ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طرائف ولي العهد مع والديه ومربيته وخدم القصر
نشر في أريفينو يوم 15 - 03 - 2009

يعتبر ولي العهد,الأمير مولاي الحسن,ووالدته الأميرة لالة سلمى الشخصيتين الملكيتين اللتين تثيران أكبر اهتمام من طرف وسائل الاعلام بعد الملك محمد السادس,وقد جذب ولي العهد أنظار المغاربة اليه منذ ظهوره الأول,وبدا واضحا للكثيرين أنه ملأ فراغا في نمط حياة الأسرة الملكية,وأعطى نفسا جديدا وأقوى في تعامل الملك مع الناس واحتكاكه بهم والاقتراب من مشاكلهم.
مازال المغاربة لا يعرفون الكثير عن ولي العهد,الأمير مولاي الحسن,ومازالوا ينتظرون تسربات من هنا وهناك لمراكمة معلومات مرتبطة بحياته الخاصة وطرائفه,بالقدر الكافي الذي يشبع جزءا من ااتساع فضولهم بهذا الخصوص.هذا على اعتبار أن الكثيرين هم الذين ظلوا يتباهون فيما بينهم بما يحوزونه من معلومات وحكايات وأحداث وطرائف ولي العهد وحياته.
ككيف لا وهو الأمير الذي قيل ان ما قيمة وزنه ذهبا حين ولادته,وزع كصدقات على الفقراء والمحتاجين تكريسا لتقليد دأبت العائلة الملكية على ممارسته منذ بداية حكمها للبلاد,فكيف يعيش ولي العهد؟ وكيف يتم اعداده للاضطلاع ب”مهمة ملك”؟ وما هي علاقته باللعب والحيوانات والسيارة والطائرة...؟ماذا يحب وماذا يكره؟؟
مولاي الحسن الأمير الطفل
يعيش ولي العهد الأمير مولاي الحسن حياة الأمراء,وككل الأطفال يحب أشياء ويكره أخرى ويتصرف حسب مزاجه أحيانا وانطلاقا مما تلقنه,يستحسن أشياء ويخشى أخرى.يخاف ركوب الطائرة ويحب السفر على متن السيارة,يشارك أباه في عشقه لركوب السيارات,وقد سبق أن شوهد أكثر من مرة جالسا بحجر والده وهو يقود السيارة,ماسكا المقود كأنه هو سائقها.كما يستحسن أن تسير السيارة بسرعة كلما امتطاها رفقة أبيه,سيما اذا كانت مكشوفة,وكلما كانت سرعتها تزيد والرياح تتلاعب بشعر رأسه الناعم,تصاعدت ضحكاته واتسعت سعادته الطفولية,بخصوص تعامله مع اللعب وتعاطيه معها,لاحظ البعض أن ولي العهد يميل في فترات لعبه الى التركيز وحدة الملاحظة,اذ لا يبادر بتناول احدى اللعب لا بعد فترة من التمحيص والتأمل,وعندما يمسكها,يبدو وكأنه يعرف ما يريد,لكن حال الانتهاء منها يهملها كليا أو يكسرها.مع ترعرعه أضحى يهتم أكثر بالألعاب الالكترونية(بلاي ستايشن),قد رأى البعض في انجذاب الأمير الى هذا النوع من الألعاب بوادر سيره على درب اختصاص والدته, الأميرة لالة سلمى,التي اختارت المعلميات,لاسيما في تعامله مع اللعب الالكترونية,حيث يمتاز ولي العهد بفضول واهتمام خاصين,يفوق أحيانا كثيرة فضول الأطفال في سنه,انه يولي بالغ الاهمية الى حد الاجهاد للبحث عن سبل تجاوز الصعوبات التي يصادفها في ممارسته اللعبة,سيما لعبة الحروب والمغامرة والمصارعة واكتشاف الكنوز,وأضحى معلاوفا عن سموه أنه لا يستحسن أن يمس أحد غيره لعبه الالكترونية التي يقضي برفقتها وقتا طويلا,ولا يسمح لغيره باللعب بها.ومن طبعه الاصرار والتصميم على فهم كل لعبة تقع بين يديه,ويتعامل معها في البداية بهدوء وطمأنينة,لكن سرعان ما يتخلى عنها.يحب الأمير مولاي الحسن اللعب بحديقة الاقامة الملكية,لاسيما مراقبة حركات الأسماك بالبحيرة,اذ أصبحت لسموه علاقة خاصة بالحيوانات,كلما توفرت لديه الفرصة,حيث يمكث طويلا وهو يعاينها ويلاحظها بدقة.بمناسبة افتتاح المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس رفقة والده وقف ولي العهد يتأمل عجلا ضخما سمينا,وحتى لما تحرك الملك لاحظ الحاضرون كثرة التفاتاته وهو يبتعد عن المكان.وغب غضون منتصف السنة الماضية,لاحظ ولي العهد خلال احدى زياراته لحديقة الحيوانات بتمارة غياب أسد اعتاد رؤيته,فامتلكه الحزن وجهش بالبكاء بصوت عالي مما خلق أزمة غير متوقعة لمرافقيه وحراسه.بحكم قضاء لحظات طويلة في الاستمتاع بالألعاب الالكترونية,سيما ألعاب فنون الحرب,يحاول تقليد جملة من الحركات الدفاعية والهجومية,وقد شوهد داخل الاقامة الملكية أو بحديقتها,وهو يقوم بحركات رياضية يقلد فيها بطل اللعبة محاولا الصراخ كما يصرخ
