أكد رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن قطاع غزة أن سفينة "الأمل" الليبية التي أبحرت من اليونان أول أمس السبت تتجه إلى ميناء غزة وليس إلى أي ميناء آخر, بعد أن فشلت إسرائيل في منعها من الإبحار باتجاه القطاع أو في تغيير مسارها. وقال جمال خضر إن غزة قد أعدت كل شيء لاستقبال هذه السفينة, لكنه عبر عن مخاوفه من قيام إسرائيل بتكرار سيناريو عنف مع السفينة الليبية كالذي استخدمته مع سفينة مرمرة التركية التي كانت تقود أسطول الحرية نهاية مايو/أيار الماضي. وحسب خضر, فإن آخر المعلومات تشير إلى أن السفينة تتوجه إلى شواطئ غزة وأنها مرت مساء اليوم قبالة جزيرة كريت وتواصل سيرها حسب الخطة الموضوعة باتجاه القطاع. وكانت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية المنظمة لرحلة سفينة "الأمل" أكدت هي الأخرى أن السفينة ستتجه مباشرة إلى القطاع المحاصر، وذلك رغم التهديدات الإسرائيلية باعتراضها قبل وصولها. وجاء هذا التأكيد على لسان مدير المؤسسة يوسف الصواني الذي شدد على أن "وجهة السفينة هي غزة، وأن ما تردد من أنها ستتجه إلى ميناء العريش المصري ليس إلا "شائعات تهدف إلى إرباك الرحلة والتشويش عليها وإثارة الإرباك الدولي". وكانت وكالات أنباء ذكرت في وقت سابق أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تحدث مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان بشأن إمكانية سماح مصر للسفينة الليبية التي تحمل مساعدات لقطاع غزة بالرسو في ميناء العريش. كما ذكرت وزارة الخارجية اليونانية في وقت سابق أنها تلقت ضمانات من السفير الليبي لدى أثينا بأن السفينة، التي استأجرتها مؤسسة القذافي وترفع علم مولدوفا، ستتجه في النهاية إلى ميناء العريش. وردا على ذلك اعتبر الصواني أن مؤسسة القذافي لها استقلاليتها وليست طرفا حكوميا ليبياً، وقال إن "السفير الليبي يمثل بلاده لدى اليونان ونحن مؤسسة عالمية ولسنا مؤسسة ليبية". ونفى قبطان السفينة كذلك أن يكون تلقى أي تعليمات من السلطات اليونانية لتغيير مسار السفينة، وقال إنه لم يغير وجهتها وإنها سترسو على شواطئ غزة التي يتوقع أن تصلها في غضون أربعة أيام على أقل تقدير. ومن ناحية أخرى، قال مسؤول من شركة الشحن "إيهسيايه" التي تمتلك السفينة لوكالة رويترز قبل مغادرة السفينة "إذا لم يسمحوا لنا بالوصول إلى غزة فسوف نتوجه إلى ميناء العريش في مصر". وعلى الجانب الإسرائيلي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه وجد تأييدا واسعا من قبل الإدارة الأميركية لموقف حكومته برفع الحصار المدني عن قطاع غزة والإبقاء على الطوق الأمني المفروض عليه. ويتعقب الجيش الإسرائيلي مسار السفينة الليبية المحملة بنحو ألفي طن من المساعدات وتقل 22 فردا بينهم عشرة نشطاء، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية لم تسمها أن سلاح البحرية الإسرائيلي سيمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة. وقالت تلك المصادر -حسب ما نقلته عنها وسائل الإعلام- إن "أي انحراف عن مسار السفينة وتوجهها إلى غزة سيجعلنا نوقفها بواسطة سلاح البحرية وبالوسائل المتوفرة لدينا". وكان باراك دعا سفينة "الأمل" إلى مرافقة سفن سلاح البحرية إلى ميناء أسدود أو الإبحار مباشرة إلى ميناء العريش المصري، معتبرا خلال لقاء مع مراسلين عسكريين السبت أن توجه السفينة إلى غزة استفزاز لا حاجة له. كما أعلنت إسرائيل في وقت سابق أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان تحدث مع نظيريه اليوناني -الذي انطلقت السفينة من سواحل بلاد- والمولدوفي –الذي ترفع السفينة علم دولته- واتفق معهما على ألا تصل السفينة إلى قطاع غزة، مشددا على أن إسرائيل ستمنع كسر الحصار الأمني المفروض على القطاع. وفي الإطار ذاته, بعثت سفيرة إسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف رسالتين إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الليبي علي التريكي، تحث فيها المجتمع الدولي على التأكد من أن السفينة لن تبحر نحو غزة. ويذكر أن رحلة سفينة الأمل تأتي بعد نحو ستة أسابيع من اعتراض القوات الإسرائيلية سفن "أسطول الحرية" وهي في المياه الدولية وفي منطقة بعيدة عن المياه الإقليمية الإسرائيلية أو الفلسطينية، ونتج عن ذلك مقتل تسعة ناشطين وإصابة العشرات واقتياد السفن إلى ميناء أسدود. كما أنها تشكل حلقة جديدة ضمن سلسلة سفن حاولت كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ نحو ثلاث سنوات مثل سفن "الكرامة" و"روح الإنسانية".