تتجدد شكاوى مرضى داء السل من انقطاع الدواء الذي لا يتوفر إلا بالمستشفيات العمومية. فصحتهم على المحك، ويحدق بها خطر التدهور بفعل التوقف المتكرر للدواء. هذا الأخير، يجب أن يتناوله المريض بانتظام. وأي اختلال في أخذ الجرعات المحددة من لدن الطبيب المختص يمكن أن يتسبب في وقوع مضاعفات تعيق رحلة الشفاء التام. وفي هذا الصدد، صرح البروفيسور جمال الدين البوزيدي أخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعية، و رئيس العصبة المغربية لداء السل ل" رسالة 24 " قائلا: " إن داء السل يعد معضلة كبيرة على صحة الانسان، وعلى المريض أن يتناول الدواء بانتظام وفي الصباح الباكر قبل الإفطار. وفي حالة عدم الانتظام في تناوله، ستظهر مشكلة المقاومة الدوائية التي ستنقل حالة المريض إلى مرحلة الثانية أو الثالثة من المرض. ويعتبر المتحدث أن المغرب قد خاص عدة معارك مع هذا الداء منذ عهد الراحل الملك محمد الخامس، مستشهدا بما قام به المغفور له عندما حول مجموعة من الثكنات العسكرية إلى مستشفيات لمواجهته. و يتأسف على الإغلاق الذي طالها. ويدعو البروفيسور البوزيدي وزارة الصحة إلى تحمل المسؤولية الكاملة في تزويد المراكز الصحية بالدواء اللازم، وفي الوقت المناسب. ويصنّف المغرب في المراتب المتأخرة حسب تصنيف الأممالمتحدة للتنمية البشرية ، و من بين أهم المؤشرات التي تدخل في الحسبان في هذا التصنيف هي نسبة الإصابة بداء السل، لأن هذا الأخير مؤشر للفقر والهشاشة والمعاناة. وتتركز أكبر نسبة لداء السل بالمغرب في ست جهات وتحديدا في المناطق المحيطة بالمدن الكبرى التي تفتقر لظروف العيش والسكن المناسبة. و تتربع مدينة طنجة على عرش النسبة المئوية لداء السل ومن حيث النسبة العددية مدينة الدارالبيضاء ثم فاس وسلا ومراكش وأكادير.