حماس كما فتح كما الشعبية كما الديمقراطية كما الجهاد كما كافة الفصائل الفلسطينية وكما الشخصيات الوطنية المستقلة , لا أحد من هذه القوى تثق بأن حكومة أسرائيل جادة هذه المرة في الأنخراط في التفاوض وفي التوصل الى نتائج ايجابية للمشاكل محل التفاوض تؤدي الى رفع المفاوضات غير المباشرة الى مباشرة.. وتدرك هذه القوى أن نتنياهو وزمرته يفتعلون المشاكل ضد الفلسطينيين سواء في القدس الشريف أو في الخليل أو بيت لحم بغرض دفع الجانب الفلسطيني الى الأنفعال وردة الفعل غير المدروسة لرفض نصيحة لجنة المتابعة العربية الوزارية بقبول المفاوضات غير المباشرة برعاية أميركية على أمل أن تزيد الشرخ بين أميركا والقيادة الفلسطينية .. وما صدر عن أجتماع م.ت.ف. اليوم يؤكد ذلك , وعليه فأن المنظمة تضع في أولويات عملية التفاوض النقاش حول الحدود للدولة الفلسطينية المتفقة مع حدود الرابع من حزيران 1967 أضافة للمواضيع الأخرى الهامة.. وهذا ربما يعني أن الجانب الفلسطيني يدرك أن اسرائيل ليس من المتوقع أن تعطي موافقتها على ترسيم الحدود وتدخل في نقاش عقيم ينهي الشهور الأربعة دون أي أتفاق أو تفاهم وتكون هي التي تتحمل مسؤولية فشل هذه المفاوضات أمام الراعي الأميركي , ويخرج الجانب الفلسطيني دون خسارة ويطالب واشنطن بالوفاء بتعهدها في الأعلان عمن أفشل المفاوضات أمام العالم , ويذهب بعدها الجانب العربي ومن ضمنه الفلسطيني الى مجلس الأمن بغرض أتخاذ القرار المناسب مع الأمل أن لا تستخدم أميركا حق النقض ضد هذا القرار.. وهذا الذي يجري سواء في عملية التفاوض أو في مجلس الأمن هو جزء من النضال السياسي ضد العدو المحتل هكذا يجب أن يتم فهم موقف م.ت.ف. اليوم.. فهو موقف وطني لا يحمل أي تفريط ولا أي تنازل وهو أستجابة للموقف النصيحة لوزراء الخارجية العرب.. هكذا ننظر للأمر وهكذا نتقبله ولا نرى فيه أي منزلق نحو أية هاوية حرصا على وحدة الصف الفلسطيني ودعما للمفاوض الفلسطيني في مواجهة اسرائيل عبر الوسيط الأميركي هذا هو الموقف الذي يتوقعه الأنسان الفلسطيني خدمة لحاضره وضمانا لمستقبله ولا لزوم من أستخدام هذه المفاوضات كحجة للتنصل من توقيع الورقة المصرية ومن التهرب من تحقيق المصالحة ومن أبقاء الأنقسام غير المنطقي وغير المقبول وندعي أن أميركا لا تريد للمصالحة أن تتم بين قوى الشعب الفلسطيني وبدل أن نخذلها ندعم سياستها بهذا التنصل وهذا التهرب والسؤال الخطير لمصلحة من يحصل كل هذا الشطط؟ دعنا لا نتهم أحدا من العرب أو القوى الأقليمية والعالمية.. دعنا نتفق أن الجميع حريص على الأنتصار للوطن وأبناء الوطن ووحدة الوطن.. أذن لماذا لا يتم الترفع عن الصغائر ولماذا لا ننجز عكس ما تتمناه أسرائيل وأميركا.. ومتى يتم التوقف عن جلد الذات ورشق التهم جزافا.. أليس الظرف الحالي هو الأنسب لمواجهة العدو المحتل باتحادنا ووحدتنا وتضامننا وتعاوننا والتنسيق بين الجميع في كافة المسائل الوطنية ومن أهمها حاليا هو الأتفاق على صيغة عملية للمشاركة فيما يتعلق بالعملية التفاوضية ورسم خطة سياسية واضحة لها للأطمئنان الى سير هذه العملية والى التزام المفاوض الفلسطيني بهذه الخطة.. هل هذا صعب أن يحصل.. اذا حصل فأنه يدل على رقي القوى الفلسطينية وقدرتها في مزاولة النضال السياسي للوصول الى الأهداف الوطنية بالطرق التي تتفق عليها.. وأذا لم يحصل فمن حقنا أن نتسائل لمصلحة من هذا الشطط الذي يجري