لم يكن من السهل إخراج محمد اليازغي عن صمته، وجعله يتحدث من محطة وصفها هو نفسه ب الكبوة• الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، تحدث ل الأيام عن نتائج الاتحاد الاشتراكي، وعن التحالف السياسي ضمن الكتلة وأحزاب الأغلبية، الذي يقول اليازغي إنه لا يحتاج للانفتاح على أحزاب أخرى مثل العدالة والتنمية••• وقال إن المغاربة تعاملوا مع الاتحاد بنوع من القسوة، لأن الحزب كانت له لغة واحدة - عكس آخرين - في الدفاع عن حصيلة حكومة جطو• انتهت الانتخابات التشريعية من شهر شتنبر، وكان حزبكم من أكبر الخاسرين، فهل كنتم تنتظرون هذه النتائج؟ صحيح أننا لم نكن ننتظر هذه النتائج، خصوصا وأننا استعددنا بما يكفي وبكل ما يجب لهذه الانتخابات، فقد عقدنا مؤتمرنا الوطني السابع في وقت مبكر، وخرجنا بخلاصات وبرنامج شامل ومهم، كما قطعنا أشواطا في وضع البرنامج الانتخابي وفي تحديد لوائح المرشحين، لكنني أعتقد أن هناك قراءات متعددة لهذه الانتخابات وليست لها قراءة واحدة• وما هي القراءة التي تتفقون عليها؟ أعتقد أن ما حدث يعد كبوة للاتحاد الاشتراكي، لكنه كبوة ضمن مسلسل شاق من النضال من أجل الديمقراطية ودولة المؤسسات، وهذا ما حدث لنا في سنة 1977 عندما حجمت وزارة الداخلية من عددنا وأسقطت كاتبنا الأول بالتزوير، وهذا ما اعتبرناه كبوة انذاك• لكنه في سنة 1977 كانت الانتخابات مزورة وبالتالي كان يحق لكم أن تسموا ما جرى لكم كبوة• (مقاطعا) وما تقولونه صحيح• وبالتالي ما هي أسباب كبوة 2007؟ هناك عدة أسباب، وعلى رأسها حجم المشاركة، بحيث أن 37 في المئة تسائل الجميع، ويمكن أن نقول إنه لأول مرة لم يستجب الشعب المغربي لنداء الملك، والذي نادى بالمشاركة الواسعة، وبالتالي فإننا نعتبر أن جزءا من الناخبين الذي يصوتون عادة على الاتحاد الاشتراكي لم يصوتوا هذه المرة، على الرغم من أن الانتخابات مرت في ظروف جيدة، وخصوصا من ناحية الأرضية القانونية ومن الناحية، إضافة إلى حضور مراقبين أجانب لتتبع أطوار العملية الانتخابية، لكن الشيء الخطير الذي حدث في هذه الانتخابات، هم المفسدون، فإذا الجميع يشهد أن الحكومة لم تتدخل في أطوار العملية الانتخابية للتأثير على نتائج اقتراع 7 شتنبر، فإنه لابد من القول أن المفسدين كان لهم دور في هذه النتائج، وبالتالي فإننا كنا ضحية في الدوائر التي استعمل فيها المال، وهذه الحقيقة لا يجب أن نتجاوزها، كما لا يجب أن تنسوا أننا الحزب الوحيد الذي دافع عن الحصيلة الحكومية بكل شجاعة وبدون أي تمييز بين هذه الوزارة أو تلك، بين هذه الوزارة التي نتحمل مسؤوليتها أو الوزارة التي يتحمل مسؤوليتها حزب آخر، وقد يكون هذا سبب آخر في النتيجة التي حصلنا عليها• "" وقد يكون هذا من بين الأسباب الكبرى لتفسير النتيجة التي حصلتم عليها، بحيث أن هناك من يعتقد أن دفاعكم المفرط عن حصيلة الحكومة كان سببا في معاقبتكم من طرف الناخبين؟ وهذه قراءة أخرى نقوم بدراستها، وإن كان الاتحاد معروفا بأنه ليست له لغتان داخل الحكومة، ومعروف أيضا بأنه كان عنصرا رئيسيا في تماسك الأغلبية الحكومية منذ أن وضح البرنامج الحكومي إلى حدود هذه الانتخابات••• (نقاطع)• وهل هذا يعني أن هناك جهة داخل الحكومة لها لغتان في التعامل مع حصيلة حكومة إدريس جطو؟ المهم أن الاتحاد الاشتراكي دافع عن الحصيلة الحكومية بكل صدق وشجاعة• وهل تعتقدون أن الخريطة البرلمانية الحالية يحكمها منطق سليم؟ أعتقد أن الخريطة البرلمانية عادية، وكيفما كانت الأحوال فهذا ما اعطته صناديق الاقتراع، لكنه من المحقق أن البرلمان المنبثق عن صناديق الاقتراع برلمان ضعيف، ولابد أن نفكر جميعا في نتائج هذه الجزئية والتي لها أهميتها البالغة• النكبة التي وقعت للاتحاد الاشتراكي•••• (مقاطعا) أنا لم أسمي ما حدث للاتحاد الاشتراكي بالنكبة، لقد قلت إن ما حدث لنا كبوة وليس نكبة• ألا تعتقدون أن الشرط الذاتي للحزب كان من بين الأسباب التي جعلتكم تحصلون على هذه النتائج، وأقصد بالضبط ما حدث من خلافات في تحديد وكلاء اللوائح في العديد من الدوائر؟ أنا غير متفق معكم في هذه النقطة، وإن كنت متفقا أن من حق الاتحاديين أن يتداولوا في هذه القضية، لأنني أعتقد أن المشكل يكمن، وكما قلت قبل قليل، في ضعف نسبة المشاركة وفي استعمال المال• لكنكم تراجعتم بخصوص النتائج المحصل عليها في اللائحة الوطنية؟ لا، لم نتراجع، بحيث إننا احتفظنا بنفس النتيجة، فقد حصلنا في الانتخابات التشريعية السابقة على 5 مقاعد في اللائحة الوطنية، وفي هذه السنة حصلنا أيضا على 5 مقاعد• اعتبرتم أن من بين أسباب النتيجة التي حصلتم عليها ، أن الكتلة الناخبة التي تصوت على الاتحاد الاشتراكي لم تصوت يوم الجمعة الماضي، فما هو السبب في نظركم؟ إنه من بين الأسئلة التي مازلنا نتدارسها ونحاول الإجابة عنها، لأن هناك العديد من الأسئلة التي تتطلب منا وقتا طويلا للإجابة عنها، وقد كلفنا داخل الحزب من سيدرس نتائج العملية الانتخابية من كل جوانبها، ومن المحقق أننا سنقف على كل الأسئلة الكبرى، لكن ما حدث من الناحية السياسية، مقلق• لكن هل لديكم تفسيرٌ خاص لما حدث للاتحاد الاشتراكي في انتظار الإلمام بكل ما حدث في الانتخابات التشريعية؟ أعتقد أن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي تعرض لحملة حاقدة ومسمومة وكاذبة، والاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي ووجه من طرف العديد من الجهات وحتى من مستعملي المال••• (نقاطع) ومن هي هذه الأطراف؟ أعتقد أنني لست في حاجة للكشف عنها لأنها معروفة، وهي الأطراف التي عاشت على اقتصاد الريع والأطراف غير المطمئنة للخط السياسي للاتحاد الاشتراكي، والأطراف التي يسيئها التغيير الديمقراطي في المغرب، ولا تنسوا أنه على الرغم من أن المغرب حاول أن يطوي صفحة سنوات الرصاص، فإن أطرافا تنتمي إلى ذلك العهد مازالت تحقد على الاتحاد الاشتراكي• هل تعتقدون أن الإدارة لم تستطع أن تواجه مستعملي المال؟ أنا مقتنع بهذا الأمر، خصوصا في الأقاليم التي يمكن باستطاعة موظفي الإدارة المتواجدين في أماكن بعيدة عن الأماكن التي شهدت استعمال المال، لكن هذا الأمر يمكن تداركه من خلال الطعون، فلا تنسوا أن المجلس الأعلى قد ألغى 12 نتيجة في انتخابات السنة الماضية، ومنهم من منعوا من الترشح مرة أخرى• وما الذي يمكن أن نفهمه من بقاء الكتلة في صدارة الأقطاب السياسية على الرغم من تراجعكم الى مراتب متأخرة بالمقارنة مع الانتخابات التشريعية الماضية؟ هذا يعني أن أحزاب الكتلة مازال لها وزنها وهذه هي الحقيقة• لكنها الحقيقة التي قد تترتب عنها تحالفات أخرى؟ التحالفات درسناها في إطار الكتلة قبل الانتخابات التشريعية، وقد أصدر قادة الأحزاب السياسية للكتلة تصريحا في الموضوع، وقلنا إننا سنتخذ كل مواقفنا بخصوص موضوع التحالفات في وقتها المناسب وباتفاق الجميع• ألا تخشون أن يتكرر سيناريو 2002 عندما تحالف حزب الاستقلال مع العدالة والتنمية خصوصا أنه يحتل اليوم الرتبة الأولى في سلم الخريطة البرلمانية؟ لا، لا أعتقد أن هذا السيناريو قد يتكرر مرة أخرى، بل بالعكس، وها أنتم تلاحظون اليوم أن الأجواء عادية، وأن كل أحزاب الكتلة الديمقراطية تنتظر تعيين الوزير الأول، وعندما سيعين الوزير الأول، فمن المحقق أنن سنجتمع وسنتدارس المتسجدات وسنتخذ القرارات اللازمة• وهل هذا يعني أنكم على استعداد للعودة لصفوف المعارضة؟ إنها قضية أخرى، ولا يمكن أن نتخذ فيها أي موقف إلا عندما نتعرف على الوزير الأول المعين، ونطلع على أولويات برنامجه، وأنذاك يمكن الحسم في هذه القضية • هذا يعني أن المشاركة في الحكومة والعودة الى صفوف المعارضة سيناريوهان قائمان؟ كل شيء قائم، ولا يمكننا أن نقرر في هذا الاتجاه أو ذاك إلا عندما يعين الملك الوزير الأول• ولكن أين تجدون مصلحتكم كاتحاد اشتراكي في أفق المستقبل؟ لقد كنا في المعارضة لعدة سنوات وكانت مصلحتنا هناك• وقد أعطينا للمغرب نموذج المعارضة الديمقراطية البناءة، أعطينا مصداقية للمؤسسات المنتخبة، كما كنا في الحكومة حينما تحمل كاتبنا الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي مسؤولية الوزارة الأولى• وقد أخرجنا البلاد من غرفة الإنعاش، بعد أن كان قد صرح المغفور له الحسن الثاني بأن البلاد مهددة بالسكتة القلبية، ومن المحقق كما قلت في البداية، أن هذه المرحلة تفرض علينا التأمل لجعل المرحلة المقبلة تسير في اتجاه ترسيخ الديمقراطية وتجنب أن تقع انتكاسة في البلاد• فما حدث في نسبة المشاركة في استحقاقات السابع من شتنبر من أرقام يسائل الجميع بما في ذلك الدولة• والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، لأنه لا يمكن أن تبني مؤسسات صحيحة وذات مصداقية وقوية الا بمشاركة واسعة• الآن، الغاضبون في الاتحاد او الذين اقتنعوا بما تحقق من نتائج ينتظرون ما الذي ستقوم به اجهزة الحزب، هل تفكرون في عقد مؤتمر استثنائي يعيد ترتيب الاوراق، ام ان الاتحاد سيسير في تدبير الازمة بنفس الاجهزة التي فشلت في امتحان الانتخابات؟ كل نقاش ونقد ذاتي يسود اليوم بين اسرة الاتحاد الاشتراكي نعتبره ايجابيا وضروريا• نحن نسعى في قيادة الحزب لأن يناقش الاتحاديون هذه النتائج واسبابها حتى نستطيع أن نجد الاجوبة الحقيقية السياسية او التنظيمية• نريد أن نعرف كيف سيسير المغرب الى المستقبل• فنحن اصحاب الاصلاح والتغيير والدمقرطة وبناء المؤسسات، لذلك نعتبر ما يقع من نقاش مسألة ضرورية• ثم إن حزبا حيا مثل الاتحاد لابد ان يناقش وان ينظر ليرى ماهي ايجابيات العمل وسلبياته، وينظر لفعالية تنظيماته واطره• وكيف يشتغل شبابه وقطاعه النسائي• نريد ان نعرف هذه القضايا