انصب اهتمام الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة أمريكا الشمالية على العلاقات الفرنسية الأمريكية في ضوء زيارة الدولة التي يقوم بها حاليا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لواشنطن، والنقاش الدائر حول سلطات الرئيس الأمريكي لشن هجمات ضد الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة، إضافة إلى الصراع القائم بين الحكومة الاتحادية الكندية وباقي الأقاليم حول برامج تكوين اليد العاملة. وهكذا، كتبت (وول ستريت جورنال) أن زيارة الرئيس الفرنسي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وخاصة تنسيق المواقف بشأن العديد من القضايا لاسيما بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ولاحظت الصحيفة أن "الشريكين" اشتغلا بشكل منسق حول القضايا الدبلوماسية الحساسة، كالنزاع السوري والملف النووي الإيراني، لكن هناك بعض القضايا التي لم يتوافق بشأنها، مبرزة أن قرار الرئيس باراك أوباما إلغاء أي تدخل عسكري ضد إيران لم يرق الفرنسيين. وبالمقابل، أضافت الصحيفة أن الأمريكيين لم يستحسنوا إرسال الشركات الفرنسية لمدرائها إلى إيران، مشيرة إلى أنه على الرغم من هذه "الاختلافات"، فإن العلاقات بين البلدين قد قطعت "خطوات هامة" خلال السنوات الأخيرة. وفي سياق متصل، أبرزت صحيفة (واشنطن تايمز) أن الولاياتالمتحدة وفرنسا يظلان "شريكين هامين" في مجال التعاون الأمني، مضيفة أن البلدين يقودان الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى تسوية للأزمة السورية. على صعيد آخر، اهتمت يومية (واشنطن بوست) بالاستراتيجيات الأمريكية لمكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن إدارة أوباما انخرطت في نقاش حول سلطات الرئيس لتوجيه ضربات للجماعات الموالية لتنظيم القاعدة. وحسب الصحيفة، فإن هذا النقاش صعد إلى الواجهة بعد القرار الأخير لتنظيم القاعدة قطع علاقاته مع إحدى الجماعات الإسلامية الخطيرة في سورية، تدعى "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وأوضحت أن القضية المطروحة للنقاش، بعد هذا القرار، تتمثل في مدى تطبيق القانون، الذي يسمح للرئيس الأمريكي بتوجيه ضربات ضد تنظيم القاعدة، على حالة "الدولة الإسلامية بالعراق وبلاد الشام". وبكندا، اهتمت الصحف المحلية بالصراع القائم بين أوتاوا وباقي الأقاليم حول برامج تكوين اليد العاملة، حيث كتبت يومية (لو دوفوار) تحت عنوان (اليد العاملة: أوتاوا تفتح جبهة صراع أخرى)، أنه في الوقت الذي لم يتم فيه بعد تسوية ملف التشغيل الموجه للكنديين بمؤهلات متواضعة والذين لم يتمكنوا من الاستفادة من التأمين على الشغل، تفتح أوتاوا جبهة جديدة للصراع مع الأقاليم الأخرى، حيث أن الحكومة الفيدرالية قامت باستدعائهم لجولة أولى من المفاوضات من أجل التوافق بشأن تطوير سوق التشغيل. وأضافت الصحيفة أن حكومة هاربر تأمل في أن تمكن هذه المقاربة من تقليص مدة تقديم الخدمات المرتبطة بالتأمين على الشغل، مضيفة أن وزير الشغل الفيدرالي، جيسن كينيدي، وجه الأسبوع الماضي رسالة إلى نظرائه بباقي الأقاليم حيث دعاهم من خلالها إلى الشروع في نقاشات حول مستقبل التوافق حول تطوير سوق التشغيل. وذكرت بأن أوتاوا قد أعلنت برسم ميزانية 2013 أنها ستعمل على إعادة توزيع الأموال المخصصة لسوق الشغل في شكل مساعدة لهذا القطاع وفق معايير مختلفة، وهو ما أسفر عن صراع مع الأقاليم، مشيرة إلى أن كينيدي طلب من الأقاليم التفكير في سبل تطوير قطاع التشغيل من خلال تحقيق انسجام بين برامج التكوين ومتطلبات أرباب العمل. وعلى الصعيد الدولي، كتبت يومية (لو سولاي) أن السويسريين أعربوا من خلال استفتاء عن رفضهم "للهجرة المكثفة"، وهو ما خلف صدمة لدى الاتحاد الأوروبي، متسائلة هل يمكن اعتبار التصويت الذي اقترحه الاتحاد الديمقراطي للوسط، وتم الفوز به بفارق بسيط (50.3 في المئة)، انتصارا حقيقيا. وأشارت إلى أنه إذا كان هذا التصويت يمثل انتصارا لليمين، أشادت به باقي الأحزاب الأوروبية التي تتبني نفس النهج، فإنه ستكون له انعكاسات على المبادلات التجارية، الأمر