اكد ابراهيم خريشة عضو المجلس الثوري لحركة فتح ل'القدس العربي' الثلاثاء بأن اجتماعات المجلس التي بدأت منذ الجمعة الماضي ناقشت جميع القضايا بدءا من سيطرة حماس على قطاع غزة وصولا لتقييم اداء اللجنة المركزية لفتح والنظام الداخلي للحركة. واوضح خريشة ل'القدس العربي' بأن المجلس الثوري اوصى بالعمل بجميع الاشكال لاستعادة قطاع غزة وعدم التسليم باستمرار الوضع على ما هو عليه. واضاف خريشة قائلا ل'القدس العربي'، 'نسعى لاستعادة قطاع غزة بكل الوسائل'، مشيرا الى انه ستكون هناك استراتيجية عمل جديدة من قبل فتح اذا ما اصرت حماس على مواصلة السيطرة على قطاع غزة ورفض توقيع ورقة المصالحة التي قدمتها مصر. وحول لجوء فتح لاستخدام القوة قال خريشة 'لا نستثني اي خيار من اجل انهاء الانقلاب في غزة واستعادتها'، مضيفا 'لا يمكن ان نبقى ننتظر حماس وان يستمر الانقلاب' مشددا على رفض الحركة استمرار الوضع القائم في غزة بقوة السلاح من قبل حماس. واشار خريشة بأن ثوري فتح شكل لجانا متعددة لتقديم المساعدة لاهالي قطاع غزة سواء على المستوى الداخلي وسيطرة حماس عليهم بقوة السلاح او على صعيد رفع الحصار الاسرائيلي. ومن جهته أعلن جمال نزال عضو المجلس الثوري أن المجلس قرر تشكيل لجنة ستعمل بشكل عاجل على وضع استراتيجية لعودة غزة للشرعية من خلال دراسة آليات مختلفة للوصول الى هذا الهدف، موضحا أن التنسيب لعضوية هذه اللجنة سيكون من اختصاص أمانة سر المجلس. وحسب نزال فإن هذه اللجنة ستتشكل من أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة لتقدم تقريرا قبل حلول موعد الدورة القادمة للمجلس الثوري في نيسان (ابريل) المقبل. واضاف أن قرارين قد اتخذا بهذا الخصوص أحدهما يعنى بتوفير أسباب الصمود ووسائل الدعم لأبناء قطاع غزة، والآخر بوضع رؤية استراتيجية لتجريد سلطة 'الإنقلاب' من كافة اشكال 'الفيتو' على المصالحة وعودة الشرعية إلى قطاع غزة، حسب قوله. ومن المقرر ان يكون قد انهى ثوري فتح دورته الحالية الليلة الماضية عقب الانتهاء من نقاش المجلس النظام الداخلي للحركة في اطار السعي للنهوض بها واحداث انطلاقة جديدة لها. وعلى صعيد النقاش حول النظام الداخلي علمت 'القدس العربي' بأن ملاسنة شهدتها جلسات المجلس بين ابراهيم خريشة والدكتور صائب عريقات. وعند سؤال خريشة عن تلك الملاسنة قال 'جلسات المجلس شهدت العديد من النقاشات ليس بيني وبين الدكتور صائب عريقات بل بين جميع الاعضاء بهدف النهوض بالحركة'، مشددا على ان النقاش الذي دار بينه وبين عريقات كان حول اجراءات نظامية وقانونية. ولا بد من الذكر ان خريشة هاجم عريقات في الاجتماع الاستثنائي السابق الذي عقد للثوري بمن حضر من اعضائه. وحسب مصادر في فتح فان مهاجمة خريشة لعريقات كانت على خلفية تقديم الاخير نفسه بانه الرجل الثاني في قيادة السلطة خلفا للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اعلن بأنه لن يرشح نفسه لولاية ثانية لرئاسة السلطة. وعلى ذلك الصعيد سبق وتعرض عريقات لهجوم حاد من قبل اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وحسب مصادر مطلعة فان الرجوب شكك في فتحاوية عريقات في احد اجتماعات فتح الرسمية متهمه بأنه بالصدفة اصبح عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح وان انضمامه للحركة كان بهدف المصلحة اصلا. ولا بد من الذكر ان عريقات كان ينتمي لليسار الفلسطيني قبل ان يلتحق بصفوف حركة فتح. ومن جهته رفض خريشة التعقيب على تلك الخلافات وقال 'الخلافات ظاهرة صحية في حركة فتح وتدل على مدى الديمقراطية السائدة في صفوفها'. ومن ناحية اخرى اوضح خريشة ان اجتماعات الثوري ناقشت مستقبل حكومة الدكتور سلام فياض. واشار خريشة بأن الثوري طالبها ببذل المزيد من الجهد لخدمة المواطنين، منوها الى ان مستقبل تلك الحكومة تمت مناقشته. وعند سؤاله حول هل اوصى الثوري بتغيير الحكومة قال خريشة 'هناك توجهات لذلك الامر'، مشددا على ان المجلس الثوري ليس هو الجهة الوحيدة التي تقرر مستقبل الحكومة 'بل القرار يعود لسيادة الرئيس'. وسجلت دورة المجلس الثوري لحركة فتح دعوات ومطالبات مكثفة لعباس بإجراء تعديلات وزارية عاجلة على هيكلية حكومة فياض الحالية، فيما دعا آخرون ليشمل ذلك تغيير فياض نفسه. وحول الوضع الداخلي للحركة شدد خريشة على انه تم بحث وضعها وجرت عملية تقييم لاداء اللجنة المركزية عن الشهور السابقة، مشددا على انها مطالبة بانجاز المهام الموكلة لها، منوها الى قصر الفترة الزمنية التي مرت على انتخاب تلك اللجنة. ومن جهته قال جمال نزال عضو المجلس الثوري ان المجلس الثوري ناقش الوضع المالي لحركة فتح في ظل الحديث عن ازمة تجتاح خزينتها، مشيرا الى أن حركة فتح تعاني من شح مواردها المالية.