تتجدد معاناة مرضى داء السل مع استمرار انقطاع الدواء من فترة لأخرى والذي لا يتوفر إلا بالمستشفيات العمومية، مما يعرض المرضى إلى خطر تدهور صحتهم وانتكاس وضعهم بفعل التوقف المتكرر للدواء الذي يجب أن يتناوله المريض بانتظام طيلة مدة التعافي. ففي حالة عدم أخذ الجرعات المحددة من لدن الطبيب المختص وبانتظام، يمكن أن يتسبب في وقوع مضاعفات تعيق رحلة الشفاء التام. ويحذر المختصون من عدم تزويد المرضى بالدواء المخصص لداء السل لتجنب ظهور مشكلة المقاومة الدوائية التي ستنقل حالة المريض إلى مرحلة الثانية أو الثالثة من المرض. ويطالب المرضى من وزارة الصحة توفير الدواء و تحمل المسؤولية الكاملة في تزويد المراكز الصحية بالدواء اللازم، وفي الوقت المناسب. ويصنّف المغرب في المراتب المتأخرة حسب تصنيف الأممالمتحدة للتنمية البشرية. ومن بين أهم المؤشرات التي تدخل في الحسبان في هذا التصنيف هي نسبة الإصابة بداء السل التي تعد مؤشرا للفقر والهشاشة والمعاناة. وتتركز أكبر نسبة لداء السل بالمغرب في ست جهات وتحديدا في المناطق المحيطة بالمدن الكبرى التي تفتقر لظروف العيش والسكن المناسبة. و تتربع مدينة طنجة على عرش النسبة المئوية لداء السل ومن حيث النسبة العددية مدينة الدارالبيضاء ثم فاس وسلا ومراكش وأكادير.