تستعد الأسرة الملكية ومعها الشعب المغربي ، في جو من البهجة والحبور، للاحتفال بختان صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.وبهذه المناسبة السعيدة، تتوجه أنظار جميع المغاربة نحو مدينة فاس التي ستحتضن أيام13 و14 و15 أبريل الجاري حفلات ختان صاحب السمو الملكي ولي العهد الذي كان ازدياد سموه يوم ثامن ماي2003 قد أفعم قلوب المغاربة بالسعادة مما جعل منه حدثا كبيرا بالنسبة للشعب المغربي قاطبة. وأوضحت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بلاغ لها ، وهي تعلن حفلات الختان ، أن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن سيقوم بعد صلاة العشاء يوم الأربعاء13 أبريل بزيارة ضريح مولاي ادريس الأزهر بمدينة فاس.وأن عملية الختان ستجري صباح يوم الخميس 14 أبريل ويقام استعراض لمواكب الهدايا أمام باب القصر الملكي بفاس عشية اليوم نفسه. وأضاف البلاغ أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده سيقيم يوم الجمعة15 أبريل مأدبة غداء للرجال ومأدبة عشاء للنساء بالقصر الملكي بفاس. وقد نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء عدة مقالات بالمناسبة استعرض فيها كتابها حسين لحويلي والمختار السملالي العيون وحسن هرماس أشكال الاحتفال بالختان في عدة مناطق من المملكة المغربية. وهكذا كتب الأول عن الختان المراكشي بين ضوابط المقدس وطقوس الاحتفالية أشار فيه إلى جمع المراكشيين بين المقدس ويقصد به الشريعة الإسلامية قرآنا وسنة، والموروث الثقافي والاجتماعي والتمازج الحاصل بين الأول والثاني.وقال إن هذه الثنائية تحكم طقوس الختان في المغرب بصيغ تختلف في تفاصيلها الدقيقة، لكنها تتوحد في تمظهراتها العامة. كما أن عامل الزمن وإن كان أفقدها بعضا من خصوصيات القداسة، فإنه لم يؤثر كثيرا على طابعها الاحتفالي بل أعطاه حللا جديدة تتماشى مع تغيرات الواقع المجتمعي. أما الكاتب الثاني فقد قال إن احتفاليات ختان الطفل في الأقاليم الجنوبية كسنة مؤكدة تحاط بالكثير من العادات والطقوس التي تجد مرجعيتها في ثقافة الإنسان الصحراوي ونمط عيشه الذي تعد فيه عملية الختان خطوة أساسية لإدماج الطفل في النسق الاجتماعي القائم على احترام الشعائر الإسلامية.وتأسيسا على ذلك يحبذ أبناء هذه الأقاليم أن يصادف يوم الختان يوم الخميس أو الجمعة صباحا أو أن يقترن بمناسبة دينية تيمنا بتلك المناسبة وتقربا من الله حتى تتم عملية الختان على أحسن حال وأن تكون تلك المناسبة فأل خير وطالع يمن وبركة على الطفل المختن. وتحدث الكاتب الثالث عن الختان في إقليم طاطا، حين تتسع أريحية الأسرة الواحدة لتتكفل بأفراح القبيلة برمتها.وكشف عن أولى التجليات التي تعكس التشبث بالتقاليد الراسخة في المجتمع المغربي حيث يتعلق الأمر بمثل هذه المناسبة هو اختيار الموعد الزمني الذي يحدد لختان الأطفال حيث يحرص الآباء على أن يتزامن حفل إعذار أطفالهم مع عيد الأضحى الذي يشكل مناسبة لتجمع الأقارب والأصدقاء وتوافد أبناء المنطقة المهاجرين على مسقط رأسهم. واستعرض الكتاب الثلاثة أنواع الملابس الخاصة بالطفل وأمه، والهدايا المخصصة لهما، وأنواع الأطعمة والموائد المخصصة للضيوف، ومشاركة الجيران والأطفال في المناسبة، معززين ذلك بشهادات المختصين من أبناء المناطق المشار إليها. ولا يغيب عن الأذهان أن الختان كشريعة وثقافة تعرض في كثير من المدن المغربية إلى تغيرات واضحة بسبب الحياة الحديثة وضعف القدرة الشرائية وتخلخل العلاقات الاجتماعية والثقافية. لكن الاحتفال الملكي الحالي يعتبر مناسبة قوية لإعادة الاعتبار للذاكرة الدينية والثقافية والاجتماعية في الختان، خاصة وأنها تحظى بمتابعة إعلامية مكثفة، ومتابعة شعبية تطبعها السجية المغربية والمشاركة الوجدانية والفعلية. و م ع / التجديد