شرع عدد من المغاربة المقيمين في البلدان الأوروبية، وعدد من المهاجرين السابقين الذين استقروا بالمغرب، في التحضير لإنشاء حزب سياسي جديد يحمل على عاتقه قضية الهجرة ومشاكل المهاجرين، بهدف توفير منبر سياسي لهم، بعد تردد مجلس الجالية المغربية لمغاربة الخارج والأحزاب المغربية في الحسم في موضوع مشاركة المهاجرين في الحياة السياسية، مما أثار غضب أوساط كثيرة من المهاجرين. وعلمت «المساء» أن اتصالات مكثفة تجري حاليا بين أصحاب المبادرة لإنشاء الحزب الجديد، وعدد من الجمعيات والهيئات المغربية التي تهتم بالمهاجرين في إسبانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا وبلجيكا وغيرها، من أجل تنسيق الجهود فيما بينها، كما يستعد هؤلاء لعقد ندوة صحافية بعد أسبوعين، للإعلان عن المبادرة والتهييئ لعقد المؤتمر التأسيسي في الرباط. واختار هؤلاء اسم«حزب المستقبل» للتنظيم الجديد، فيما يتداول المؤسسون حول اختيار رمز الحزب الذي سيكون هو اللقلاق، رمز الهجرة والترحال، أو الخلالة التي تعقد بها نساء الجنوب الحايك، كرمز للالتقاء والتواصل. وتشير أرضية الحزب الجديد، التي حصلت عليها «المساء»، إلى أن المهاجرين المغاربة في العالم «واعون بضرورة توحيد الجهود وتنسيق عمل مختلف مكونات الهجرة المغربية، يعلنون عن إنشاء حزب المستقبل بعد عدة لقاءات عقدوها في المغرب وفي الخارج، كإطار يجمع القوى الديمقراطية للمهاجرين المغاربة في العالم». وتشير الأرضية كذلك إلى أن الحزب لن يكون بديلا للنسيج الجمعوي العامل في ميدان الهجرة، وسيكون إطارا للحوار بين مختلف مكونات المهاجرين المغاربة. كما ينص مشروع القانون الأساسي للحزب الجديد على أن هذا الأخير هو«تنظيم سياسي ووطني ديمقراطي تقدمي يستمد مبادئه من الهوية الحضارية والتاريخية المبنية على الإسلام كدين ومكون حضاري وثقافي للأمة المغربية، وعلى الملكية الدستورية كرمز للسيادة الوطنية وضمان وحدة الأمة المغربية». ويقف وراء المبادرة كل من ميمون حبين ومصطفى الوزاني، وهما من قدماء المهاجرين المغاربة في فرنسا، حيث سبق للأول، وهو طبيب نفساني، أن كان ممثلا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تولوز بجنوب فرنسا، وترشح للبرلمان الفرنسي باسم الاتحاد الاشتراكي في الثمانينات، قبل أن يغادره فيما بعد مع مجموعة من المهاجرين الغاضبين، بينما كان الوزاني مستشارا في المكتب الوطني للهجرة بفرنسا وكان أول مغربي في ديوان وزيرة الهجرة الفرنسية جورجينا ديفوا، وترشح باسم حزب الاستقلال في مدينة تولوز، وكان من مؤسسي تلفزة المهاجرين، كما ترأس جمعية «التضامن» في باريس التي أنشأها الاتحاد الاشتراكي إلى جانب عبد الرحمان اليوسفي. وقال ميمون حبين في اتصال مع«المساء»، إن الهدف من الحزب الجديد هو «جمع شمل الجالية التي تشتتت بعد إنشاء مجلس الجالية المغربية بالخارج، لأن البعض يشرق والبعض يغرب»، مضيفا بأن«هناك تفرقة خطيرة وسط المهاجرين لأن المظاهرات أصبحت تنظم أمام القنصليات». وأوضح حبين أنه عقد عدة لقاءات مع جميع الأحزاب السياسية بالمغرب لتوضيح مواقفها من الانتخابات ومشاركة المهاجرين، وأنه طالب بكوطا للمهاجرين مثل النساء أو لائحة وطنية أو نسبة مائوية لإدماجهم في المشاركة السياسية. وقال حبين إن الحزب الجديد سيطالب بحق المهاجرين المغاربة في المشاركة السياسية «لأن المهاجرين يشاركون في الاقتصاد وهذه مشاركة سياسية»، وحول تركيز حزب المستقبل على المهاجرين دون غيرهم قال حبين إن الحزب مفتوح في وجه الجميع«المهاجرين والأنصار». من ناحيته قال مصطفى الوزاني إن حزب المستقبل هو حزب وطني عادي «لكن بميزة أخرى وهي خدمة أوضاع المهاجرين وقضية الهجرة التي نعرفها عن كثب وإبراز الجوانب الهامة في الهجرة»، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من مؤسسيه سبق لهم العمل في إطار أحزاب سياسية مثل الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، لكنهم غادروها بعدما لاحظوا «أن الكثيرين صنعوا مواقعهم على حساب المهاجرين».