الحسن الثالث علامات شخصية قوية
011ولد الأمير مولاي الحسن ليكون ملكا,ويعده والده,الملك محمد السادس,ليحكم ويسود بصفته الملك رقم 19 في السلالة العلوية,ورغم صغر سنه,بدأت تبرز بشائر أولى عن قوة شخصيته,ويقول والده في هذا الصدد”انني لا ألاغب أن تكون شخصيته مطابقة لشخصيتي,ولكن ان تكون له شخصيته الخاصة”.ويلاحظ الكثيرون ان ولي العهد يشبه جده الراحل الحسن الثاني, في العديد من التصرفات والحركات والطباع عندما كان في سنه.بقدر ما يكون حيويا وكثير الحركة والتحرك في مختلف فضاءات الاقامة الملكية بدار السلام عندما لا تتابعه الكاميرات,بقدر ما يكون متزنا ورزينا,رزانة تفوق سنه,عندما يظهر رفقة أبيه في المناسبات والتظاهرات الرسمية,علما أنه يبدو أكثر تحررا رفقة والدته وأقل انضباطا عما يكون عليه رسميا رفقة والده.ذاكرته قوية, تجعله يستعيد بدقة أدق تفاصيل الأفلام التي يشاهدها ولو بعد فترة غير قصيرة.لا يبكي الا نادرا جدا,وينطق أحيانا ببعض العبارات ويقوم ببعض الحركات الكوميدية في حضرة والديه تجعلهما لا يتملكان نفسيهما ويخوضان في ضحك مسترسلوكما يعجب ولي العهد أن يرد على الهاتف المحمول,فكلما رن هاتف بمتناول يده حاول الامساك به قبل أمه أو أبيه قصد الرد.يتكلم اللغة الفرنسية بسهولة وطلاقة ويفهم العديد من العبارات الاسبانية تمكنه من التواصل مع احدى مربياته,خلال حديثه معها يستعمل عبارات اسبانية بطريقة سليمة,نطقا ونحوا وتركيبا. لا يسلم ولي العهد على غريب عن العائلة ولا يقبل أحدا,ماعدا والديه وعمه وعماته وأقرب المقربين اليه.ولا يتوجه نحو أحد ما عدا أباه وأمه وعمه,اذ رأب على الهرولة لاستقبالهما كلما رآهما.علما أن هناك عرفا ساري المفعول منذ زمن بالنسبة للعائلة الملكية,مفاده أنه لا يحق لأحد غريب تقبيل(سميت سيدي) على خديه.ولا يقبل ولي العهد الهدايا من أي أحد,لكنه يفرح كثيرا بالهدايا الممنوحة له من طرف أبويه وعمه,وقد دأب هذا الاخير على اغراقه بها منذ كان عمره سنتين حتى الآن,وكلما يبصره أو يشعر بحضوره يتملكه سرور خاص فينطلق الى حضنه.في البداية كانت والدته الأميرة لالة سلمى,هي التي تقوم باطعامه بمعرفتها,لكن منذ بلوغه ربيعه الثاني,حينما اضطرت لمغادرته للاضطلاع بمسؤولياتها خارج البيت,تولت احدى مربياته الأمر,وفي البداية وجدت هذه الأخيرة بعض الصعوبات,اذ كلما كانت تحاول أن تناوله الأكل بطرف الملعقة لا يستجيب لها بسهولة.من الأسباب التي تغضبه بسرعة اجباره على الأكل واللبس أو القيام بشيء محدد.اذا جوبه بضغط أو اكراه للقيام بشيء رد بشيء من العنف وعلامات عدم الرضا والغضب بادية على محياه,وما أن يلاحظ أن مخاطبه قد غير نبرته واختار التعامل معه بلطف يتراجع عن عناده الطفولي ويبدأ بالامتثال تدريجيا.الأمير مولاي الحسن شديد الارتباط بوالديه وشقيقته,انهم عالمه الخاص,كلما شعر بحضور والده يتخلى عن كل شيء وينسى كل المحيطين به ويهرول لاستقباله حيث يلقاه الملك محمد السادس دائما بابتسامة عريضة
الأمير والألوان
أضحى الأمير مولاي الحسن يميل الى الرسم والتلوين,سيما بعد معاينة عشق والده الملك محمد السادس للفنون التشكيلية وتقديره لمجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب.انه يرسم الآن أكثر من السابق,ولوحظ أنه يميل الى اللون الأصفر ومشتقاته.يبدو أنه تأثر بما يقوله والده عن الفنون التشكيلية وعن المتتبعين لأخبار الفنانين المغاربة والأجانب,وقد يمسك أحيانا بالفرشات ويرسم,ومنذ كان وليا للعهد دأب على اقتناء لوحاته بنفسه,سواء بالداخل أو الخارج,وفي ملكيته مجموعة من اللوحات لفنانين كبار ذائعي الصيت.
