أعرب النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الدكتور حسن خريشة، عن أسفه لما تشهده الساحة الفلسطينية في أعقاب التفجير الذي وقع الأسبوع الماضي في قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد خمسة مقاومين وطفلة، مؤكداً إدانته لهذه الجريمة . واستنكر الدكتور خريشة، ما وصفه بالاستخدام السيِّئ للمواطن الفلسطيني، الذي أصبح رهينة للصراعات الداخلية ، داعياً حركتي فتح و حماس ، إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الخاصة ، مشدداً على أنّ المصالح الخاصة تبقى صغيرة مهما كبرت . وأكد خريشة في تصريح لـ قدس برس ، أنّ التفجير الذي حصل والذي قام به يعمل مباشرة مع الاحتلال، وأنّ الاحتلال هو الذي خطط لهذا التفجير الذي نُفذ بأيدٍ فلسطينية لمنع أي حوار بين حركتي فتح وحماس، وقطع الطريق أمام أي تفاهمات لاستعادة الوحدة والحوار ، حسب استنتاجه. ودعا القيادي البرلماني الفلسطيني إلى تشكيل لجنة تحقيق تتبنى الشفافية والوضوح، وتحديد الطرف المسؤول عن هذه الجريمة، وإعلان النتائج أمام الشعب الفلسطيني، وعدم التعاطي بردات فعل تسيء للنضال الفلسطيني وللشخصيات العامة ، كما قال. وطالب خريشة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن تكون دعواته للحوار واضحة وجدية ، مستنكراً عودة الحملات الإعلامية على الطريقة القديمة التي ملّها الجمهور الفلسطيني ، داعياً عباس إلى وضع حد لهذه الحملات . واتهم خريشة مصر والجامعة العربية واليمن بـ التلكؤ في الدعوة للحوار بين حركتي حماس وفتح ، داعياً هذه الأطراف إلى ممارسة الضغوط لبدء حوار جدي، وجعل القضية الفلسطينية قضيتها المركزية ، مشيراً إلى أنّ كل دعوات الحوار ما زالت تصدر عن جهات فلسطينية داخلية، دون أن تجد أي استجابة ، حسب تعبيره. ودعا خريشة، الرئيس عباس إلى إخراس كل الأصوات ولجم الأجهزة الأمنية ووقف الاعتقالات في الضفة الغربيةالمحتلة ، وقال أطالب الإخوة في غزة أن يقوموا بالمبادرة لتخفيف الضغوط على حركة فتح . وقال خريشة متابعاً قبل جريمة غزة (تفجير الشاطئ)، كنّا نحضر لاجتماع يضم ستة نواب من فتح وستة من حركة حماس، عبر الفيديو كونفرنس (نظام الربط التلفزيوني)، بهدف تفعيل دعوات إطلاق الحوار، كخطوة أولى نحو تفعيل الحوار، ومن ثم نقل هذا الحوار تحت مظلة الجامعة العربية، إلاّ أنّ التفجير الإجرامي في غزة نسف هذه المحاولة ، معرباً عن أمله في عقد هذا الاجتماع بعد عدة أسابيع مع عودة الهدوء. وبشأن دور المجلس التشريعي الفلسطيني، أشار النائب الثاني لرئيس المجلس، إلى أنّ المجلس جزء من الأزمة، بسبب حالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها الساحة الفلسطينية ، مطالباً الفصائل الفلسطينية بأن تأخذ دورها بشكل إيجابي للتقريب بين الطرفين، وعدم الانحياز، لأنّ الانحياز من شأنه تعميق الانقسام . وأعرب النائب خريشة عن إدانته لأي اعتقال سياسي، لأي فلسطيني كان ، مشدداً على أنّ ما جرى بعد العملية الإجرامية في غزة، من ردود فعل تتناقض مع أخلاق الشعب الفلسطيني ، داعياًَ الرئيس عباس، إلى إصدار قرار بإطلاق جميع الرهائن المحتجزين في سجون السلطة في الضفة المحتلة، واحترام الإنسان الفلسطيني . وأشار خريشة إلى أنّ كل الذين اعتُقلوا في الضفة، هم من ناشطي العمل العام وأكاديميين، وليسوا أطرافاً في الصراع ، مستنكرا الطريقة التي تتم بها الاعتقالات من جانب السلطة في الضفة، داعياً إلى إعطاء هامش للحريات العامة في الضفة المحتلة. وأضاف الدكتور حسن خريشة أنّ هذه الاعتقالات وصمة عار في جبين من قام بها، ومن يحتجز مئات الرهائن ، داعياً إلى إطلاق سراحهم فوراً.