من المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف المغاربية الصادرة ،اليوم الخميس، تفشي ظاهرة الرشوة في الجزائر ومخلفات الدور الأول من الانتخابات البلدية والتشريعية في موريتانيا، والأزمة متعددة الأوجه في ليبيا والحوار الوطني في تونس. ففي الجزائر واصلت الصحف المحلية الحديث عن تفاقم آفة الرشوة والفساد على خلفية نشر التقرير الأخير لمنظمة الشفافية العالمية.وفي هذا الصدد ذكرت ( يومية وهران) باعتقال أحد المتهمين الرئيسيين في فضيحة رشاوى مؤسسة (صايبيم) الإيطالية، فرع المجموعة النفطية ( إيني) بيترو فارون، في إطار التحقيق في القضية المتورط فيها أيضا ابن أخ وزير الخارجية الجزائري السابق محمد البجاوي ووزير الطاقة السابق شكيب خليل. وقالت الصحيفة إن الجانب الأهم في هذه القضية هو حصول ( صايبيم) على سبعة عقود لدى شركة ( صوناتراك) في الفترة ما بين 207-2008 بقيمة إجمالية بلغت 8 ملايير أورو.وقالت صحيفة ( الوطن ) من جهتها، إن فضيحة ( صوناطراك) و( سي إن سي -لافالان) لم تكن لتبح بكل أسرارها والمتمثلة في حماية شبكات ومجموعات نافذة مقربة من السلطة، لو لم تتم إحالتها على قضاء أجنبي، مشددة على أن أنجع وسيلة للاقناع تكمن في استقلال القضاء عن السلطات الأخرى. ولاحظت ( لكسبريسيون) أن الجزائر أصبحت تحتل مراكز الصدارة في التصنيف العالمي سواء تعلق الأمر بالرشوة والفساد أو انعدام الشفافية في التسيير والوضع غير الصحي بالمؤسسات الجامعية وغيرها.من جانبها، تطرقت صحيفة ( لوجون اندبوندون) إلى التقرير الذي نشره في الأيام الأخيرة مجلس الحسابات في الجزائر والذي وضع الأصبع على الداء بتحديده الدرجة التي وصلتها الرشوة والاختلالات المالية في تسيير جهاز الدولة .وخلصت الصحيفة إلى القول " كم هي مزعجة هذه الصدف أن ينشر تقريران في وقت متزامن واحد صدر عن محكمة جزائرية (مجلس الحسابات) والآخر عن منظمة أجنبية غير حكومية حول الرشوة في الجزائر". وواصلت الصحف الموريتانية اهتماماتها بمخلفات الدور الأول من الانتخابات البلدية والتشريعية التي شهدتها البلاد يوم 23 نونبر الماضي وملامح الجولة الثانية التي أجلت إلى يوم 23 دجنبر.في هذا السياق كتبت صحيفة ( السراج) أنه بات من المؤكد مع إعلان النتائج النهائية للانتخابات، التي جرت يوم 23 نونبر، أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل " ذو المرجعية الإسلامية أصبح القوة السياسية الثانية في البلد بعد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ( الحزب الحاكم) . ولاحظت الصحيفة أن نتائج الحزب أظهرت تقدمه بفارق هام عن بقية الأحزاب الأخرى من الموالاة والمعارضة وهي" نتيجة يعتقد مراقبون أنها أهم ما حملته صناديق الاقتراع الموريتانية في انتخابات 2013".وذكرت الصحيفة بحصول الحزب على 12 مقعدا في الجمعية الوطنية ، فيما سينافس على سبعة مقاعد في الشوط الثاني، وضمان الحزب على مستوى البلديات أربع بلديات في الشوط الأول، في حين سينافس على 33 بلدية في الجولة الثانية ست منها في العاصمة نواكشوط. ومن جهتها، توقعت صحيفة ( لورينوفاتور) أن تكون الجولة الثانية أكثر إثارة وتشويقا لأن من شأن نتائجها أن تغير المعطى السياسي، لاسيما وأن أحزاب المعارضة ستتحالف في ما بينها ضد الحزب الحاكم لحرمانه من الحصول على الأغلبية المطقلة .وتناولت صحيفة ( لوتانتيك ) موضوع تأجيل الدور الثاني من الانتخابات البلدية والتشريعية من الجانب الدستوري، فأوضحت أن النصوص القانونية المعمول بها تحدد الفترة الفاصلة بين الدورين الأول والثاني في 15 يوما، بينما المدة الفاصلة بين اقتراعي 23 نونبر و21 دجنر تصل إلى حوالي شهر . وفي هذا الصدد أشارت صحيفة ( الشعب) إلى أن مجلس الوزراء صادق على مشروع مرسوم يقضي بتأجيل اقتراع الدور الثاني لانتخاب النواب في الجمعية الوطنية والمستشارين في المجالس البلدية إلي يوم السبت21 دجنبر، وذلك بناء على مداولة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وموافقة المجلس الدستوري. وفي ليبيا لم تشد الصحف عن القضايا التي دأبت على تناولها منذ مدة على خلفية الأزمة متعددة الأوجه التي تعيشها البلاد، حيث تطرقت إلى التداعيات الخطيرة لأزمتي الكهرباء وإغلاق المرافئ النفطية وتطورات الملف الأمني في ضوء المباحثات التي أجراها السيناتور الأمريكي جون ماكين مع المسؤولين الليبيين وإعلان حلف شمال الأطلسي عن خطة لمساعدة الحكومة الليبية على ضبط الأمن. فبخصوص أزمة الكهرباء التي دخلت منعطفا حرجا مع مقدم فصل الشتاء، حذرت صحيفة ( ليبيا الاخبارية) من "انهيار متوقع للشبكة العامة"، مشيرة إلى أن أكبر محطتين لتوليد الكهرباء في البلاد "يتهددهما التوقف" التام جراء إغلاق محتجين أنبوب الغاز الذي يوفر الإمدادات وإقفال الطريق أمام الشاحنات التي تنقل البنزين إلى المحطتين.