احتضنت باريس، يوم الجمعة الماضي، جمعا عاما تأسيسيا للمرصد الفرنسي-المغربي للهجرة، الذي يهدف إلى توحيد أكبر عدد ممكن من الكفاءات والجمعيات الخاصة بالجالية المغربية بفرنسا. وأوضح المشرفون على المبادرة، أن هذه الهيئة الجديدة تعتبر أول فرع بالخارج للمرصد المغربي الدولي للهجرة، الذي تأسس في نوفمبر 2011 بالرباط، والذي يطمح إلى "أن ينسج شبكة عريضة من الجمعيات المدنية بالخارج"، من خلال تشكيل فروع خلال الشهور المقبلة، بكل من إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وهولندا. وجرى الجمع التأسيسي بحضور، على الخصوص، ثلاثة مؤسسين للهيئة الأم، وهم سعيد إيدا حسن، صحافي مقيم في إسبانيا، ومنشط "هيئة مغاربة الخارج لتعديل الدستور" سابقا، ويحيى بنسعيد، نائب عمدة أرمونيير شمال فرنسا، وحسن بومجديد، مسير جمعية الأطر ورجال الأعمال المغاربة في العربية السعودية. ويتولى المرصد، الذي يتكون مكتبه التنفيذي من تسعة أطر عليا، ورجال أعمال، وفاعلين جمعويين، مغاربة مقيمين في فرنسا، الدفاع عن حقوق ومصالح المغتربين المغاربة في فرنسا لدى السلطات العمومية، وخلق شبكة للدعم والإرشاد القانوني والقضائي لفائدتهم. وعهدت مهمة التنسيق بالمرصد إلى الأستاذة بهية الكص، مسؤولة عن جمعية للتكوين والاستشارة. وتهدف هذه الهيئة الجديدة، حسب ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى إنشاء مصلحة لرصد وإدانة كل الانتهاكات والخروقات العنصرية والتمييز أو التهميش ضد المهاجرين، وتسهيل اندماج المهاجرين المغاربة في بلدان الإقامة، مع تقوية تمسكهم بهويتهم وبلدهم الأصلي، إضافة إلى تعزيز المواطنة الكاملة للمهاجرين المغاربة، والدفاع عن حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي كفلها الدستور الجديد، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتطوير علاقات التعاون مع الجمعيات المحلية الأخرى العاملة في مجال الهجرة . كما يطمح المرصد إلى إطلاق مشاريع للدراسات الأكاديمية والسوسيو- ثقافية، بالتعاون مع مؤسسات مغربية وفرنسية والإقليمية لتحقيق أهداف المرصد وتأطير وتقوية أواصر علاقة المهاجرين بوطنهم الأم من أجل الدفاع عن قضايا المغرب أمام الجمعيات والأحزاب والمؤسسات بفرنسا. وخلال المناقشات التي سبقت تأسيس المرصد،استعرض العديد من المتدخلين مختلف التجارب التي أجهضت معربين عن أسفهم للانقسام الذي يعرفه المجتمع المدني المنحدر من الجالية المغربية،وعن أملهم في أن تتمكن الهيئة الجديدة من أن تشكل فاعلا قويا قادرا على إسماع صوت الجالية المغربية المقيمة بالخارج.