تناولت الصحف الإمارات قرار محكمة "الجنايات" في إمارة دبي بالسجن المؤبد لخادمة إثيوبية حاولت قتل أطفال عائلة تعمل لديهم، ب"الساطور"، وهي الجريمة التي هزت الرأي العام في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت الخادمة الإثيوبية، التي عرّفها الإعلام الإماراتي ب"خادمة الورقاء" نسبة إلى المنطقة السكنية التي تعيش بها، شرعت بمحاولة قتل ثلاثة أطفال إماراتيين، باستخدام ساطور وسكين عمدا مع سبق الإصرار، مستغلة غياب رب الأسرة والأم. وكانت النيابة العامة قالت في أوراق الدعوى، إن المتهمة بيتت النية لقتل الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 – 15 عاما، وأعدت العدة لذلك بأن أحضرت ساطورا وسكينا ذا نصل طويل مسنن، واستغلت نومهم وسكبت على وجوههم الماء الساخن لتشلّ حركتهم تماما، وأمطرتهم بوابل من الطعنات بالساطور والسكين في أنحاء متفرقة من جسدهم قاصدة إزهاق أرواحهم. كما بينت أوراق الدعوى، أن إصابات الأطفال كادت تودي بحياتهم، إلا أنهم تمكنوا من مقاومتها والحيلولة دون إتمام جريمتها وإفلاتهم منها بدخولهم دورة المياه الملحقة بالصالة، وإحكام إغلاق بابها باستعمال المفتاح من الداخل، إلى حين حضور رجال الشرطة ومداهمة الشقة وإلقاء القبض على المتهمة. فضلا عن إدانتها بالشروع في سرقة 640 درهما (175 دولارا) من منزل مخدوميها. ونقلت صحيفة "الإمارات" عن المجني عليها الأولى في إفادتها بالتحقيقات، إن والدتها غادرت للعلاج خارج الدولة لمدة يومين، وتركتها مع شقيقيها في عهدة المتهمة، مشيرة إلى أنه في صباح يوم الواقعة أثناء نومها مع شقيقيها، فوجئت بالمتهمة تسكب ماء ساخناً على وجهها، وشاهدت الخادمة تحمل براد ماء وساطوراً، ووجهت إليها طعنات استقرت في وجهها ورقبتها ويديها، ثم سكبت الماء على شقيقيها ووجهت إليهما طعنات متفرقة، فهرعوا خارج الغرفة محاولين الاتصال من الهاتف الثابت، لكنها قطعت سلك الهاتف، وطاردتهم داخل الشقة، حتى دخلوا الحمام وأغلقوا بابه، واتصلوا بالشرطة التي حضرت وكسرت باب الشقة وألقت القبض على المتهمة، وتم إسعافهم على الفور ونقلهم إلى طوارئ مستشفى راشد لتلقي العلاج. بدوره، قال شرطي إنه بعد أن كسر أفراد الشرطة باب الشقة، شاهدوا داخلها آثارا للدماء، وسمعوا أصوات استغاثة المجني عليهم، مشيرا إلى أنه توجه إلى الحمام، وطلب منهم فتح الباب، إلا أنهم ترددوا في البداية خوفاً أن لا يكون من رجال الشرطة، ثم فتحوا الباب وكانت الدماء تسيل منهم. وتابع أنه باستفساره من الأطفال عن الجاني أوضحوا أنها الخادمة، فأسرع وزميله بتفقد أرجاء المنزل، وعثرا عليها تجلس في شرفة الشقة وتحمل بيدها ساطورا ذا نصل عريض، ومقبضا خشبيا ملطخا بالدماء، وملابسها كانت ملطخة بالدماء، وتحمل في يدها الأخرى جواز سفر ومبلغا نقديا مزقته بمجرد مشاهدتهما. وقال إنه تفاوض مع المتهمة في بادئ الأمر لتسليم نفسها وترك الساطور، إلا أنها لم تستجب لمحاولتهما، فأشهر مسدسه في مواجهتها لإجبارها على ترك الساطور، فتراجعت ورمت الساطور من يدها وسلّمت نفسها.