مواجهة ساخنة بين رجلين من العيار الثقيل، ويتعلق الأمر بإدريس جطو، الوزير الأول السابق والرئيس الحالي للمجلس الأعلى للحسابات، وصاحب "كتاب خواطر الصباح"، عبد الله العروي. فبعد وصفه من قبل العروي ب "صاحب التحليلات السياسية التافهة"، وأن حكومته عرفت تراجعا عن حكومة التناوب فما سمي الخروج عن المنهجية الديمقراطية، خرج جطو ليرد قائلا "اليوسفي ساعدنا في تكوينها (الحكومة)، وأيدنا في جميع القرارات التي كنا نتخذها، وهو ما كان بمثابة تشجيع على تحمل المسؤولية، ولا أعتقد أنه كانت هناك قطيعة بين حكومتي وحكومة التناوب. لقد اشتغل قياديون اتحاديون كبار إلى جانبي مثل اليازغي وفتح الله ولعلو والحبيب الملكي والأشعر.. أتفهم أن عددا من المفكرين والسياسيين اعتبروا تعييني (خروجا عن المنهجية الديمقراطية). لست بليدا أو غير متابع لأقول إنني لا أفهم ذلك، لكن إذا ظهر لهم أن ذلك شكل قطيعة أو تراجعا، فلهم ذلك. طبعا قبلت بالمسؤولية ففي ظل الشروط التي توفرت لي، والتي سبق لي أن شرحتها".
وأضاف "من يحكم على التجربة ليس هو من قادها، بل ماذا حققت من نتائج؟ وهو أمر موكول للشعب، الذي عليه أن يبحث كيف دخلنا وماذا تركنا بعد خروجنا. أنتم، أيضا، عليكم أن تبحثوا في ذلك وتنبشوا في تلك المرحلة، أما أنا فضميري مرتاح، وإذا كنت قد أخطأت، فأطلب من المغاربة أن يسامحوني".