خصصت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بأمريكا الشمالية حيزا هاما للتعليق على الاتفاق "التاريخي" بين الولاياتالمتحدةوالصين حول التغيرات المناخية، وتطورات الملف النووي الإيراني، ومستقبل مشاريع بناء أنابيب نقل النفط بين كنداوالولاياتالمتحدة، والوضعية الكارثية لسوق الشغل بإقليم كيبيك. وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) في مقال بعنوان "بكينوواشنطن تبرمان اتفاقا بشأن التغيرات المناخية إثر مفاوضات سرية"، أن الصينوالولاياتالمتحدة جعلا، اليوم الأربعاء، من مخاطر التغيرات المناخية "قضية مشتركة" من خلال برنامج طموح للحد من الانبعاثات الغازية، موضحة أن الاتفاق هو وسيلة لتشجيع الدول الأخرى للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بطرقها الخاصة. وأوضحت الصحيفة أن هذا "الاتفاق التاريخي" أعلن بشكل مشترك بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الصيني شي جين بينغ، ويتضمن أهدافا جديدة لخفض الانبعاثات الغازية من قبل الولاياتالمتحدة، والحصول على التزام غير مسبوق من قبل الصين لوقف الانبعاثات الغازية في أفق 2030. وأضافت أن هذا الاتفاق وقع إثر مفاوضات سرية بين واشنطنوبكين على مدى 9 أشهر، بما في ذلك رسالة من أوباما الى نظيره الصيني اقترح خلالها مقاربة تشاركية لحشد الجهود للتفاوض على اتفاق عالمي جديد بشأن المناخ في أفق 2015. على صلة بالموضوع، أشارت صحيفة (واشنطن بوست) إلى أنه بفضل هذا الاتفاق غير المسبوق، تعهد البلدان صاحبا أكبر نسبة من الانبعاثات الغازية والتي تصل إلى 45 في المئة من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بالعالم، على إعطاء دفعة جدية لتسريع المفاوضات دولية حول المناخ المقررة العام المقبل بباريس. ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني، قوله أنه "لدينا مسؤولية خاصة لتوجيه الجهود العالمية في مكافحة آثار تغير المناخ"، مضيفا "اليوم أنا فخور! يمكننا الإعلان عن اتفاق تاريخي". من جانبها، اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن هذا "الاتفاق النادر" بين الزعيمين العالمين، والذي كشف عنه البلدان، يعتبر "محاولة غير منتظرة" كما تشكل تقدما "مهما" في العلاقات الثنائية "المتسمة غالبا بالتوتر". من جهة أخرى، تطرقت صحيفة (بوليتيكو.كوم)، في مقال بعنوان "هجمة وقائية: كيف يعتزم الجمهوريون تقويض محادثات أوباما مع إيران"، إلى استراتيجية الجمهوريين لعرقلة التوقيع على اتفاق مع الجمهورية الإسلامية حول برنامجها النووي. وأشارت إلى أنه قبل أسبوعين من نهاية المهلة المحددة، يسعى الجمهورين المنتصرون في الانتخابات النصفية إلى عرقلة واحدة من الحظوظ القليلة للرئيس باراك أوباما لترك إرث سياسي : اتفاق نووي مع إيران. وكانت إيران ومجموعة 5 + 1 (المملكة المتحدة، الصين، فرنسا، روسيا، الولاياتالمتحدة، ألمانيا) حددتا تاريخ 24 نونبر من أجل التوصل إلى اتفاق شامل حول هذا الملف الذي يسمم العلاقات الدولية منذ 10 سنوات. بكندا، أشارت صحيفة (لو دوفوار) إلى أن أنصار البيئة الأمريكيين يهددون باللجوء إلى القضاء لوقف مشاريع أنابيب نقل النفط الكندي إلى الولاياتالمتحدة، مضيفة أنه حتى لو كان الكونغرس الأمريكي، منذ الانتخابات النصفية، يقع تحت سيطرة الجمهوريين المؤيدين للمشاريع النفطية، فهذا لا يعني أن تمرير مشاريع أنابيب النفط سيكون أمرا هينا، خاصة بعد أن عززت المحاكم خلال السنوات الأخيرة من سلطة البيت الأبيض في المصادقة على مشاريع البنية التحتية العابرة للحدود. في السياق ذاته، أبرزت صحيفة (لو دوفوار)، في مقال آخر، إلى أنه بالرغم من تعهد الحكومة الكندية بالخفض التدريجي إلى الصفر للدعم المقدم للشركات النفطية، إلا أنه ما زالت ملايين الدولارات تتدفق من أجل تشجيع التنقيب عن النفط والغاز، مبرزة أن دراسة أشارت إلى أن الدعم المقدم سنويا يصل إلى 930 مليون دولار، ما يجعل كندا من بين أكثر بلدان مجموعة العشرين دعما للتنقيب على النفط. أما صحيفة (لو سولاي)، فقد أشارت إلى أن تحيين الوضعية الاقتصادية والمالية لإقليم كيبيك الذي يعتزم تقديمه وزير المالية، كارلوس لايتاو، لا يتضمن أي إجراء لإنعاش الاقتصاد رغم الأرقام الكارثية حول سوق الشغل، مشيرة إلى أن الوزير أكد أن سوق الشغل سيستفيد بشكل مباشرة من إجراءات الحكومة للقضاء على العجز واستعادة الثقة والاستقرار المالي، وهي من بين الشروط الأساسية لخلق فرص شغل جديدة، رغم انتقادات المعارضة للحكومة بسبب فقدان أزيد من 30 ألف منصب شغل خلال شهر أكتوبر الماضي. أما صحيفة (لا بريس) فقد عادت إلى النقاش داخل الحزب الكيبيكي حول مطالبه بإجراء استفتاء سيادة على الإقليم، مبرزة أن المرشحين لخلافة الزعيمة المستقيلة، بولين ماروا، انتقدوا قيام المرشحة لرئاسة الحزب، مارتين أوتليت، بإحياء هذا النقاش قبل الحسم في هوية الزعيم المقبل لهذه الهيئة السياسية. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن الصين عبرت على لسان الوزير الأول لى كه تشيانغ عن أسفه لقرار الحكومة المكسيكية إلغاء مناقصة لبناء القطار الفائق السرعة، خلال لقائه مع الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو، مشيرة إلى أن المؤسسة الصينية لبناء سكة الحديد كانت قد فازت، بتعاون مع شركات مكسيكية، بالمناقصة لإنجاز الخط الفاصل بين مدينة مكسيكو وكيريتارو الصناعية، 210 كيلومترا، بقيمة تصل إلى 3,7 مليار دولار. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فتطرقت لتوسع نطاق الاحتجاجات بشأن اختفاء 43 طالبا، في موريليا بولاية ميتشواكان، حيث قام أشخاص مقنعون بتخريب مقرات أحزاب العمل الوطني والتحالف الجديد والثورة الديمقراطية، وأضرموا النار في أحد أبواب المبنى الرئيسي لوزارة المالية في حكومة الولاية. ببنما، اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) أن تعيين أنخليكا مايتين كرئيسة جديدة للهيئة الوطنية للشفافية ومكافحة الفساد يعد "زلة جديدة" من قبل الحكومة الحالية، مبرزة في هذا الصدد أن الحكومة شرعت في مكافأة العديد من "الفاعلين الذين يدعون الاستقلالية" جزاء للدعم الذي قدموه خلال الحملة الانتخابية لتحالف "الشعب أولا" الحاكم، وهو ما حدا بالعديد من جمعيات المجتمع المدني في التشكيك في استقلالية أنخليكا مايتين عن الدائرة السياسية لرئيس الجمهورية الحالي، خوان كارلوس فاريلا. من جانبها، أشارت صحيفة (لا برينسا) إلى أن العديد من المقاولين والتجار بالمعبر الحدودي (باسو كانواس) بين كوستاريكاوبنما صعدوا من وتيرة احتجاجاتهم على قيام شرطة كوستاريكا بحجز البضائع القادمة من المنطقة الحدودية، ما أدى إلى انخفاض رقم معاملاتهم بأزيد من 40 في المئة، موضحة أن تجار المنطقة الحدودية وسائقي الشاحنات قاموا بإغلاق الحدود لعدة ساعات مطالبين حكومتي البلدين بحل هذا المشكل وعدم انتهاك المدونة الجمركية الموحدة لبلدان أمريكا الوسطى. بالدومينيكان، تناولت صحيفة (إل كاريبي) ردود الفعل التي خلفها قرار المحكمة الدستورية بعدم دستورية انضمام البلاد إلى محكمة حقوق الانسان التابعة لمنظمة البلدان الأمريكية بسبب عدم تصويت الكونغرس على هذا الانضمام، مشيرة في هذا الصدد، إلى إعلان 36 من منظمات المجتمع المدني، في بيان مشترك، عن رفضها "بشكل قاطع" لهذا القرار الذي سيحرم المواطنين والأجانب المقيمين بالبلد من اللجوء إلى العدالة الدولية عند انتهاك حقوقهم الأساسية، كما أن أي انسحاب محتمل من المحكمة سيضر بوضعية حقوق الانسان ويعد رسالة سلبية إلى المجتمع الدولي. من جهتها، كتبت صحيفة (إل ناسيونال) في افتتاحيتها أن سلطات ترينيداد وتوباغو أعلنت مؤخرا عن نيتها ترحيل جل المهاجرين غير الشرعيين المقيمين على أراضيها والبالغ عددهم 110 ألف مهاجر، غالبيتهم من هايتي، وذلك بعد أقل من سنة على توجيه رئيس وزراء هذا البلد انتقاداته إلى الدومينيكان بسبب إجراءات منح الجنسية، مطالبا سلطات سانتو دومينغو باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حقوق الأشخاص الذين سيتأثرون بنتائج هذا الحكم. وأضاف كاتب الافتتاحية أن الدومينيكان ملتزمة دائما باحترام الحقوق الأساسية للمهاجرين الهايتيين الذين يتمتعون بحق التعليم والعمل والصحة إذ يستفيدون من 25 بالمائة من ميزانية قطاع الصحة، مبرزا تخصيص السلطات لحوالي 23 مليون دولار لتسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الهايتيين البالغ عددهم 460 ألف شخص بالإضافة إلى تنفيذ خطة لتبسيط إجراءات تجنيس الأشخاص المتضررين من حكم المحكمة الدستورية.