واشنطن، مايو (آي بي أس): أعرب خبراء سياسيون في واشنطن عن القلق المتنامي بشأن نفقات ومستقبل الحرب الأمريكية علي أفغانستان "التي قد لا تكسبها"، فيما قدر علماء الاقتصاد أن تكاليف حربي العراق وأفغانستان سترتفع إلي بضعة تريليونات من الدولارات على المدى الطويل. فقد صرح ميكل انتريليغاتر من "معهد ميلكين"، في مؤتمر م"ؤسسة أمريكا الجديدة والاقتصاديين من أجل السلام والأمن"، "نحن نكرر نفس الأخطاء التي ارتكبها الإتحاد السوفيتي في أفغانستان من 1979 إلى 1989 حيث غادرها دون تحقيق أي من أهدافه". ونبه انتريليغاتر من أن التكاليف الحقيقية للحرب الجارية على أفغانستان قد تتجاوز كثيرا النفقات الحالية، لتتراوح على المدى الطويل ما بين 1,5 تريليون و2 تريليون دولارا. وقال "نحن ننفق الأموال في أفغانستان، في حرب خاسرة، ونحذو في هذا حذو الإتحاد السوفيتي، أكثر منا الإنفاق على مواطنينا". وبدورهما قدر جوزيف ستيغليتز العالم الاقتصادي الحائز على جائز نوبل، وليندا بيلمز الأستاذة بجامعة هارفارد، أن نفقات الحرب الأمريكية علي العراق قد ترتفع إلي ثلاثة تريليونات دولارا في نهاية المطاف، باحتساب نفقات رعاية الجنود الجرحى وإعادة بناء القوات المسلحة الأمريكية. هذا ويقع مجلس الشيوخ الأمريكي تحت ضغوط مكثفة لاعتماد 59 مليار دولارا، تخصص منها 33,5 مليارا للحرب على أفغانستان. لكن رئيسته نانسي بيلوزي أشارت إلي أن اعتماد هذا المبلغ سيجلب على الكونغرس مزيدا من الاعتراضات القوية، حيث من المتوقع أن يقاوم الشيوخ الديمقراطيون طلبات تمويل رفع عدد القوات في أفغانستان بإجمالي 30,000 جنديا. هذا ولقد أعرب عدد من المشاركين في "مؤتمر مؤسسة أمريكا الجديدة والاقتصاديين من أجل السلام والأمن" عن قلقهم حيال التكاليف المادية للحرب الأمريكية ومساومات النفقات المطلوبة للحرب الجارية علي طالبان. فأكدت مريام بيمبرتون، الباحثة في معهد دراسات السياسة، أن "تمرير مشروع ميزانية المناخ بكل عيوبه يتطلب عناء هائلا، فيما يمكن توفير بعض الأموال المطلوبة للحفاظ على زخم بناء اقتصاد أخضر، من خلال تقليص (نفقات الحرب في) أفغانستان". ومن جانبه قال ميكل ليند، المدير ببرنامج النمو الاقتصادي التابع ل"مؤسسة أمريكا الجديدة"، أن "الخوف كان من إننا لو انسحبنا من أفغانستان لاندلعت الحرب الأهلية هناك ولتدخلت قوى خارجية كبيرة” وتسأل "هل هذا أسوأ من خسارة جنود أمريكيين يوما بعد يوم؟. ولو افترضنا أن هناك حربا أهلية وأن قوى كبرى تدخلت، فلا يوجد ما يمنعها عن ذلك، فهم جيران (أفغانستان) وهم على حدودها". وعن الكلفة البشرية، شدد ميكل انتريليغاتر من "معهد ميلكين" على أن المدنيين الأفغان يدفعون أيضا ثمن الحرب الأمريكية وليس جنود الولاياتالمتحدة وحدهم “فليس في مقدورنا التمييز بين (المتمردين) أو طالبان، وبين الأهالي. وبالتالي فنحن نقتل الكثير من المدنيين الأبرياء”. وأخيرا يذكر أن عددا من اجتماعات الخبراء والمحللين، والضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس باراك أوباما علي الكونغرس لاعتماد طلب النفقات الإضافية، جاءت إثر زيارة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الأخيرة لواشنطن التي استغرقت أربعة أيام التقي خلالها مع الرئيس أوباما ووزرائه ونواب البرلمان الأمريكي. ويقدر أن الترحيب الحار الذي قوبل به كرازاي من جميع الأطراف التي التقاها كان جزأ من حملة علاقات عامة لحشد التأييد سواء لحكومة كرزاي أو لطلب الإدارة المزيد من الأموال لتمويل حربها على أفغانستان، خاصة على ضوء هبوط مساندة الرأي العام لهذه الحرب وتردد بضعة حلفاء في حلف شمال الأطلسي في تأييدها. (آي بي أس / 2010)