أفردت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بأمريكا الشمالية حيزا هاما بصفحاتها الأولى للتعليق على الاتفاق بين القوى العالمية وإيران حول برنامج طهران النووي، واستعداد الجيش الكندي لتوجيه ضربات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بسورية. وكتبت (نيويورك تايمز) أن اتفاق الإطار الذي توصلت إليه القوى الست الكبرى (الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، ألمانيا، فرنسا) وإيران يشكل اختبارا لمقاربة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي أعلن عنها قبل 6 سنوات في خطابه الافتتاحي حينما أكد أنه يمد يده إلى خصوم الولاياتالمتحدة. واعتبرت الصحيفة أن إمكانية إبرام صلح بين واشنطنوطهران بعد 36 من العداء المتبادل تبدو في متناول اليد بالنسبة لرئيس أحبطت في عدة مناسبات طموحاته لإعادة تشكيل العالم. وأوضحت الصحيفة في هذا الصدد أن أوباما سيجد صعوبة في إقناع الكونغرس، الذي أعرب غير ما مرة عن معارضته التوصل إلى تفاهم مع إيران، بالمزايا التي سيجلبها اتفاق من هذا القبيل. من جهتها، لاحظت صحيفة (واشنطن بوست) أن المعايير الأساسية لهذا الاتفاق أدنى من الأهداف الأولية التي حددتها إدارة الرئيس أوباما، لافتة إلى أنه لن يتم إغلاق أية منشأة نووية إيرانية بموجب الاتفاق، كما لن يتم تفكيك 19 ألف جهاز طرد مركزي تملكه طهران. وأبرزت أنه بعد نهاية المفاوضات الماراثونية، على إدارة الرئيس أوباما أن "تبيع" هذا الاتفاق إلى الكونغرس وحلفاء واشنطن المتشككين. وفي هذا الاتجاه، نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن جمهوريين من أعضاء مجلس الشيوخ أعربوا عن انشغالهم لكون هذا الاتفاق قدم تنازلات كثيرة لإيران، معربين عن عزمهم التقدم في إصدار قانون جديد يلزم بأن يصادق الكونغرس على أي اتفاق نهائي في هذا الشأن. وأوضحت الصحيفة أن الديموقراطيين أعربوا، بدرجات متفاوتة، عن دعمهم لهذا الاتفاق، فيما صرح الجمهوريون أنهم منشغلون لكون طهران قد لا تفي بالتزاماتها وأن معايير الاتفاق اعطت الكثير من الهامش لإيران. وبكندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن الجيش الكندي سيكون مستعدا لقصف تنظيم "الدولة الإسلامية" بسورية "خلال أيام" حسب تصريحات قائد العمليات بالمنطقة دانييل كوستابل، فيما تنكب وزارة الدفاع على وضع آخر التفاصيل على مخطط مهمتها الجديدة، موضحة أن الطائرات الكندية لم تحلق لحد الساعة فوق سورية، والمهمة ستنطلق "بعد أيام فقط" وفق تصريحات مسؤول عسكري. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لا بريس) أنه بالرغم من أن تراجع أسعار النفط وجه ضربة لم تكن متوقعة إلى للاقتصاد الكندي، تعهد وزير المالية الكندي، جو أوليفر، أمس الخميس أنه سيقدم ميزانية متوازنة في 21 أبريل الجاري، مذكرة بأنه أكد في وقت سابق أنه سيؤجل موعد وضع الميزانية (1 أبريل عادة) بسبب استمرار تراجع اسعار البترول الذي دفع إلى مراجعة التوقعات الاقتصادية. على صعيد آخر، أشارت صحيفة (لو دوفوار) أن سفير فرنسابكندا، نيكولاس شابوي، دعا الحكومة الكندية إلى العمل دون إبطاء على ملف التغيرات المناخية، مضيفة أن الوقت قد حان بالنسبة لكندا من أجل الالتحاق بقطار المفاوضات بهدف المساهمة في بلورة الاتفاق الذي سيتوج القمة العالمية للمناخ المرتقبة في دجنبر المقبل بباريس. أما صحيفة (لو سولاي) فقد كتبت أن التحدي البيئي الذي تواجهه كندا يتعاظم ولا يمكن معرفة كيفية مواجهته، موضحة أن هناك سبلا واقعية يمكن أن يعتمد عليها البلد من الآن للانطلاق في انتقال نحو مجتمع "دون كربون" كما أثبت ذلك مخطط العمل الذي أعدته أزيد من ستين جامعة كندية. وببنما، أكدت صحيفة (لا إستريا) أنه قبل 10 أيام عن انعقاد قمة الأمريكيتين ببنما، حققت عدد من الأنشطة الموازية ذات الصلة نجاحا لم يكن منتظرا، ومن بينها على الخصوص منتدى "قمة الشعوب" التي ستشهد مشاركة مكثفة من لدن قادة الحركات الاجتماعية، مشيرة إلى أن هذا المنتدى الذي تنظمه تمثيليات عن الشعوب الأصلية بأمريكا اللاتينية قد يعرف لأول مرة مشاركة رؤساء دول وحكومات. في موضوع ذي صلة، تطرقت صحيفة (بنماأمريكا) إلى منع السلطات البنمية لاستعمال الطائرات دون طيار خلال انعقاد قمة الأمريكيتين لدواع تتعلق بتدبير حركة الطيران في أجواء بنما، موضحة أن مديرية الملاحة المدنية أكدت أيضا أن قرار المنع صدر لدواع أمنية لكون هذه الأجهزة قد تستعمل في ارتكاب هجمات إرهابية، كما تم منع تغطية الوجه بشكل جزئي أو كامل، وحمل الأسلحة في دائرة قطرها كيلومتر عن مقر انعقاد القمة. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن وزارة الخارجية المكسيكية أكدت أمس الخميس أن الطريقة التي تعامل بها المقرر الأممي الخاص المعني بالتعذيب، خوان مينديز، أثرت على الحوار بين المنظمة الدولية والمكسيك، من خلال انتهاك مادتين من مدونة قواعد السلوك لمجلس حقوق الإنسان.