“الله يبارك في عمر سميت سيدي”
أسر لنا مصدر أن شاهد عيان حكى له عن حادثة طريفة جرت بالقصر الملكي بالرباط بين ولي العهد وبعض خدم القصر.كان الأمير مولاي الحسن بمعية مرافقيه وحراسه بالقصر الملكي,اما داخلا اليه أو خارجا منه,ولاحظ أنه كلما مر على مكان اصطف الخدم المتواجدون به و”بندقوا” قائلين بصوت مسموع ملء المكان”الله يبارك في عمر سميت سيدي”,حدث هذا مرة أولى,ثم كرر ثانية في مكان آخر بالقصر,وبعد أن ابتعد الأمير مع مرافقيه عن المكان الذي “بندق” فيه الخدم بأمتار قليلة ولى راجعا,وبمجرد الاقتراب منهم أعادوا الكرة,”بندقوا” دفعة واحدة وقالوا ثانية”الله يبارك في عمر سميت سيدي”,فالتحق به أحد مرافقيه لتوجيهه على الاستمرار في السير,وبينما هو يخطو أراد الرجوع من جديد لكن المرافق تمكن من ثنيه عن ذلك بطريقة دبلوماسية انساق معها الأمير بسهولة,للاشارة تشبه هذه النازلة ما سبق وأن حدث لولي عهد التزار الروسي مع تلاميذ مردسة الضباط ببيترسبورغ,حيث كان يرافق والده ممتطيا نفس الجواد لتحية الضباط كما تعود أن يفعل كل صباح بعد تحية العلم,فلاحظ ولي العهد الروسي(الطفل آنذاك) أن والده كلما كان يقول”صباح الخير يا ضباط روسيا” وهو مار على صهوة جواده بين صفوفهم يصيحون بصوت واحد”هورا...هورا”فأخذ ولي العهد يقلد أباه التزار,وبمجرد أن يصمت الضباط بعد ردهم التحية,يقول على حين غرة بصوته الطفولي”صباح الخير يا ضباط روسيا” فيضطر هؤلاء للرد”هورا...هورا” فيعيد ولي العهد الطفل الكرة ويضطر الضباط للرد عليه ثانية,وعندما تكرر الأمر وضع التزار يده على فم ولي عهده رحمة بالضباط.
دلالة ورمزية اسم الحسن
يحظى اسم الحسن عند العائلة الملكية بدلالة ورمزية خاصتين,اذ تعاقب على قيادة المغرب وحكمه,ملكان طبعا عصريهما وحملا هذا الاسم,”السلطان الحسن الأول ابن السلطان محمد الرابع والملك الحسن الثاني ابن الملك محمد الخامس” في 8 مايو 2003 سمع المغاربة 101 طلقة مدفع اعلانا عن بشرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن ابن الملك محمد السادس.شاءت الظروف أن يكون ملوك وسلاطين المغرب الذين حملوا اسم الحسن أبناء ملوك وسلاطين حملوا اسم محمد,وجاؤوا بالتتابع,الحسن الأول ابن محمد الرابع والحسن الثاني ابن محمد الخامس والحسن الثالث ابن محمد السادس,فالحسن الأول كان عرشه علة صهوة جواده مجاهدا لمواجهة المطامع الاستعمارية الأجنبية والحسن الثاني صانع المسيرة الخضراء وباني السدود الذي استكمل بناء المغرب الحديث.لذلك ارتأى محمد السادس أن يطلق على مولوده البكر اسم الحسن تيمنا بوالده الراحل.ان جل ما كتب وقيل حتى الآن عن ولي العهد الأمير مولاي الحسن,يتصف بالاعجاب والتميز في كل ما يقوم به رغم صغر سنه,وهكذا كان جده الراحل الحسن الثاني.
منذ صغر سنه بدت معالم الشخصية الكاريزماتية لجد ولي العهد,والتي استمدت قوتها من الازدواجية(الأصالة والمعاصرة) وعلامتها ظهرت منذ صغر سن الراحل وهو يتحذث لمربيته أو الفرنسيين الذين قابلوه في مرحلة طفولته.اذا كان الملك الراحل الحسن الثاني قد رزق بمولودته أنثى, الأميرة لالة مريم,بعد أول حمل لزوجته”لطيفة أم الأمراء” في أواخر سنة 1962,وظل يتطلع لمولود ذكر,فمنحته ولي العهد بعد حملها الثاني,فان الملك محمد السادس رزق بالمولود الأول وليا للعهد,فكان ابتهاج القصر الملكي منذ الشهر الخامس من الحمل الأول,وجاء الحمل الثاني للأميرة لالة سلمى لتمنح للملك المولود الثاني ولولي العهد شقيقة