لكن دون ان يحتاج الامر الى جمع مؤتمر استثنائي• فمؤتمرنا سيجتمع في السنة المقبلة• وفي وقته العادي، لكن لابد ان ننتظر ما الذي ستقرره مؤسساتنا التقريرية• هناك من يتحدث عن ان النتائج التي حصدها الاتحاد الاشتراكي مرتبطة في شق كبير منها بالحالة التنظيمية للحزب وبالانشقاقات التي تعرض لها والتي اضعفت حضوره الجماهيري، زد على ذلك ان عملية الانفتاح لم تكن عقلانية وأدت الى اضعاف صورة الحزب لدى الجماهير• كيف يشرح اليازغي هذه المؤاخذات؟ أعتقد ان مسألة الانشقاقات التي حملها سؤالك تمت بخلاف سياسي قديم كان يتعلق بالمشاركة الانتخابية• واليوم نجد ان اخوتنا الذين اختلفنا معهم شاركوا اليوم في هذه الانتخابات ولا أحتاج الى أن اعلق على النتائج التي حصلوا عليها• كذلك ان الاخوة الذين قاطعوا مؤتمرنا السادس بسبب مصادقة الاتحاد على دستور 1996 وقبول المشاركة في حكومة التناوب التوافقي، دخلوا اليوم المعركة وقبلوا اللعبة، لذلك لا أعتقد ان الجماهير الشعبية عاقبتنا لهذا السبب• والتفسير البسيط للعملية هو ان النتائج التي حققها هؤلاء لم تكن مرضية على كل حال• لكن بالتأكيد ان دخول العائلة الاشتراكية الى امتحان الانتخابات متفرقة حرمت الاتحاد من عدد من الاصوات التي لم يستفد منها احد• لقد خسرنا في عدد كبير من الدوائر بسبب تشتت هذه الاصوات بين هذه العائلة الكبيرة• كيف تقيمون عملية الانفتاح؟ كانت ايجابية• وقد شارك عدد كبير من الاطر التي التحقت بالحزب في رسم معالم البرنامج الانتخابي الذي دخلنا به معركة السابع من شتنبر• علاقة بالاسرة الاشتراكية الكبيرة التي شوشت على الاتحاد وشتتت اصواته كما تقولون، الا يفكر الاتحاد في اتخاذ خطوة لجمع الشتات في اطار الحزب الاشتراكي الكبير؟ لقد وجهنا فيما سبق نداء نقول فيه انه لابد ان نتقدم نحو العمل الوحدوي اما في حزب واحد، ونحن مستعدون لذلك، او في معركة واحدة• لكن لم يستجب لنا احد• صحيح ان الحزب الاشتراكي الديمقراطي كانت لقيادته الشجاعة ليحل نفسه ويلتحق بالاتحاد الاشتراكي الا ان الفصائل الاخرى لم تبد اية رغبة• الآن نظرتنا للمستقبل تفرض ان نسير في هذا الاتجاه• ولعل اول خطوة تعاون يمكن ان ندخلها الآن على مستوى النواب المنتخبين• لكن الاتحاد هو الذي يفترض فيه ان يتخذ المبادرة ويفتح ذراعيه لجمع شتات هذه الاسرة؟ بالفعل• وقد قمنا بالمبادرة رغم عدد كبير من الحواجز الذاتية• لا تنسوا اننا دعونا اثناء مناقشة القانون الانتخابي الى مائدة مستديرة نظمها الفريق الاتحادي في مجلس النواب ووجهنا الدعوة فيها لاخوتنا في اليسار• لكنهم رفضوا وقالوا انهم يفضلون ان يحاوروا الحكومة لا الاتحاد الاشتراكي• لنأت الى دخولكم معركة السابع من شتنبر• لقد دافعتم كما تقول عن انجازات الحكومة بوجه واحد• لكنكم فرطتم في الورقة القوية التي ظللتم تتميزون بها وهي ورقة الإصلاحات الدستورية والسياسية ألم تخسروا المعركة في جزء منها بسبب هذا التفريط في ملف الإصلاحات؟ لا، لم نفرط فيها• فبرنامجنا يتوفر على مجموعة من المطالب السياسية والدستورية• لقد سبق ان صغنا رفقة اخوتنا في الكتلة الديمقراطية مذكرة في الموضوع• لكن حينما دخل المغرب في مشروع الحكم الذاتي لاقاليمنا الصحراوية ودخلت بلادنا في مفاوضات مباشرة مع البوليساريو، اعتبرنا ان من بين مطالبنا ما حمله المشروع وخصوصا ما يتعلق بالجهوية وضرورة توسيعها• لذلك اجلنا هذا الملف دون ان نتخلص منه• وتذكرون ان الاتحاد الاشتراكي كان رفقة حزب الاستقلال والكتلة هو الذي قاد ملف الاصلاح الدستوري• في كلمتكم الافتتاحية لآخر مؤتمر اكدتم على هذا الملف• لكن مع اقتراب الاستحقاقات بدأ الحديث عن هذا الملف يتراجع الى الوراء؟ أبدا لم نتراجع• نتحدث عن هذا الملف في برنامجنا الانتخابي• لقد وضعنا موضوع الوزير الاول، ودور الغرفة الثانية وبقية المؤسسات الكبرى• لكننا اجلنا الطرح الرسمي بسبب المفاوضات التي دخلها المغرب بشأن قضية الصحراء. منذ 1996 تاريخ التصويت بالايجاب على الدستور مرورا بحكومة التناوب وبعدها حكومة ادريس جطو وهذه السلسلة من الاصلاحات التي تتحدثون عنها، والتي دافع عنها الاتحاد الاشتراكي بقوة اكثر من غيره، الا ترى ان المواطن العادي لم يلمس التغييرات التي راهن عليها مع الاتحاد لذلك عاقبه اليوم؟ النقاش متواصل• ونحن مع اصلاحات سياسية ودستورية لكي لا يقع اختناق على اختيارنا الديمقراطي، وملك البلاد تحدث عن الملكية الدستورية الديمقراطية التي وصفها بانها غير تنفيذية ولا تشريعية ولا قضائية• وهذا ما يؤكد ان الملف الدستوري مطروح بحدة• نحن نعتبر ان هذه المرحلة الجديدة، ولكي تكون ايجابية، لابد من مناقشة هذا الشق السياسي لكي لا نصل الى الاختناق• المسألة بالنسبة لنا مركزية رفقة اخوتنا في الكتلة• اما خارجها ففقهاء القانون يؤلفون عددا كبيرا من الكتب حول الموضوع ولا قيمة لها• كما ان بعض التنظيمات تحدثت كثيرا عن الموضوع دون ان يكون لذلك اثر• العبرة في الخلفية السياسية لطرح الموضوع• هذا دون ان ننسى أننا نعتبر انه لا اصلاح بدون توافق مع جلالة الملك• هذا هو خطنا في الاتحاد الاشتراكي ومعنا اخوتنا في الكتلة• لذلك، اعتبرنا حينها، انه في تلك اللحظة بالذات، رجعت المؤسسة الملكية الى التوافق ذلك التوافق الذي كانت نتيجته هي حكومة التناوب التوافقي، لذلك اقول انه اذا لم يسلط الضوء على موقف المؤسسة الملكية، فإنه سيكون من المستحيل توضيح الأشياء ووضعها في سياقها الطبيعي• بطبيعة الحال، انتقلنا الآن إلى مرحلة الاصلاح والتغيير، هذه المرحلة التي نعيشها الآن والتي نسير فيها، ما نريده الآن هو ألا تتوقف هذه المرحلة••• ولكن ألا تعتبرون أن لحظة تعيين تكنوقراطي على رأس الحكومة أو ما اسميتموه الاتحاد الاشتراكي بالخروج عن المنهجية الديمقراطية، كان في أصله عرقلة أو ايقافا لهذه المرحلة؟ لقد ناقشنا الامر في حينه، وقد كنا أمام خيارين: المشاركة أو عدم المشاركة في الحكومة• وقد قررنا في النهاية ان نتوجه نحو الخيار الاول، أي نحو المشاركة• أولا، عليكم ألا تنسوا أننا كنا الحزب الوحيد الذي وصف الأمر حينها بالخروج عن المنهجية الديمقراطية في حين لم يطرح أحد غيرنا هذا الامر ولم يصدر هذا الموقف• بطبيعة الحال، تطورت الامور فيما بعد، وأصبح اخرون أيضا يقولون بالخروج عن المنهجية الديمقراطية• قلت، إننا قررنا المشاركة أنذاك تقديرا منا لواجبنا في عدم التخلي عما بدأناه، ورغبة في أن تواصل الحكومة