بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ينظم مختبر السيميائيات وتحليل الخطابات الأدبية والفنية – بنمسيك ندوة حول موضوع: "اللغة العربية من زاوية جيوسياسية" وذلك يوم الخميس 26 دجنبر 2024، بقاعة الندوات عبد الواحد خيري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك. وفي هذا السياق، يعتبر الدكتور عبد اللطيف محفوظ أن اللغة العربية هي من بين أغنى اللغات وأكثرها أهمية في عالم اليوم. ويرجع ذلك إلى عدد المتحدثين بها وعدد من تربطهم بها علاقة ما (روحية او اقتصادية…)… ولذلك، فقد تم طرحها للنقاش من زوايا مختلفة، كالتعليم والإدارة والإعلام والعلم والاقتصاد والعلوم الإنسانية… إلا أن البعد الجيوسياسي، وإن كان يشار إليه بشكل عابر وغير مباشر، يظل الغائب الأكبر على المناقشة العلمية العميقة. ويورد الأستاذ الجامعي بكلية ابن مسيك قائلا: إن جيوسياسة اللغة العربية هي الزاوية التي من خلالها يمكن دراسة اللغة في علاقتها بالجغرافيا والسياسة، ومحاولة معرفة مدى تأثير اللغة على العلاقات الدولية، وتشكيل الهويات الوطنية، كما أنها هي الزاوية التي تسمح لنا بمعرفة حدود النفوذ الثقافي والسياسي للغة ما، ومعرفة ما الذي تضمنه من مصالح أو تعجز عن ضمانه في علاقتها بلغة بعينها أو بلغات عدة. ويتابع قائلا: واضح إذن أن اللغة من هذه الزاوية، ينظر إليها بوصفها سلاحا سياسيا، قد يساهم في بناء الهويات الوطنية وتقوية الروابط الاجتماعية، كما يمكن أن يستخدم بوصفه أداة لتقسيم المجتمعات وإضعافها. ولذلك، فقد راهنت الدول الاستعمارية، في مرحلة هيمنتها على جغرافية بعض الدول الأخرى، على خلخلة النسيج اللغوي، ومصادمة مكوناته لتمكين لغتها على حساب اللغات الوطنية، والتي من بينها اللغة العربية. وهذه الاستراتيجية مازالت قائمة إلى اليوم، وإن كان ذلك اعتمادا على أساليب وتقنيات وأجندات تتوافق مع الظروف الراهنة. و وعن الهدف من دراسة اللغة العربية في علاقتها بالجيوسياسة، يوضح أنه ليس الهدف منها فقط القيام بعملية توصيف للواقع من أجل فهمه، بل كذلك العمل على تجاوز الأزمات الناتجة عن السياسة اللغوية التي اعتمدت في مراحل سابقة، والتي ضمنت مصالح اللغة/اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية الأم، وما نتج عن ذلك من فوارق اجتماعية وصراعات مفتعلة وتعثر لعجلة التنمية وإحساس بالدونية في العلاقة بالآخر، وغيرها من الأعطاب التي لا سبيل إلى التخلص منها إلا بالتفكيك والنقد، وتوقع المشكل قبل استوائه ورسوخه في أرض الواقع.