عما قريب سيلج ولي العهد المعهد المولوي بالمشور بالرباط,كما فعل والده وجده وعمه وعماته,وسيتابع دراسته هناك رفقة ثلة من أقرانه النجباء,ربما يكون بعضهم ممن يلعبون ويتجولون معه حاليا ويرافقونه في نزهاته بحديقة الحيوانات وغيرها.وان المرحلة الابتدائية يظل حاضرا هاجس اعداد ملك المستقبل,فالملك بالمغرب يسود ويحكم وولي العهد يعد لكي يسود ويحكم,علما أن هذه المسألة مرتبطة بالواقع كما هو,وليس كما يجب أن يكون في عيون بعض المغاربة. ان تربية ولي العهد مرتبطة بالأساس بضمان الاستمرارية للعائلة العلوية التي حمكت المغرب منذ 1664 مع اعتلاء المولى رشيد عرش البلاد التي حكمها الى حدود 1672,وبخصوص تربية ولي العهد,سبق للملك محمد السادس أن أعرب عن أمله في أن يحصل على تربية مثل التي حصل عليها”(...) لقد حصلت شقيقاتي وشقيقي وأنا على تربية تميل الى الصرامة مع برنامج دراسي حافل,وتلقينا تربية دينية جيدة في الكتاب القرآني بالقصر,وأنا حريص على أن يتلقى ابني نفس القواعد التربوية”
ان هذه التربية,علاوة على ما ذكر,تستهدف بخصوص ولي العهد,اعداده للحكم وتحمل مسؤولية تدبير الملك بالمغرب.وبذلك يكون الملك محمد السادس قد اختار له مسارا تربويا وتكوينا دينيا,حديثا في ذاث الوقت,وكانت البداية من الكتاب القرآني بالقصر الملكي بالرباط,لكن هل سينهج الملك محمد السادس نفس السبيل ليكون رفقاء ولي عهده في الدراسة بالمعهد المولوي من أبناء الأعيان والشخصيات البارزة وبعض متفوقي أبناء الشعب,أم أن”ملك الفقراء” سيغير النسبة ليكون المعيار هو التفوق الدراسي بغض النظر عن الموقع الاجتماعي؟هذا أمر ستوضح عما قريب عندما سيلتحق الأمير مولاي الحسن بالمعهد المولوي الذي يستعد منذ الآن لاستقبال قسمه.ان رفقاء والده بالمعهد خضعوا الى بحث دقيق جدا كلف شهورا بالنسبة لبعضهم,وهم العائلة وظروفها والأقرباء والأصدقاء ودرجة تكوين وثقافة أفرادها وقناعاتهم وانتماءاتهم السياسية واهتماماتهم وسوابقهم في مختلف المجالات.ومن المعلوم أن المعهد المولوي أضحى فضاء يشكل بالنسبة لملوك الغذ والأمراء والأميرات مدخلا للحياة العمومية,وأصبحت له الآن أعرافه وطقوسه كما أن له تاريخه.انه أقيم سنة 1942 على مساحة هكتارين,عاش به والد الأمير مولاي الحسن 8 سنوات من 1973 الى 1981.حين احداث هذا المعهد,كان المغرب آنذاك على باب الحداثة,وكان لزاما على الملك الراحل محمد الخامس اعتماد منظومة كزدوجة لتعليم أولاده وبناته,سيما ولي العهد,وذلك بتعميم تعليم تقليدي حفاظا على قوائم النظام الملكي من جهة ومن جهة أخرى تعليم عصري لفهم ومسايرة تطورات العصر والانخراط فيها.بدأت الدراسة بالمعهد بقسمين اثنين,قسم ولي العهد(الراحل الحسن الثاني آنذاك) وبعده بقليل قسم الأمير الراحل مولاي عبد الله عم الملك محمد السادس.لقد حقق المعهد المولوي رغبة محدثة,اذ أضحى فضاءا لانتاج النخب الجديدة المشعبة بالتقاليد الملكية. وسار الملك الراحل الحسن الثاني على نفس الدرب,اذ ضم قسم ولي عهده(الملك محمد السادس) أبناء الأعيان وكذلك بعض المتفوقين القلائل من أبناء الفئات الشعبية,في حين لم يضم قسم الأمير مولاي رشيد سوى أبناء الأعيان دون سواهم
تربية واعداد ملك
