الاعداد للاضطلاع ب"مهمة ملك" لا يخضع لتوقيت ولا لعطلة,وانما يستوجب عدم نسيان المسؤوليات الجسمية في أية لحظة من اللحظات,لأن ملك المغرب ليس ملك نفسه,وانما يعد ليصبح ملكا قصد الاضطلاع ب"مهمة ملك" وعليه الاضطلاع بها في كل لحظة وحين مهما كانت الظروف,وقد بدأ ولي العهد مسار هذه التربية بالكتاب القرآني بالقصر, وفي هذا الصدد فالأميرة لالة سلمى في عيون أغلب المغاربة هي زوجة الملك وأم ولي العهد في المقام الأول,وانها زوجة الملك الحالي وأم الملك القادم ومن هذا المقام هي معنية أكثر بتربيته.ان الأميرة سلمى انطلاقا من موقعها الاعتباري الذي اضحت تحتله في العهد الجديد,هي ليست أما ككل الأمهات,انها أم الحسن الثالث وشقيقته الأميرة خديجة,ورغم توفر العائلة الملكية على فريق من المربيات(اسبانيات وغيرهن) والعرابات والموجهات والمرافقات والمرافقين,فقد تأكد أن الاميرة سلمى حريصة على الاضطلاع بمهمة تربية ولي العهد كملك المستقبل,ولذلك يقول أحد المقربين انها تقضي أغلب أوقاتها بالاقامة الملكية لرعاية بمعية شقيقته,تشرف على اطعامهما واختيار ملابسهما وتوجيههما عن قرب رفقة الملك,انها مهوسة بسعادة عائلتها الصغيرة في كل لحظة وحين.كأي ملك للمستقبل موكول لولي العهد ضمان استمرار النظام الملكي بالمغرب,وكما كان الشأن بالنسبة لجده الراحل الحسن الثاني,ووالده الملك محمد السادس,خضع ولي العهد منذ صرخته الأولى في هذا العالم للاعداد والتهييء للمهام الجسام التي تنتظره,ويتم ذلك في صمت ومن وراء الستار وبطريقة مدروسة سلفا.ان تربية ولي العهد,ليست كتربية باقي الأمراء اعتبارا لأهدافها ومحدداتها وتوجهاتها الخاصة,اذ انها تربية واعداد يأخذان بعين الاعتبار,قبليا الموقع المستقبلي لولي العهد,ملك المستقبل في حياة الأمة عموما والأسرة الملكية على وجه الخصوص.كما أنه تكوين وتهييء يعطيان القدر الكافي لنهل العلم والمعارف,ويخصان الحيز الكبير اللدين والأخلاق,ويمنحان للهوية والارساء دعائم الشخصية ومكوناتها الأهمية الخاصة لتدريب ملك المستقبل على القيادة والتقرير.وهذا ثقل تحمله والده وخبره بامتياز وقبله جده الراحل الملك الحسن الثاني