الجديدة ما بدأناه وأن تسير في اتجاه الاصلاح والتغيير• لذلك، ناقشنا بجدية البرنامج الذي قدمه السيد ادريس جطو، وكان هذا هو شرطنا الأساسي للمشاركة، اضافة إلى وزننا داخل الحكومة• الان،هناك وضع آخر••• (•••) (نقاطعه) الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي تحدث عن الخروج عن المنهجية الديمقراطية سنة 2002 هناك سؤال قد يبدو الآن سابقا لأوانه••• ماذا سيكون موقفكم لو تم تعيين وزير أول تكنوقراطي الآن؟ هذا سؤال سابق لأوانه كما قلت• نحن لا يمكن أن نتخذ أي موقف الآن إلا بعد أن يعين الملك الوزير الاول• عندما يتم تعيين الوزير الأول وحين سيتصل بنا، آنذاك نتخذ قرارنا• إذا طرحنا سؤالا في نفس الاتجاه، إذا سألناكم مباشرة هل سيكون الاتحاد الاشتراكي عضوا في حكومة يكون احد مكوناتها هو حزب العدالة والتنمية، ماذا سيكون جوابكم؟ هذه مسألة ربما نحن الوحيدون الذين كان موقفنا واضحا إزاءها منذ البداية• نحن نقول، إذا كان الشعب المغربي قد أعطى ثقته للكتلة الديمقراطية ولأحزاب الأغلبية الحكومية، فإننا لا نرى أي داع لفتح نقاش التحالفات• عندما يلجأ أي مكون لعقد تحالفات، فهذا يعني أنه محتاج إلى قاعدة برلمانية أوسع، أما والكتلة وأحزاب الاغلبية تتمتع أصلا بأغلبية برلمانية فإنه من الناحية النظرية على الاقل ليس هناك أي داع للخوض في أمر التحالفات مع مكونات من خارج الأغلبية• لذلك، اعتقد أنه لا يمكن ان يطرح علينا مثل هذا النقاش الآن• اضافة إلى ذلك، يبدو واضحا أن حزب العدالة والتنمية قد أظهر محدوديته عند محطة 7 شتنبر الاخيرة، فهذا الحزب كان له 38 منتخبا في البرلمان السابق، وهو حينها لم يترشح في كل الدوائر ولم يحصل إلا على 40 مقعدا، اضافة إلى مقاعد اللائحة الوطنية للنساء بطبيعة الحال• وهذا يعني، ان كل ما كان يقال وكل الدعاية التي كانت سائدة في كل أجهزة الاعلام الغربية والمشرقية والقنوات الفضائية، لم تكن تعكس الحقيقة•• (••• نقاطعه) هل هذا يعني، ولا اتحدث هنا بالضرورة عن العدالة والتنمية، أنكم مطمئنون الآن إلى ما يمكن أن نسميه انتفاء كل شروط الخوف من تيارات الاسلام السياسي بالمغرب• اعتقد أن الامر هنا يتعلق بشيء آخر، نحن كما تعلمون واضحون في موقفنا ضد التطرف وضد الارهاب وتعلمون أيضا أن احزاب الاغلبية قد أصدرت بيانا في هذا الشأن• نحن متأكدون -طبعا- أن التطرف والارهاب هو أمر معاكس لمصلحة المغرب، ولأجل ذلك، قلنا للمغاربة اختاروا مغربكم، وكان ذلك يعني اصرارنا على الدعوة إلى المستقبل ضد كل خطابات الماضي• بطبيعة الحال، نحن مع مشروع مجتمعي حداثي وديمقراطي وتضامني وبالتالي لا يمكن إلا أن نتصدى لأي مشروع آخر، أي أن نتصدى لكل مشروع يجعل مستقبلنا هو ماضينا، ويُدخل المغاربة إلى نفق التخلف والجهل• من خلال ردودكم بشكل عام يبدو واضحا أنكم على استعداد تام للاستمرار في العمل داخل الحكومة مع حلفائكم في الكتلة وأحزاب الاغلبية؟ أعود وأؤكد لكم مرة أخرى من الناحية النظرية تحالفنا هو في إطار الكتلة وأحزاب الاغلبية، ولكن الأهم هو البرنامج الذي يقترحه الوزير الأول••• وفي حال ما كان الوزير الأول تكنوقراطيا؟ نحن لا نتحدث الآن عن وزير تكنوقراطي أو غيره• أقول فقط إنه عندما سيعين الملك الوزير الأول، وعندما سيتصل بنا هذا الوزير الأول ونتباحث معه، حينها فقط سنرى وسنقرر في طبيعة الافق الذي سنشتغل فيه، وسنرى اقتراحاته، وأكرر: المهم هو البرنامج• إذن، المفاوضات مع الوزير الأول ستكون فقط على أساس البرنامج؟ يبدو أنكم تلحون في أمر نحن لن نتخذ فيه أي قرار إلا بعد تعيين الملك للوزير الأول• أرجو ان يكون جوابي واضحا، سنتخذ قرارنا عقب تعيين الوزير الاول وبناء على ما سيجري خلال مباحثاتنا معه• على مستوى التنظيمي يطرح الآن أكثرمن سؤال حول تنظيمات وأجهزة الحزب، ألا تعتقدون أن الحزب اليوم محتاج لوقفة تنظيمية، وهل أنتم مرتاحون لأدائكم التنظيمي؟ قلت سابقا إن كل نقد ذاتي، وكل الانتقادات، وكل النقاشات والحوارات في صفوفنا لا يمكن إلا أن تنعكس إيجابيا على الحزب• أنا لا أقول أبدا إن كل شيء هو إيجابي أو جيد داخل تنظيماتنا وأجهزتنا• لابد في كل حزب حي من هفوات هنا أو هناك، ولابد لكل حزب حي أن يراجع نفسه ويطور أداءه و••• (••• نقاطعه) وإذا حملتكم القواعد مسؤولية ما حدث، أقصد إذا حملوك المسؤولة ككاتب أول وكأجهزة تنفيذية داخل الحزب؟ نحن نتحمل المسؤولية، وجاهزون لتحمل المسؤولية، لكن الأساسي، هو أن مهمتنا هي تفعيل الحزب ككل، وبالتالي جعل كل الاتحاديين يناقشون كل هذه القضايا• نحن، بصراحة وبصدق، نرى في كل النقاشات وفي النقد الذاتي، جانبا إيجابيا يجعل الاتحاد الاشتراكي قادرا على تصحيح ما يجب تصحيحه، لأن أخطر شيء على الحزب هو الجمود• أما عندما يمتحن الاتحاد امتحانا كهذا، فلابد أن يراجع نفسه، سواء كمسؤولين أو كقواعد وبالتالي، المراجعة تقتضي، أولا دراسة ما حصل، وهذا ما نقوم به الآن، أي أننا ندرس كل ما حدث منذ الحملة الانتخابية، ومجريات الأمور خلال الحملة وخلال التصويت وفي مكاتب التصويت وكيف وصلنا الى هذه النتائج••• لقد قلت لكم في البداية، إن ما أثارني بشكل أكبر من أي شيء آخر، هو نسبة المشاركة••• عفوا على المقاطعة••• ولكنْ هناك سؤال في نفس اتجاه ما حدث، وهو يتعلق بعدم تمكن أعضاء بارزين في المكتب السياسي للحزب من الحصول على مقعد نيابي، ولعل عدم تمكن ادريس لشكر أحد المقربين منك مثلا- من الفوز بمقعده، يطرح أكثر من سؤال؟ أولا ليس هناك شخص مقرب إلي في المكتب السياسي أكثر من غيره• (نقاطعه) كثيرون يقولون إنه مقرب إليك؟ أقول، إنه ليس هناك عضو مكتب سياسي مقرب إلي أكثر من الآخرين، أعضاء المكتب السياسي سواسية• أما في ما يتعلق بدائرة إدريس لشكر، فأقول لك إن هناك عدة أشياء حدثت بهذه الدائرة، ونحن الآن بصدد دراستها والنظر فيها، تماما كما نفعل بالنسبة لدوائر أخرى، سواء نجحنا فيها أو لم نحصل فيها على مقعد• قلت لكم إننا نحن -الآن- بصدد دراسة ما وقع، وكيف جرت الأمور، وتقارير المندوبين في مكاتب التصويت وكيف حرم مندوبون من الحضور• باختصار، نحن ندرس كل هذا الآن لمعرفة ما جرى بالضبط• فقط كي نعود الى سؤال نريد عنه إجابة واضحة• حزب الاستقلال عضو في حكومة ادريس جطو، حافظ على موقعه، بل أصبح الآن الحزب الأول في المغرب، التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية••• كل أحزاب الحكومة حافظت على مقاعدها، أو على الأقل لم تخسر كثيرا منها، ألا ترون أنكم أديتم ثمن أداء حكومة جطو لوحدكم؟ ولماذا؟ لاشك أن المغاربة تعاملوا معنا وكأننا وحدنا الحكومة• لكن رغم ذلك، وبالنسبة لحجم كل حزب، فلا أعتقد أننا أدينا الثمن لوحدنا• الحركة الشعبية كان عدد مقاعدها بالبرلمان 84 مقعدا، وقد تراجع اليوم الى 41 مقعدا، الاستقلال أيضا كان عدد مقاعده 62 مقعدا، باعتماد عدد الذين التحقوا به فيما بعد••• لكن المهم الآن هو أن حزب الاستقلال اليوم، هو الحزب الأول• نعم، لقد شعرنا أن الرأي العام الوطني تعامل معنا تعاملا خاصا، كثير من الجماهير ساندتنا ومنحتنا ثقتها، لكن شعرنا أيضا أن هناك قساوة في التعامل معنا• ربما لأن حجم الانتظارات من الاتحاد الاشتراكي كان بحجم الخيبة؟ ربما• سنة 2002 كان هناك خلاف بين الاتحاد الاشتراكي والاستقلال أدى الى ما أسميتموه بالخروج عن المنهجية الديمقراطية، هل يمكن أن ننتظر خلافا آخر اليوم بين الحزبين؟ المختلف اليوم، هو أن الكتلة تتكلم بصوت واحد، وتتعامل مع المعطيات التي ستأتي بموقف واحد، ولهذا••• إذا رجعتم الى الصحافة والإعلام ليلة الاستشارات في 2002، وقبل أن يعين الملك الوزير الأول، وإذا ما قارنتم ما حدث حينها بما يحدث الآن، فستجدون أن هناك فرقا كبيرا، وأن الساحة هادئة وأن الكل ينتظر قرار جلالة الملك• العلاقة مع الملك الآن، أتحدث عن الاتحاد الاشتراكي كحزب وليس كعضو في الكتلة•••؟ علاقة جيدة، نحن حزب وطني يشتغل لصالح الوطن من أجل تحديث نظامنا السياسي• هذا كان الهدف من السؤال، تحديث النظام السياسي، بأي شكل؟ نحن في صلب هذا الأمر الآن من أجل إعطاء المغرب قوة ومتانة، سواء كنظام سياسي أو كدولة، وبالتالي، لا يمكن إلا أن أقول إن علاقتنا بالملك هي علاقة جيدة، وكما أقول في كثير من الأحيان، إننا نجد في خطب الملك ما ناضلنا من أجله لعشرات السنين• قلتم إن المؤتمر الوطني سينعقد خلال السنة المقبلة؟ نعم• أهم ما سيطرح في هذا المؤتمر؟ نحن مازلنا لم نبدأ بعد حتى عملية التحضير••• أقصد أهم ما سيطرح فيه بناء على نتائج 7 شتنبر؟ مازلنا لم نبدأ التحضير للمؤتمر، وحين ستنطلق أعمال التحضير سنرى• هناك بعض الاتحاديين، الذي يطالبون منذ الآن، أي دون انتظار تعيين الوزير الأول أو بدء مشاورات الوزير الأول المعين مع الأحزاب، صراحة، بعودة الاتحاد الاشتراكي الى المعارضة؟ هذا من حقهم، وهذا ما قلت سابقا بأنه نقاش إيجابي، ومن حق الجميع الإدلاء برأيه وتقديم تحليله وتقديم معطياته• ومن سيقرر المشاركة أو عدم المشاركة؟ المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي• بعيدا عن النقاش التنظيمي، الآن وبعد سنوات من العهد الجديد ومن الأوراش الكبرى، اشتغال الحكومة بكل استقلالية كما قلتم أكثر من مرة• بعد كل هذا، قرر 63% من الناخبين المغاربة التعبير عن موقفهم من كل ما يجري وقاطعوا صناديق الاقتراع؟ نحن نعتبر أن هؤلاء بعثوا برسالة قوية الى الجميع، بعثوا برسالة الى الدولة والأحزاب والمجتمع المدني والنقابات• نعتبر بصدق، أن 63% من المغاربة يسائلوننا، وعلينا أن نفهم هذه الرسالة، وأن نستحضر دلالاتها ومعانيها، حتى لا تدخل البلاد منزلقا يوصلها إلى الاختناق في اختيارها الديمقراطي•