أسر لنا أحد المقربين من دوائر القصر الملكي انه خلافا لوالده الملك محمد السادس وعمه الأمير مولاي رشيد,اللذان تابعا دراستهما العليا بجامعة محمد الخامس بالرباط,قد يتابع ولي العهد دراسته بجامعة الأخوين بمدينة افران,علما أن أول أمير تخرج من هذه الجامعة هو ابن عمه الأمير اسماعيل نجل الأمير الراحل عبد الله شقيق الملك الراحل الحسن الثاني,كما التحق بنفس الجامعة الأمير مولاي ادريس نجل الأميرة لالة مريم,عمة ولي العهد,وذلك خلال الموسم الدراسي 2006-2007 فهل فعلا ستستقبل جامعة الأخوين الحسن الثالث لتصبح جامعة ملكية بعد أن أكدت صفتها الأميرية؟انه سؤال يؤجل الجواب عنه حاليا.ان التربية التي سيخضع لها ولي العهد,هي أولا وقبل كل شيء تربية تؤهله للاضطلاع ب”مهمة ملك” بكل ما تتضمنه من مسؤولية ومخاطر المهنة,كما كان يحلو لجده الراحل الحسن الثاني أن يقول.سوف يختار له والده أبرز الأساتذة والموجهين والمرافقين وأحسنهم,مادام أنه سبق وأن أقر بأنه سيشرف شخصيا على تربية ولي العهد كما فعل والده الراحل الحسن الثاني بشأنه,وستكون على نفس النهج الذي حكم تربيته,عمودها الفقري علاقة متوازنة وخلاقة بين الأصالة والمعاصرة,والتشبث بالثوابت والانفتاح على روح العصر.وكما قال الملك محمد السادس وقبله والده الراحل الحسن الثاني,الاعداد للاضطلاع ب”مهمة ملك” لا يخضع لتوقيت ولا لعطلة,وانما يستوجب عدم نسيان المسؤوليات الجسمية في أية لحظة من اللحظات,لأن ملك المغرب ليس ملك نفسه,وانما يعد ليصبح ملكا قصد الاضطلاع ب”مهمة ملك” وعليه الاضطلاع بها في كل لحظة وحين مهما كانت الظروف,وقد بدأ ولي العهد مسار هذه التربية بالكتاب القرآني بالقصر,
وفي هذا الصدد فالأميرة لالة سلمى في عيون أغلب المغاربة هي زوجة الملك وأم ولي العهد في المقام الأول,وانها زوجة الملك الحالي وأم الملك القادم ومن هذا المقام هي معنية أكثر بتربيته.ان الأميرة سلمى انطلاقا من موقعها الاعتباري الذي اضحت تحتله في العهد الجديد,هي ليست أما ككل الأمهات,انها أم الحسن الثالث وشقيقته الأميرة خديجة,ورغم توفر العائلة الملكية على فريق من المربيات(اسبانيات وغيرهن) والعرابات والموجهات والمرافقات والمرافقين,فقد تأكد أن الاميرة سلمى حريصة على الاضطلاع بمهمة تربية ولي العهد كملك المستقبل,ولذلك يقول أحد المقربين انها تقضي أغلب أوقاتها بالاقامة الملكية لرعاية بمعية شقيقته,تشرف على اطعامهما واختيار ملابسهما وتوجيههما عن قرب رفقة الملك,انها مهوسة بسعادة عائلتها الصغيرة في كل لحظة وحين.كأي ملك للمستقبل موكول لولي العهد ضمان استمرار النظام الملكي بالمغرب,وكما كان الشأن بالنسبة لجده الراحل الحسن الثاني,ووالده الملك محمد السادس,خضع ولي العهد منذ صرخته الأولى في هذا العالم للاعداد والتهييء للمهام الجسام التي تنتظره,ويتم ذلك في صمت ومن وراء الستار وبطريقة مدروسة سلفا.ان تربية ولي العهد,ليست كتربية باقي الأمراء اعتبارا لأهدافها ومحدداتها وتوجهاتها الخاصة,اذ انها تربية واعداد يأخذان بعين الاعتبار,قبليا الموقع المستقبلي لولي العهد,ملك المستقبل في حياة الأمة عموما والأسرة الملكية على وجه الخصوص.كما أنه تكوين وتهييء يعطيان القدر الكافي لنهل العلم والمعارف,ويخصان الحيز الكبير اللدين والأخلاق,ويمنحان للهوية والارساء دعائم الشخصية ومكوناتها الأهمية الخاصة لتدريب ملك المستقبل على القيادة والتقرير.وهذا ثقل تحمله والده وخبره بامتياز وقبله جده الراحل الملك الحسن الثاني
من الجابادور الى”الكومبلي”
كان أول جابادور ارتداه ولي العهد,هو الجابادور الأحمر فاقع اللون,المزركش بخيوط ذهبية خالصة,وهو شبيه ومماثل للجابادور الذي سبق وأن ارتداه والده الملك محمد السادس وجده الملك الراحل الحسن الثاني فيما بين سن الثانية والثالثة ونيف,حفاظا على تقليد العائلة الملكية التي حكمت المغرب منذ قرون,اذ تعد الملكية المغربية ثاني أقدم نظام ملكي بعد الملكية اليابانية.وحسب أحد المصادر كانت أول أول مرة ارتدى فيها ولي العهد جابادور مغربيا أميريا عندما أكمل سنته الأولى,وظهر به أكثر من مرة وبأكثر من لون,الأبيض والأحمر والرمادي والبني...
