اشتعل المشهد السياسي بجهة كلميم وادنون بعد مطالبة فريق المعارضة بزعامة الإتحادي الإشتراكي عبد الوهاب بلفقيه بانعقاد دورة استثنائية يضم جدول أعمالها نقطة فريدة تناقش انتخاب رئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة ونائبه. ويأتي طلب فريق المعارضة الموقع من لدن واحد وعشرين عضوا، جراء شغور المنصب ووفاة رئيس اللجنة التجمعي لحسن أكجكال بالديار الفرنسية، بتاريخ التاسع عشر من شتنبر الماضي، وفقدان نائبه لمنصبه بانتهاء انتداب الرئيس. ومباشرة بعد الطلب من لدن المعارضة، انتقلت حالة السجال السياسي العلامة البارزة لمجلس جهة كلميم وادنون، بين عبد الوهاب بلفقيه والرئيس التجمعي عبد الرحيم بوعيدة، من مقر الجهة لشبكات التواصل الإجتماعي، حين رد الرئيس على طلب المعارضة بتدوينة فيسبوكية وجهها لقطب المعارضة تحت عنوان "النقطة الفريدة في الجهة الفريدة" وتحدث فيها عن انشغال ما وصفه ب"خيال" المعارضة بملأ الفراغ، والسعي للمناصب على حساب "آهات" المواطنين ومعاناتهم"، مضيفا في تدوينته أن سعيها أماط اللثام عن نواياها الحقيقة، متهما المعارضة في ذات السياق بالحكم بالإعدام على مستقبل الجهة، والعجز عن رؤية واقعها وتخطي عقدة "الأنا" والعجز عن تدبير الإختلاف بالعقل والمنطق وفق رؤية تتجاوز الذات والمصالح الضيقة لتنفتح على واقع التنمية بنظرة شمولية على حد تعبيره. وأبرز بوعيدة في التدوينة، أن النقطة الفريدة التي طالبت بها المعارضة، تؤكد له حاجة الجهة لسنوات ضوئية لفهم أبعاد كل ما وقع، مسترسلا أنه اكتشف أن رئاسة لجنة تعتبر ممرا للوكالة و الصفقات، موردا أن الأولى لو صاحب الطلب في النقطة الفريدة بناء غرفة إنعاش وتجهيزها أو التسريع بوتيرة المشاريع المتوقفة، آنذاك سيكون الإحراج مضاعفا ، لكن عندما تصم الاذان ويصبح هم السياسيين هو المناصب والمتاجرة والمزايدة ، فذلك أمر آخر له ما بعده، يضيف عبد الرحيم بوعيدة. وأشار الرئيس أن الجهة ومنذ مارس الماضي فريدة وحدها من دون الجهات لم يتوقف فيها مسلسل الإنتقالات، واصفا المشهد السباسي بمباراة الريال و البارصا، متهما المعارضة بالعرقلة أو البحث عن إنتقالات جديدة يدعم بها موقعه في آخر دورة في 2018 لإزاحته من الرئاسة، مختتما التدوينة بالتأكيد على عدم قدرة المعارضة على التحكم في مفاصل الرئيس ومن معه من الشرفاء الذين أضافو لنقطتكم الفريدة أكثر من 18 نقطة حتى لا تظهر عارية من الشرف، يبرز الرئيس التجمعي. من جهته لم ينتظر زعيم المعارضة الإتحادي عبد الوهاب بلفقيه كثيرا ليتجاوب مع عبد الرحيم بوعيدة، بتدوينة أخرى معنونا إياها ب"وأسفاه على رئيس تائه"، حيث دعا الرئيس لتأسيس رده على طلب المعارضة مقتضيات قانونية، لا أن يقوم بما أسماه بتوجبه الاتهامات والافتراءات يمينا وشمالا ،في محاولة يائسة لتبرير فشله الذريع في تدبير شؤون هذه الجهة ، وترجمة انتظارات وتطلعات الساكنة إلى واقع تنموي ملموس على حد تعبيره. واستطرد الإتحادي بلفقيه بمسائلة الرئيس عن الفراغ في هياكل المجلس، واستقامة عمل المجلس ولجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة، في غياب رئيسها وانتهاء مهام نائبه بمجرد انتهاء انتداب رئيسها، مذكرا إياه بكون رئيس اللجنة مجرد عضو في لجنة الصفقات التي يترأسها. ووجه بلفقيه سهام نقده للرئيس متهما إياه بالخشية من فضح ممارساته وكشف المستور، وسعيه لعرقلة عمل لجنة الميزانية من خلال عدم المبادرة لملأ الفراغ الحاصل وعدم استكمال تركيبة اللجنتين الدائمتين المتبقيتين، وعدم عقد دورة ايتثنائية للمحلس كانت المعارضة قد دعت إليها ويضم جدول أعمالها ثماني نقاط، موضحا أن إدراج 18 نقطة بجدول أعمال الدورة يستوجب عرضها على اللجن الدائمة المختصة وعدم مصادرة حقها ، تحت طائلة التبعات القانونية المترتبة عن ذلك، يشير الإتحادي المعارض. وتحدث بلفقيه ضمن تدوينته عن انفراد "إل بوعيدة" برئاسة الجهة دون تحقيق أي أثر تنموي، مذكرا أن فريق المعارضة بمجلس الجهة، يضم نساء ورجالا مشهود لهم بالمصداقية والتفاني في العمل، سواء بصفتهم التمثيلية، كرؤساء للجماعات الترابية،أو منتخبين أو برلمانيين أو فاعلين جمعويين أو أصحاب مهن حرة، وقدموا أعمالا جليلة لمناطقهم، متهما الرئيس بمحاولة تهديد الدولة وابتزازها وتمرير خطابه الانفصالي وزرع التفرقة والعنصرية، حاثا بوعيدة على التخلي عن ما وصفه بخطاب المظلومية والكذب على الناس، متسائلا عن الهكتارات التي صرح بوضعها رهن إشارة المجلس. ووصف عبد الوهاب مقاربة تدبير الجهة بالضعف، ومخططاته ب"الفاشلة"، مختتما تدوينته بطلب توضيح حول القصد من جملة واردة في تدوينة الرئيس جاء فيها (يخيفنا مستقبل جهة ووطن يقوده أغبياء نحو المجهول ).