وأوردت الصحيفة بيانا ل " الشركة العامة للكهرباء" أوضحت فيه أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها من أجل توفير خدمة الكهرباء إلى كافة ربوع ليبيا فإنها خسرت جراء هذا الوضع 6500 ميغاواط "مما قد يؤدي إلى انهيار الشبكة وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة". صحيفة ( فبراير ) توقفت من جانبها عند دعوة "حراك شهداء 15 نونبر" إلى التظاهر السلمي غدا الجمعة تحت شعار "جمعة تحرير النفط" وذلك لفك الحصار المفروض على الحقول النفطية من قبل التشكيلات المسلحة. وكتبت الصحيفة أن هذه التشكيلات التابعة لتجمعات قبلية وجهوية وإثنية "تغلف معظم حقول إنتاج وتصدير النفط حارمة البلاد من المصدر الوحيد للدخل وإنتاج الطاقة الكهربائية". صحيفة ( ليبيا الجديدة ) اهتمت من جهتها بالزيارة التي يقوم بها السيناتور الأمريكي جون ماكين لليبيا مبرزة أنه ثمن في لقاء جمعه برئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان التقدم المحرز بخصوص انتخابات الهيأة التأسيسية التي ستتولى صياغة دستور جديد للبلاد. وكشفت الصحيفة عن أن ماكين بحث في لقاء مع قيادات عسكرية إمكانية تقديم الولاياتالمتحدة مساعدات وتجهيزات للجيش الليبي. وفي سياق متصل تداولت عدة صحف تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بخصوص " إعداد خطة لمساعدة الحكومة الليبية على إعادة هيكلة وهندسة الأجهزة الأمنية في البلاد" موضحا أن هذا الدعم "سيتم عن طريق إيفاد فرق صغيرة للتنسيق بين الناتو وليبيا في المجال الأمني ". ونقلت الصحف عن راسموسن قوله إن الحلف " يقوم بمد يد العون للعديد من الدول لبناء أجهزة أمنية ديمقراطية وقابلة للمحاسبة وليبيا يمكن أن تمثل نموذجا عمليا لذلك". وانصبت اهتمامات الصحف التونسية على إعلان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، مساء أمس الأربعاء في ندوة صحفية، أن يوم 14 دجنبر الجاري سيكون يوما فاصلا للإعلان نهائيا عن نتائج الحوار الوطني، فضلا عن قضايا أخرى متفرقة.وذكرت بعض الصحف أنه لم يتم إلى حدود أمس التوافق بين الائتلاف الحاكم والمعارضة حول رئيس الحكومة الجديدة بسبب تعنت أحد أطراف المعارضة، في حين حملت هذه الأخيرة مسؤولية تعطل الحوار إلى "الترويكا" بقيادة حركة النهضة. في هذا السياق أوردت صحيفة ( الصباح) مقتطفات من إعلان حسين العباسي ، حيث قال "لم يعد لنا من خيار سوى أن نقول أن الحوار فشل بكل المقاييس...وانهينا دورنا كرباعي وسنترك البلاد مفتوحة على كل الاحتمالات السلبية"، مضيفا أن " الرباعي منح الأطراف السياسية مهلة 10 أيام لايجاد صيغة توافقية بخصوص المسار الحكومي". ومن جهتها، أوردت صحيفة ( المغرب) تصريحات العباسي التي أوضح فيها أن "مسؤولية فشل الحوار الوطني ستتقاسمها كل الأطراف السياسية"، مذكرا بالمساعي التي بذلها الرباعي الراعي للحوار من أجل إيجاد مخرج للأزمة السياسية المزمنة. في المقابل حمل المحلل السياسي في صحيفة ( الضمير ) فشل التوافق على اسم رئيس الحكومة الجديد للجبهة الشعبية(معارضة) ، مشيرا إلى أن " الجبهة رفضت ترشيح جلول عياد لرئاسة الحكومة بعد أن وافقت عليه أغلب مكونات الحوار الوطني، وخاصة منها النهضة التي تنازلت مرة أخرى عن دعم مرشحها أحمد المستيري، بهدف الدفع بالحوار الوطني". على صعيد آخر ، توقفت صحيفة (الشروق )عند المسيرة التي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس الثلاثاء، إحياء للذكرى 61 لاستشهاد النقابي فرحات حشاد، مشيرة إلى الشعارات واللافتات التي رفعت خلال هذه التظاهرة ومنها المطالبة برحيل الحكومة.