وشارك والده أو والدته في تظاهرات رسمية وهو يرتدي الجابادور,ومنها مراسيم استقبال الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وعقيلته,حيث ظهر مرتديا الجابادور الأحمر فاقع اللون,الذي ارتداه كل أولياء عهد المغرب,وحذاء وجوارب بيضاء ناصعة البياض أضفت جمالية متميزة على أناقة الأمير.ومن المعلوم أن والدته تهتم كثيرا بهندامه وملبسه,وقد دأب المغاربة على معاينة ولي العهد,كلما ظهر وهو يرتدي لباسا تقليديا ينسجم مع سنه وشخصيته وموقعه الاعتباري مع لمسات عصرية تنم عن اجتهاد وابداع الصانع التقليدي المغربي وحسن ترويضه لابرته ومقصه.وبعد الجابادور جاءت مرحلة”الكومبلي” حيث يبدو أن المرة الأولى التي ظهر فيها الأمير مولاي الحسن مرتديا بذلة عصرية ورابطة عنق,كانت في بداية صيف 2007 عندما قام بتدشين أول شارع يحمل اسمه بمدينة وجدة,وهو أهم شارع بالجهة الشرقية أطلق عليه الملك محمد السادس اسم”صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن” وشارك ولي العهد والده في ازاحة الستار عن اللوحة التذكارية المؤرخة لهذا الحدث,علما أن كلفته بلغت 42 مليون درهما ساهمت فيها كل من الجماعة الحضرية والولاية والمكتب الوطني للكهرباء والمكتب الوطني للسكك الحديدية والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية والوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء,وامتد مسافة أربع كيلو مترات ويمثل حاليا الشريان النابض لمدينة وجدة ومنفذها نحو المدن الأخرى,وأضحى الآن غير خاف عن المغاربة أنه منذ ولادة ولي العهد اهتمت العديد من الشركات ذات الصيت العالمي والتألقة في مجال ألبسة الأطفال,بهندام الأمير مولاي الحسن,اذ أبدت بعضها رغبة مستميتة في أن تكون لها الحظوة والسبق والاحتكار بخصوص توفير ملابس الأمير,ولي عهد المغرب ولوازمه.عبر الانتقال من الجابادور الى “الكومبلي” ظهرت بجلاء الطبيعة الازدواجية في عنصر اللباس التقليدي الأصيل,الجابادور والبذلة العصرية,فالأول حصيلة تطور الصناعة التقليدية في المدن العتيقة,والثانية آتية من أفخم محلات الموضة في باريس وايطاليا أو غيرهما,وهو تعبير فريد عن ارتباط الأصالة بالمعاصرة,كيف لا والأمير مولاي الحسن يعد ليكون ملكا,وملك المغرب هو كذلك أمير المؤمنين وحامي الملة والدين حسب منطوق الدستور.فلباس الأمير وهندامه,رغم ان سنه تجاوز بالكاد الخامسة أي نصف عقد,يعكس الأصالة والتقليد دون التفريط في الحداثة والتجديد,أثارت أناقة ولي العهد انتباه الكثيرين رغم صغر سنه,حيث تتبعوا تطور هذه الأناقة مع نموه,من لباس الرضيع والذي تميز بالبساطة والانسجام,الى مرحلة البذلة وروابط العنق,وعبر هذه المراحل ظل ولي العهد في عيون المغاربة,الأمير الوسيم الأنيق,الذي يبدو أنه يبذل مجهودا كبيرا لكبح حيويته,ويخيل للمرء عندما يراه أنه لولا ضرورة الانضباط لأجواء المناسبة لانفجر حيوية ودينامية كما هو معروف عنه بشهادة بعض من عاينوه في حياته العادية الطبيعية خارج الظهور الرسمي,وتزيد من وسامة الأير قصة شعره رغم حداثة سنه.
مولاي الحسن ملك مغرب الغد
كانت لحظة مروره برواق المواشي والدواجن بالمعرض الدولي للفلاحة,المنظم بمكناس في دورته الثالثة,محط اهتمام كل الزوار والمدعوين من جهة,ولحظة تاريخية استرعت انتباه عموم المشاهدين من أبناء الشعب المغربي من جهة ثانية,اذ بدا الأمير مولاي الحسن أكبر من سنه,وهو يدشن بخطوات ثابتة رواق المعرض الفلاحي,وتقدما نحو والده الملك محمد السادس,في تركيز متناهي ينم عما يشبه مونولوغا داخليا جرى بين الطرفين,وكأن ولي العهد يقول لوالده آنذاك,أنا على أتم الاستعداد للقيام بالمهام التي تنتظرني,وحتى أن لباسه الرسمي بربط عنق أضفى على ولي العهد لمسة أمير علوي,استوعب ما يكفي من دروس البروتوكول الملكي المتوارث أبا عن جد,حيث ظل طيلة فترة تواجده بجانب أبيه الملك ثابتا,رزينا,وهو يترجم ثمرة تكوين مركز خاص,استطاع من خلاله أن يكون في مستوى الحدث الدولي,خاطفا الأضواء والابتسامات بحضوره الذي حوله الى نجم الحدث بامتياز وبالاجماع.و أياما قليلة بعد هذا الحضور اللافت للأمير الصغير,نفث ولي العهد مولاي الحسن في اتجاه شمعته الخامسة,مدشنا بذلك أولى خطواته في مسار عامه السادس,وهو العام الذي سيكون لا محالة حافلا ببرنامج تكويني خاص,استعدادا للعب أدوار أخرى,بصفته الملك المقبل للمغرب,وحسب مصادر مطلعة,فالأمير مولاي الحسن,وبحكم سنه الصغير,قد أخذ تدريجيا في الانفتاح على محيطه الواسع,بعدما كان مصتصرا على غرفته بالطابق العلوي باقامة دار السلام,وهي الغرفة التي تم تصميمها على مقاسه,حيث راعى فيها مصمموها تزيينها بجداريات تضم مشاهد الطبيعة بالألوان الزاهية المنسقة والمنسجمة,اضافة الى أخرى مزينة بشخصيات الرسوم الكارتونية,مع تأثيثها بمختلف اللعب ذات الوبر الناعم,الى جانب العديد من الكراسي الوثيرة المميزة بألوانها المختلفة والجدابة,حتى يتأتى للملك القادم تفجير طاقته الطفولية في عالمه الصغير,الخاضع لمراقبة روتينية,من طرف أبويه ومربيته المنتقاة من عشرات المربيات وفق شروط خاصة,للسهر على اعداد وتكوين ملك مغرب المستقبل أو الحسن الثالث كما يسميه البعض.