يحتفل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم، بعيد ميلاده الحادي عشر، حيث رأى النور أول مرة بالرباط في الثامن من شهر مايو من سنة 2003، وأطلقت حينها بالمناسبة 101 طلقة مدفعية احتفالا بميلاد "سمية سيدي"، والذي سيصبح يوما الملك التاسع عشر في السلالة العلوية. بنظراته التي تتسم بكثير من الذكاء، وملامحه الطفولية المتميزة، وحركات جسده المتوثبة، استطاع الأمير الصغير مُذ أول ظهور له رآه فيه المغاربة أن يجذب اهتمام الكثيرين، حيث باتت تُسلط عليه الأضواء أينما حل وارتحل، دون أن يفقد مرحه الذي يميز جميع الأطفال. ويرى البعض أن ولي العهد يشبه كثيرا جده الملك الراحل الحسن الثاني خاصة في نباهته وفطنته، وأيضا في ملامحه الخارجية خاصة شكل أذنيه ونظرات عينيه التي يشع منهما سحر ذكاء رقراق، غير أنه يشبه أيضا والده الملك محمد السادس ووالدته الأميرة لالة سلمى. شبه مولاي الحسن بأبيه الملك محمد السادس يجده البعض في التربية التقليدية والعصرية التي تلقاها، ولكن أيضا في هواياته التي يعشقها، وطبيعته الإنسانية المرهفة التي تملأ جوانبه، بحسب ما يتردد من وقائع وحكايات تترصد تحركات الأمير الصغير. فأما تربية الأمير، الذي استهل مساره الدراسي بولوج المدرسة المولوية سنة 2008، فقد قال عنها والده الملك يوما لمجلة فرنسية معروفة إنها ترتكز على نظام دراسي مكثف، وتربية دينية جيدة داخل المدرسة القرآنية بالقصر، مثل التي تلقاها هو". تلقي الأمير المرح تعليما صارما وتربية دينية جيدة مثل والده وحتى جده الملك الراحل، لا تعني بالضرورة أن يتم تنميط شخصيته مثل شخصيتي أبيه وجده، حيث أسر الملك محمد السادس بذلك قائلا "لا أرغب في أن يتم إعداده كصورة لي، لكنني أحب أن يبني لنفسه شخصيته المتفردة". هذه الشخصية المتفردة هي التي فعلا بدأ يبصم عليها الأمير الحسن بطريقته في التعامل والتصرف في مناسبات خاصة ورسمية على السواء، وهو ما جعل الكثيرين ينتبهون إلى حضور هذا الأمير الذي ما فتئ يبهر ناظريه بتعدد هواياته وحتى بأزيائه التي يرتديها، فتارة يلفت الأنظار ب"جابادور" تقليدي جذاب، وتارة أخرى ب"كوستيم" أوروبي خلاب. وأما هوايات الأمير الصغير فقد قيل عنها الكثير، غير أنها تجتمع في نقطة واحدة كونه يسير على خطى والده الذي يحب بعض أنواع الرياضات، فهناك من قال إن ولي العهد يهوى لعبة كرة القدم، ويحب مشاهدة لاعبي فريق برشلونة، ومن قال إنه يعشق أيضا ركوب السيارات مثل والده تماما. وقد شوهد الأمير الصغير غير مرة وهو بجانب والده يسوق سياراته الرياضية، كما أنه يمتلك سيارات صغيرة تناسب سنه أهداها له والده في مناسبات سابقة، وما فتئ الأمير يرافق الملك في جولاته التي يمارس من خلالها هواية الصيد أو ركوب الخيل أو التزلج. وبجانب هذا أظهر الأمير الصغير حبا خاصا يكنه للحيوانات، حيث شوهد متعلقا ببقرة ضخمة وجميلة لفتت نظره في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس السنة الفائتة، كما قيل إنه تأثر عاطفيا لغياب أسد اعتاد على رؤيته في زيارة سابقة لحديقة الحيوانات بتمارة.