خرج إدريس جطو، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، ليعلق على ما طاله من "خواطر" وأوصاف في كتاب المفكر عبد الله العروي "خواطر الصباح"، حيث وصفه العروي "بصاحب التحليلات السياسية التافهة، وأن تعيينه كان خطوة إلى الوزاء". الخبر أوردته جريدة "أخبار اليوم" . وقد تحدث جطو إلى "أخبار اليوم"، قائلا: "لقد طالعت بعض السطور المتفرقة حول ما كتبه المفكر والفيلسوف عني وعن تجربتي في الوزارة الأولى، وسأقتني الكتاب لأقرأ بشكل مدقق خواطر السي العروي، لكن يجب أن أقر بأنني لا يمكن مواجهة شخصية من هذا الحجم والوزن، وعلى هذا المستوى من المعرفة والعمق مثل المفكر عبد الله العروي، والذي بالمناسبة يشترك معي في الانتماء إلى المنطقة نفسها، (أزمور)، غير أنني أرى أنه من الضروري التوضيح أنني لم أطلب شيئا، ولم يسبق لي أن طلبت أن أكون وزيرا أول، أو سعيت إلى أي وزارة، وأعتز وأفتخر بكوني تحملت المسؤولية في فترة دقيقة من تاريخ وطننا، وقد فعلت ما استطعت وقدمت كل مجهوداتي". وبنوع من الاحساس بالمرارة، يستطرد جطو "أود أيضا أن أشير إلى أنني ابن الشعب وليس لدي حزب أو جهة تحميني، وكل الوزراء والهيئات السياسية التي كانت مع الأستاذ اليوسفي في حكومة التناوب، أكملت معي المسار، وهي نفسها التي دعمتني وأعطتني ثقتها، وعندما قدمت البرنامج الحكومي في البرلمان، زكاني الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بقيادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، وأفتخر بأن الاتحاد قبل أن يشارك في حكومتي، بل هو من اختار وزراء حزبه في حكومتي، والتي كانت بمكوناتها استمرارا لحكومة التناوب". وردا على اعتبار أن حكومته عرفت تراجعا عن حكومة التناوب فيما سمي الخروج عن المنهجية الديمقراطية، قال جطو: "اليوسفي ساعدنا في تكوينها (الحكومة)، وأيدنا في جميع القرارات التي كنا نتخذها، وهو ما كان بمثابة تشجيع لي على تحمل المسؤولية، ولا أعتقد أنه كانت هناك قطيعة بين حكومتي وحكومة التناوب. واستطرد جطو، "لقد اشتغل قياديون اتحاديون كبار إلى جانبي مثل اليازغي وفتح الله ولعلو والحبيب المالكي والأشعري..أتفهم أن عددا من المفكرين والسياسيين اعتبروا تعييني (خروجا عن المنهجية الدموقراطية).. لست بليدا أو غير متابع لأقول إنني لا أفهم ذلك، لكن إذا ظهر لهم أن ذلك شكل قطيعة أو تراجعا، فلهم ذلك".