بدأ الأمير مولاي الحسن,الابن الأكبر للملك محمد السادس أولى علاقاته مع والديه,قبل أن ينفتح على محيط الأسرة الملكية,غير أنه نسج في وقت مبكر علاقة مميزة مع عمه الأمير مولاي رشيد,الذي دأب على زيارته منذ أعوامه الأولى بمقر اقامته,مع اغراق غرفته بالهدايا,مما جعل الأمير الصغير يحتفظ لعمه بصورة جيدة في ذهنه,واستقباله بضحكات متناهية,مع الارتماء في حضنه عند كل زيارة بين الطرفين,وهو الأمر الدي علق عليه البعض بالقول ان مولاي رشيد يعتبر الصديق رقم 1 لمولاي الحسن,وخارج دائرة الأبوين,نسج الأمير مولاي الحسن أولى علاقته بشخصين اثنين وهما مربيته المكلفة بكل ما يهم ولي العهد منذ صغره,وحارسه الشخصي الذي من خلاله يحظى الأمير ولي العهد بحراسة لصيقة تفوق تلك التي يتمتع بها باقي الأمراء داخل محيط الأسرة الحاكمة,حيث يشرف حارس الأمير على مجموعة من الحراس الخاصين,المكلفين بملازمة ملك مغرب الغد,حيث يتراوح عددهم بين 4و6 حراس,يتناوبون على حمايته وحراسته وتنقلات الأمير,وخارج هذا الاطار فقد دأب ولي العهد على مرافقة والدته الأميرة لالة سلمى لزيارة جدتها بحي القبيبات الشعبي بالرباط,هذه الأخيرة التي تكلفت بتربيتها منذ أن كان سنها لا يتجاوز السنتين.
كان أول خروج رسمي للأمير مولاي الحسن بعد سنتين من ولادته,اذ بدا بين ذراعي والده الملك محمد السادس وهو يلتقط رفقته صورة تذكارية مع المنتخب الوطني,لكرة القدم سنة 2004 بعد عودته بلقب وصيف بطل كأس افريقيا للأمم,ثم تلاه بعد ذلك حضوره اللافت ابان الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال المغرب,اذ ظل مفعما بالحيوية الى جانب والدته لالة سلمى,حيث استطاع في كثير من اللحظات أن يجرها الى عالمه الطفولي وهو يجول بنظراته التفحصية والاستكشافية,مما كان يدفعها أحيانا الى التماهي معه في عالم من الضحك,حتى أنه تمكن من خلال شغبه الطفولي وضحكاته من جلب أنظار العديد من الشخصيات الوازنة آنذاك ناحيته,وقد شارك مولاي الحسن والده في العديد من الأنشطة والاستقبالات الرسمية.و يتميز الأمير مولاي الحسن بنظراته الثاقبة,الأقرب منها الى نظرة جده الراحل الحسن الثاني,سيما اذا قطب ما بين حاجبيه أو ابان لحظات فضبه,كما أنه يتمتع بحدس خارق يبدو من خلاله وكأنه يتوفر على أدوات استشعار تمكنه من ادراك كل ما يحيط به,اضافة الى ولعه الشديد باللعب الالكترونية والتركيبية,فضلا عن حبه الكبير للحيوانات,وحسب أكثر من مصدر فالأمير مولاي الحسن يميل أكثر الى الحيوانات المفترسة كالنمور والأسود,هذا وقد شوهد ذات مرة وهو يتفحص جيدا قفص القردة بحديقة الحيوانات,حيث دأب حسب هؤلاء على مطالبة والديه بزيارة الحديقة الوطنية بتمارة,وقد تأتى له ذلك في العديد من المناسبات للوقوف عن قرب على مشارف أقفاص الحيوانات التي يهيم الى مشاهدتها والاستمتاع الى جانبها,هذا بالاضافة الى ميوله الى التفرج على الاسماك وهي تسبح في أحواض السمك أو باحدىبحيرات دار السلام,وحسب الكثيرين فان ولي العهد الأمير مولاي الحسن يعتبر صورة طبق الأصل لجده الراحل الحسن الثاني,حيث يميل اليه في جل حركاته وكذا مشيته وضحكاته وتدخلاته أيضا,مما جعله محط اهتمام جل مكونات الشعب المغربي,علما أن الملك محمد السادس الذي تكلف شخصيا بتربيته واعداده,لمهامه المستقبلية,يتطلع الى أن يرسم ابنه صورته بنفسه وأن يكون شخصيته الخاصة به,وحسب بعض الذين عاينوا ولي العهد,فان الأمير ربط علاقة متميزة مع شقيقته الأميرة لالة خديجة,التي انعشت عالمه الطفولي الخاص,وحسب الملف الذي أنجزته مجلة”نساء من المغرب” تظهر صورة ولي العهد مولاي الحسن وهو يتطلع ببهجة وسرور عميقين من خلال نظرة دافئة الى شقيقته الصغيرة,وهي تعوم في دفء حضن الملك محمد السادس,حيث كتب في تعليق قصير في الجانب الاعلى من الصورة”نظرة شقاوة من مولاي الحسن الى أخته الصغيرة,وعد باقتسام اللعب في المستقبل القريب” وحسب المقربين من محيط ولي العهد فقد ظل الأمير مولاي الحسن غارقا في بحر من الأسئلة التي تشغل فكره,حيث عرف عنه أنه لا بتردد في طرح الأسئلة على كل من حوله لاطفاء لوعة السؤال,ومن ضمن ما عرف عنه أنه يمطر والديه بأسئلة تهم تفرده بملابس تختلف عن ملابس شقيقته الأميرة لالة خديجة,اضافة الى شروعه في البكاء كلما فرض عليه اللباس التقليدي,اذ يميل الى الملابس الرياضية,أكثر منها الى الرسمية,كما يفحص لعب شقيقته الأميرة لالة خديجة, قبل أن تستمتع بمداعبتها,لاحساسه المبكر بأنه سيد المكان والوالي عليها باعتباره يعد منذ الآن ليكون أب جميع المغاربة,وبالتالب كل كبيرة وصغيرة يجب أن تمر من تحت يده,وبالرغم من العطف الأبوي الذي يستمتع به الأمير مولاي الحسن الا أن الملك محمد السادس يسعى الى أن يوازن في تكوين ابنه بين تربية مستشفة من العمق الديني الأصيل موازاة مع تأصيل جذور التربية العصرية,هذا الى جانب اعتماد الصرامة في اعداد الملك المستقبلي للمغرب.