الذي قد يحول هذا الانتصار إلى هزيمة. وبالمكسيك، اهتمت صحيفة (ال يونيفرسال) باتفاق التجارة الذي وقع خلال القمة الثامنة لتحالف المحيط الهادي الذي احتضنتها مدينة قرطاجنة بكولومبيا، والذي اتفقت بموجبه حكومات المكسيك والشيلي وكولومبيا والبيرو على تحرير الرسوم الجمركية بنسبة 92 بالمئة من السلع والخدمات والاستثمارات المنصوص عليها في الاتفاق، مشيرة إلى أن 8 بالمئة المتبقية سيتم إزالتها تدريجيا. ونقلت الصحيفة عن الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو قوله أمس في إطار مؤتمر القمة الثامن للتحالف إن هذا الاتفاق الاقتصادي يعتبر "الأكثر ابتكارا" الذي توقعه المكسيك منذ اتفاقية (النافتا) مع أمريكا الشمالية، مضيفا "إننا نستعد الآن لجعل هذه المنطقة، التي تضم تحالف المحيط الهادي، أكثر إنتاجية وقدرة على المنافسة. إن هذه الفرصة (..) ستعمل على توليد المزيد من فرص العمل، وزيادة القدرة على الحركية في التجارة والخدمات والأشخاص". أما صحيفة (إكسيلسيور)، فكتبت أن المكسيك قررت بموجب اتفاق حماية منتجاتها المحلية، عدم السماح بدخول القهوة الكولومبية المعفاة من الرسوم الجمركية أو من دولة أخرى من بلدان التحالف، وذلك لمدة عشر سنوات أخرى، مضيفة أن البروتوكول الإضافي للاتفاق الإطار للتحالف المحيط الهادئ يوفر جميع المواصفات في مجال التجارة بين البلدان الأربعة. وأضافت الصحيفة أن الاتفاق يضع آليات دخول أسواق السلع وتيسير التجارة والتعاون الجمركي، والتدابير الصحية وتجارة ترحيل الخدمات والمنتجات المالية، والخدمات البحرية، وفي مجال الاتصالات والاستثمار والمشتريات العامة، وكذا آلية لتسوية المنازعات. وبالدومينيكان، تناولت صحيفة (ليستين دياريو) إعلان هايتي عن نشر وحدات متنقلة بجمهورية الدومينيكان لإحصاء مواطنيها المقيمين بصفة غير شرعية وتمكينهم من الوثائق الإدارية لكي تتمكن السلطات الدومينيكانية من تسوية وضعيتهم القانونية، طبقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، خلال انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثنائية رفيعة المستوى الأسبوع الفارط برعاية فنزويلا. وأضافت الصحيفة أن عملية إحصاء المهاجرين السريين الهايتيين التي ستتم تحت إشراف السلطات الدومينيكانية ستتطلب غلافا ماليا يبلغ 5ر2 مليون دولار، مشيرة إلى أن الدومينيكان التزمت أمام الأممالمتحدة بتوفير الموارد البشرية والمادية اللازمة لتسريع وتيرة تنفيذ الخطة تسوية الوضعية القانونية لجميع المقيمين على أراضيها بصفة غير شرعية، والتي تتطلب غلافا ماليا يفوق 17 مليون دولار. وبخصوص مشاكل النقل التي تعرفها البلاد خاصة في مدينة سانتو دومينغو التي يعيش فيها حوالي ربع ساكنة البلاد، أشارت صحيفة (إل كاريبي) إلى إعلان السلطات عن استئناف الأشغال بالخط الثاني لميترو الأنفاق، مما سيساهم في خفض تكاليف التنقل ومن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مشيرة إلى أن هذا الخط الذي سيؤمن نقل 200 ألف راكب يوميا عبر 14 محطة في أهم المناطق السكنية يمتد على مسافة 13 كلم، كما سيتطلب استثمارات إجمالية تبلغ 850 مليون دولار. أما ببنما، فقد كشفت صحيفة (لا إستريا) أن كونسورسيوم (جي أو بي سي)، المكلف بأشغال توسعة قناة بنما المتوقفة منذ 9 أيام، "يحرض العمال على الاحتجاج للضغط على هيئة قناة بنما لإجبارها على الرضوخ لمطالبه المالية الإضافية البالغة 1,6 مليار دولار"، مبرزة أن أحد الرؤساء التنفيذيين السابقين لشركة (ساسير) الإسبانية، التي تقود الكونسورسيوم، اعتبر أن هذا الإجراء يعدا "خطأ جسيما إذ لا يمكن للشركة أن توجه المسدس نحو إدارة القناة لفرض مطالبها". وعلى صلة بالموضوع، حمل رئيس بنما ريكاردو مارتينيلي مسؤولية تعثر مشروع توسعة قناة بنما إلى المدير السابق لهيئة القناة أليمان زوبييطا (1996 2012)، مشيرة إلى أن مارتينيلي، في أحد البرامج التلفزيونية، أكد على أن "زوبييطا ربما توقع ما يحصل الآن، لكنه واصل التعاقد مع هذا الكونسورسيوم، إنه يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية في ما يحصل".