رست سفينة الأمل الحاملة للمساعدات الليبية الموجّهة لساكنة قطاع غزّة المحاصر بميناء العريش المصري أمس بحلول الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلّي، حيث شرعت السفينة التي كانت تروم كسر الحصار على القطاع في تفريغ حمولتها المقدّرة ب2000 طنّ من المساعدات انتظارا لإدخالها للمستهدفين عبر معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينة، في حين صدر بلاغ عن مؤسسة القذافي العالمية الخيرية، ونُشر على موقعها على شبكة الأنترنيت، يردّ قرار الرسوّ بالميناء المصري إلى الرغبة في الحفاظ على سلامة الأفراد الرّاكبين الذين خاضوا رحلة شاقّة انطلقت يوم السبت الماضي من اليونان، كما تمّ الإقرار بأنّ وساطة أوروبية كانت وراء تفعيل ذات القرار. وكانت عشرات القطع الحربية البحرية الإسرائيلية قد حاصرت سفينة الأمل على بعد عشرات الأميال البحرية من ميناء غزّة باثّة تهديدات صوب طاقم السفينة ونشطاء السلام المتواجدين فوقها، هذا في الوقت الذي أكّد فيه قبطان "الأمل" بأنّ ذات القطع العسكرية البحرية قد فعّلت تشويشا على آليات الاتصال والاستشعار من أجل إخراج الباخرة من خطّ الرحلة المسطّر. وذكرت مؤسسة القذافي التي يشرف عليها سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي، على متن ذات البلاغ الإلكتروني، بأنّ الوسيط الأوروبي الذي فاوض المشرفين على مبادرة فك الحصار عن غزّة قد جوبه بشروط تعجيز استُغرب لموافقة الإسرائيليين على مضمونها، حيث أصبحت قافلة سفينة الأمل التي ستنطلق من ميناء العريش صوب قطاع غزّة مرورا عبر معبر رفح تنال ترخيصا إسرائيليا بإدخال مواد البناء المخصصة لإعادة الإعمار زيادة على موافقة مبدئية تجاه المبادرة الليبية بإنفاق 50 مليونا من الدّولارات لتخصيص دفعة سكنية أولى من 500 مسكن بغزّة قبل مقتبل العام المقبل. من جهة أخرى سبق وأن أوردت وكالة الأنباء الفرنسية بأنّ طاقم سفينة الأمل قد عمد إلى التوقف بعرض المياه الدّولية لاثنتي عشر ساعة كاملة بداعي "وجود أعطاب تستدعي الصيانة على مستوى المحرّكات"، قبل أن تضيف ذات الوكالة الإخبارية بأنّ السفينة الليبية اتخذت لنفسها مبكرا المسار البحري المؤدّي إلى ميناء العريش المصري رغم تصريحات ممثل مؤسسة القذافي على متن الرحلة وإصراره على الحديث بالتوجّه إلى غزّة. وأورد موقع "فلسطين أونلاين" بلاغا لحركة المقاومة الإسلامية حماس تدين فيه استمرار أعمال القرصنة الإسرائيلية باعتراض السفن في عرض المياه الدّولية، كما تعلن عن كون الاعتراض المتجدد لباخرة من حجم سفينة الأمل لا يمكن أن ينمّ إلاّ عن بطلان الادعاءات الأمريكوإسرائيلية المتحدّثة عن زوال الحصار على قطاع غزّة، قبل أن تنقل مطالب بتكثيف المبادرات البحرية الدولية الرامية لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني بغزّة. وتجدر الإشارة إلى وجود متطوّع مغربي ضمن نشطاء السلام المرافقين لرحلة سفينة الأمل، ويتعلّق الأمر بعصام السّوداني عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال وكاتب فرع شبيبة نفس التنظيم السياسي بالنّاظور.