زيارة الجدة بحي القبيبات الشعبي
يفرح ولي العهد كثيرا كلما بلغ الى علمه أنه سيزور جدته فمنذ أن كان في المهد دأب على زيارتها بمقر سكناها بحي القبيبات الشعبي بالرباط,وهو فضاء مخالف تماما للفضاءات التي يقضي فيها جل أوقاته,حسب شهود عيان,حالما يفتح المرافق باب السيارة يهم الأمير بالاستعداد للهرولة في اتجاه باب العمارة ويضطر الحراس الى ملاحقته جريا,في البداية فوجىء سكان العمارات المجاورة وجيران جدته,الا أنهم اعتادوا زيارة ولي العهد لوالدة أمه,اما لوحده أو بمعية الأميرة لالة سلمى.
الفعو الملكي وميلاد الأمراء
لقد عمد السجناء بالمغرب الى انتظار سخاء في العفو الملكي بمناسبة ميلاد أمير أو أميرة,حسب أحد سجناء السجن المركزي بالقنيطرة,من بين المحكومين أصلا بالمؤبد والمستفيد أكثر من مرة من العفو الملكي في عدة مناسبات وطنية,ودينية,خاصة منها ميلاد ولي العهد في عهد الملك الراحل الحسن الثاني,وميلاد شقيقه وشقيقاته,كما حظي أيضا بعفو بمناسبة اعتلاء الملك محمد السادس عرش البلاد,ومن جديد استفاد من العفو الملكي بمناسبة ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن وشقيقته,الأميرة لالة خديجة,ولم يبق له الآن الا أقل مما قضاه لمعانقة الحرية بعد أن كانت المحكمة قد قررت,منذ سنوات عديدة حرمانه منها مدى الحياة,حسب هذا السجين أحد قدماء سجن القنيطرة,ظل السجناء بالمغرب,سيما المحكومين بالاعدام والسجن المؤبد و 30أو 20 سنة,ينتظرون بفارغ الصبر اعتلاء ملك جديد عرش البلاد والاعلان عن مولد ولي العهد ثم الأمراء والأميرات,وذلك لعلمهم أنه جرت العادة بالنسبة لسلاطين وملوك المغرب بهذه المناسبة أن يصدروا عفوهم على عدد كبير من السجناء يفوق عدد المعفى عنهم في المناسبات الأخرى,الوطنية منها والدينية,وقد قيل ان بعض السلاطين العلويين قاموا بافراغ السجون عن آخرها كاشارة من اشارات بداية عهد جديد بعد اعتلائهم العرش.و بمناسبة ميلاد ولي العهد مولاي الحسن عفا الملك محمد السادس عن 9459 سجينا من بينهم 293 أجنبيا,أمر بتخفيض العقوبات الحبسية لما قدره 38539 معتقلا,وبذلك يكون قد استفاد من العفو الملكي بهذه المناسبة 48098 نزيلا.
وأضحت مناسبة عيد ميلاد الأمير مولاي الحسن(ولي العهد) مناسبة لاستفادة نزلاء السجون بالعفو الملكي أكثر من غيرها,وظلت سنة 2006 التي تزامنت مع عيد الميلاد الثالث لولي العهد السنة التي حظي بها أكثر عدد من السجناء بالعفو الملكي,اذ بلغ عددهم 47988 معتقلا,من بينهم 409 سجينا أجنبيا. و وبمناسبة ميلاد شقيقة ولي العهد,الأميرة لالة خديجة أفرج عن 8836 سجينا وخفضت عقوبات 24218 نزيلا,أي ما مجموعه 33054 معتقلا,ويعتبر هذا العفو أكبر عفو استفاد منه سجناء المغرب بعد العفو الذي تزامن مع مرور 50 سنة على استقلال المغرب,وهي المناسبة التي تم الاحتفاء بها يوم 16 نوفبر 2005


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.