واصلت الصحف المغاربية، في أعدادها لنهار اليوم الثلاثاء، إثارتها للقضايا التي لا زالت تشكل الحدث في المنطقةº أبرزها قضية الإرهاب في الجزائر، والمشهد الانتخابي في تونس، والانقطاعات المتكررة للكهرباء في العاصمة الموريتانية. ففي الجزائر، لا حديث لعدد من الصحف سوى عن تداعيات إعدام الرهينة الفرنسي، هيرفي بيير غوردال، في منطقة القبايل على يد مجوعة مسلحة موالية لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك عشية تخليد البلاد للذكرى التاسعة لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية (29 شتنبر 2005). من تداعيات إعدام غوردال ما تناقلته صحف عن عضو الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية (معارضة) علي العسكري من أن مصالح الدولة "مطالبة بالبحث عن منفذي العملية عوض مراقبة الأحزاب"، معتبرا أن اختيار منطقة القبايل لتنفيذها "عمل مدبر لتشويه المنطقة". وفي ما تابعت عدد من الصحف جزئيات التحقيق الجاري في هذه الجريمة، ركزت أخرى على ميثاق السلم والمصالحة الذي هدف إلى القطع مع الإرهاب الذي عانت منه الجزائر طيلة عشرية كاملة. ورأت صحيفة (الخبر) أن الأهم في تقييم المصالحة، حسب حقوقيين، يكمن في طرح السؤال "هل حققت المصالحة رضا كل من مستهم المأساة الوطنية¿"، مشيرة إلى أن من بين مواقف هؤلاء الحقوقيين يبرز رأي المعارضة الحقوقية والسياسية الذي يقول إن "المصالحة كرست اللا عقاب". وحسب الصحيفة، فإن "السلطة تجابه، بفقرها لحصيلة معنوية للمصالحة، المعارضة بحصيلة تقنية، وتقول إن 'كل واحد أخذ حقه'، في محصلة تجاذب خلاصتها تفيد أن المصالحة افتقرت لمصارحة". وفي هذا السياق، أوردت صحف مضامين ندوة صحفية لرئيس خلية المساعدة القضائية لتطبيق المصالحة الوطنية كشف فيها أن "15 نقطة متعلقة بمسار المصالحة تم توجيهها إلى رئاسة الجمهورية، منها ما ينتظر التسوية التامة على غرار ملف الحرس البلدي، وملف المفقودين" الذي يثير ضغطا على السلطات". ودافع المتحدث عن الدولة في تدبيرها لملف المفقودين، متسائلا "هل من أجل ملف المفقودين نوقف مسار المصالحة الوطنية¿، وموضحا أن المشروع الذي استغرق لحد الآن 9 سنوات يشمل عدة ملفات أخرى، وأن ملف المففودين الذي يوصف ب"الطابو" مكن من "تسوية 7100 حالة، ولم يتبق منه إلا 44 حالة رفضت 24 عائلة منهم التعويضات المادية، في حين عجزت 20 أخرى عن استصدار محاضر الفقدان". وتحدثت صحيفة (البلاد) عن هذه المصالحة، لكن من زاوية مغايرة رأت فيها أنه "بنفس الروح والجدية التي تعاملنا بها مع تداعيات المأساة الوطنية، يجب أن نلتفت إلى ضحية أخرى هي الديمقراطية.. فماذا يعني أن نظل أسرى حزبين، ولد أحدهما في أنبوبة اختبار، وتشكل الآخر من دخان التاريخ"، في إشارة إلى حزبي النظام (جبهة التحرير الوطني) و(التجمع الوطني الديمقراطي). واعتبرت الصحيفة أن المصالحة مع الديمقراطية "تقتضي الكف عن مصادرة الشرعية.. وضرورة أن يختفي هؤلاء الذين التهموا الدولة بالشوكة والسكين ولم يشبعوا من لحمها بعد". وفي تونس، هيمن المشهد الانتخابي في سياق الإعلان المرتقب اليوم عن القائمات النهائية للمرشحين للانتخابات التشريعية والرئاسية، على تحليلات الصحف. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الصباح)، في افتتاحيتها، "تعلن اليوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات رسميا عن القائمات المقبولة للانتخابات التشريعية وقائمة المقبولين لسباق الرئاسيات، والتي رافقتها موجة كبيرة من التشكيك في نزاهة عمليات التزكية خاصة بعد نشر الهيئة لأسماء المزكين على موقعها الرسمي، واحتجاج عدد من المواطنين الواردة أسماؤهم في قائمات التزكيات على ما اعتبروه تزويرا". وأضافت الصحيفة أن منظمات المجتمع المدني حذرت من خطورة هذه التجاوزات. ونقلت عن كمال الغربي رئيس (ائتلاف أوفياء لمراقبة نزاهة الانتخابات) قوله.. إن أي تقديم لمعطيات خاطئة من قبل مترشح "هي جريمة يعاقب عليها القانون"، مطالبا الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتقديم الملفات التي ثبت فيها التجاوز للنيابة العامة حتى يأخذ القانون مجراه الطبيعي. ومن جهتها، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن رئيس الهيئة العليا شفيق صرصار أكد أن عدد الملفات التي تم قبولها لخوض السباق الرئاسي لن يتجاوز الأربعين، مشيرا إلى أن العديد من الترشيحات تم رفضها لأنها لا تستجيب للشروط القانونية أو لأن عددا من التزكيات تمت مرتين، ولم يتم تعويضها في الآجال القانونية. وكتبت صحيفة المغرب أن (حركة نداء تونس) و(حركة النهضة) يراهنان على الفوز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية، ونجاح أحدهما في حصد هذه الأغلبية سيكون محددا في رسم التحالفات الحكومية القادمة، وفي رسم المسار السياسي للبلاد طيلة خمس سنوات على الأقل، مضيفة أن هذا الرهان دفع بزعيمي كل من النداء والنهضة إلى النزول بثقلهما إعلاميا وميدانيا وسياسيا، لضبط خطة انتخابية كاملة تتماهى مع متطلبات وضروريات ومقتضيات المرحلة الانتخابية كما يقدرها كل منهما. وتحت عنوان "الانتخابات موسم انتعاش العديد من المهن ومناصب شغل جديدة"، كتبت صحيفة (الضمير) أنه مع انطلاق الحملة الانتخابية يفتح المجال أمام العديد من المهن التي تشهد ازدهارا خلال هذه الفترة، حيث تمثل الحملة الانتخابية التشريعية والرئاسية في تونس موسما مهما بالنسبة للخطاطين الذي يقومون بإعداد الملصقات واللافتات والشعارات والأعلام ومطابع ومصانع الأوراق واللافتات الجلدية ومكاتب الدعاية والإعلان وتجار الأقمشة ومؤلفو الشعارات، إضافة إلى المصورين الذين يعدون البرامج الانتخابية وصور وملصقات المرشحين وكذلك أصحاب محلات كراء السيارات. وفي موريتانيا، تركز اهتمام الصحف على الانقطاعات المتكررة للكهرباء في العاصمة نواكشوط، ومباحثات الرئيسين الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والفرنسي فرانسوا هولاند. فقد استأثر مشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء بنواكشوط باهتمام الصحف المحلية التي أشارت بهذا الخصوص إلى أن انقطاع الكهرباء عن العاصمة، أمس الاثنين، لحوالي ثمان ساعات تسبب في خسائر مادية معتبرة، كما شل الحياة في منشآت خدماتية عديدة خاصة وأنه تزامن مع ارتفاع درجة الحرارة التي تجاوزت الأربعين درجة. ولاحظت أن هذا الانقطاع يأتي بالتزامن مع توقيع وزير البترول والطاقة الموريتاني اتفاقا في دكار مع نظيرته السنغالية تبيع بموجبه موريتانيا جزءا من الكهرباء المنتج عبر المصادر المتجددة للسنغال. ونقلت بعض الصحف عن مصدر حكومي موريتاني قوله إن السبب المباشر لانقطاعات الكهرباء في نواكشوط يعود إلى الحريق الذي وقع يوم 19 شتنبر الجاري في شركة الكهرباء (مننتالي) والذي تسبب في إحراق أحد المحولات وتعطيله بالكامل، مما أثر على عملية توزيع الطاقة. وعلقت صحيفة (الأمل الجديد) على ظاهرة انقطاع الكهرباء بالعاصمة نواكشوط بقولها "تشهد موريتانيا نقصا حادا في مجال الكهرباء تشهد عليه الانقطاعات المتكررة التي تعرفها نواكشوط خلال فترة الحر". وأضافت الصحيفة "رغم ذلك، ها هي موريتانيا بحسها التجاري الفطري وحرصها على ممارسة البيع والشراء تعرض وتبيع للسنغال المجاورة قسطا كبيرا من مشروع إنتاج الكهرباء من محطة نواكشوط، مع أنه ما في المدينة أحوج منا، وفاقد الشيء لا يعطيه". وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية إلى المباحثات التي أجراها الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أمس ، في باريس حيث يقوم بزيارة عمل، مع نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، والتي تركزت حول أهم قضايا القارة الإفريقية والتحديات الأمنية. وأشارت الصحف إلى أن مباحثات الرئيسين تناولت، بشكل خاص، الوضع في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا ووباء (إيبولا)، فضلا عن آليات تطوير المبادلات والاستثمارات بين البلدين خاصة في قطاعات الطاقة والتهيئة الحضرية.