اعتبر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة أن قرار سلطة عباس بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة بأنه بمثابة انتحار سياسي وأنه شكل حالة انتصار حقيقي لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي استطاع فرض مواقفه وشروطه على المفاوضات المباشرة. وقال خريشة في تصريح صحفي: " قرار الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، شكل من أشكال الانتحار والتسليم لانتصار نتنياهو المسبق، مسغربًا كيف يمكن القبول بالتفاوض مع نتينياهو الذي أعلن أن لا لتقسيم القدس، ولا لعودة اللاجئين، ومع ذلك توافق سلطة عباس على الذهاب إلى المفاوضات، "رغم أنها تدرك أنها لن تأخذ شيئا منه، وإنما ذهبت استجابة للضغط الأمريكي، و"الإسرائيلي"، ولتيار داخل المقاطعة في رام الله، يرى مصلحته في استمرار المفاوضات، لأنها تحقق ذاتها ووجودها وماديتها، من خلال المفاوضات، إضافة إلى ضغط من بعض الأطراف العربية". وأكد أن المفاوضات المباشرة، ستفشل فشلا ذريعا، مشيرًا إلى أن حكومة نتنياهو تتكون من أطراف يمينية، يعتبرون قتل الفلسطينيين، أمرًا مشروعا، وأن نتنياهو هو الذي سيتحكم بهذه المفاوضات بعد أن فرض شروطه أيضا على اللجنة الرباعية، التي أخرت بيانها بخصوص بدء المفاوضات المباشرة، من 15 آب (أغسطس) الجاري إلى 18 منه، بسبب رفض نتيناهو لبعض النقاط التي كان سيتضمنها بيان الرباعية. ورأى خريشة، أن قرار المقاطعة في رام الله، الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، تكريس لمنظومة "الممول هو المقرر"، حيث ربط ميتشل المساعدات المقدمة للسلطة، بالتقدم بالمفاوضات. وطالب النائب الفلسطيني، بإنهاء حالة الانقسام، ودراسة الجدوى من وجود "السلطة الفلسطينية"، متهمًا أعضاء اللجنة التنفيذية من مختلف الفصائل ب"الكذب"، وخاصة الفصائل التي تدعي أنها معارضة داخل منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرا إلى أن "ممثلي هذه الفصائل داخل اللجنة التنفيذية، يقولون شيئا داخل الاجتماعات، ويقولون شيئا آخر في الخارج، ويكذبون على شعبهم أمام وسائل الإعلام، لأن مصالحهم- حسب تعبيره- المادية والتنظيمية وحتى الوجودية مرتبطة بموقف السلطة، وهم يخشون إذا عارضوا السلطة، أن يفقدوا مصالحهم المادية". وانتقد خريشة "الاستخدام البشع" لاسم منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، لتقديم التنازلات للاحتلال، والمزايدات على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الحماس الأمريكي والصهيوني للمفاوضات المباشرة، يشير إلى أن هذه المفاوضات ستكون غطاء لضرب إيران وقوى إقليمية أخرى في المنطقة. واستغرب خريشة، قرار حركة "فتح" والسلطة، الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، وتراجعهما عن شروطهما من وقف للاستيطان، وتحديد مرجعية المفاوضات، وتحديد سقف زمني لها، وفي المقابل تمسكهما بشروطهما من أجل عقد المصالحة الفلسطينية مع "حماس"، مشيرًا إلى أنه الأولى تقديم التنازلات من أجل تحقيق السلم الداخلي الفلسطيني، وليس للاحتلال الصهيوني. واستهجن خريشة قرار السلطة الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، رغم النداءات التي وجهت لعباس، من كافة الشخصيات والقوى من مستقلين وغيرهم، بعدم الذهاب، مستغربا "كيف أدار عباس ظهره ولم يلتفت إلى تلك النداءات، وقررت هذه القيادة التي تعودت الانحناء، التجاوب للضغط الأمريكي، وهذا يثبت أنه لا يوجد قرار فلسطيني مستقل، وأن الزعم بذلك مجرد حبر على ورق". وحول تأثير قرار المشاركة في المفاوضات المباشرة على المصالحة الفلسطينية، أشار خريشة، إلى أن المصالحة أصبحت بعيدة المنال أكثر من ذي قبل، مشددًا على أن قرار المصالحة، كما بات واضحا أصبح بيد اللجنة الرباعية وأمريكا والكيان الصهيوني .