عقدت جمعية «الإنقاذ من السل والأمراض التنفسية» ندوة صحفية بمناسبة اليوم العالمي لداء السل مساء الإثنين 22 مارس الجاري بمستشفى 20 غشت، أكدت خلالها البروفسور زوبيدة بوعياد أن داء السل ورغم مضي أكثر من قرن وربع قرن على اكتشاف جرثومته، فإنه لايزال يتحدى المجتمع الطبي، مذكرة بخطوات الجمعية في مجال محاربته والأرقام التي يعرفها المغرب إضافة إلى برنامج عملها. وفي السياق ذاته أوضح البروفسورعبد الكريم بهلاوي عضو الجمعية ورئيس مصلحة أمراض الجهاز التنفسي بابن رشد، أن مرض السل يتخذ تسميات متعددة في الشارع العام من قبيل «مرض الصدر الرية الوسخ الضبابة الطاش ...»، مؤكدا أن المصابين به يفضلون عدم الإفصاح عن ذلك مخافة النفور منهم وفقدان أعمالهم لكونه مرضا معديا، مضيفا بأن المصاب بسل الرئة ينقل المرض إلى ما بين 10 و 15 شخصا سنويا، وواحد من كل 10 أشخاص من حاملي الميكروب يصابون بمرض السل الذي يصيب جميع أعضاء الجسم، مشيرا إلى أن السل الرئوي هو المعدي. البروفسور بهلاوي أثار كذلك العوامل التي تتسبب في ظهور مرض السل المتمثلة في الفقر، السكن غير اللائق، البيوت المظلمة التي تفتقد للتهوية، سوء التغذية، الإرهاق، إضافة إلى الإصابة بداء فقدان المناعة والإقبال على التدخين الذي يضعف مقاومة الجسم. وفي المغرب، فإن معدل الإصابة بمرض السل بجميع أشكاله لايزال مرتفعا حيث يبلغ 82 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة، ويعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بالسل الرئوي أما سل أعضاء الجسم فهو أكثر شيوعا عند النساء، في حين لا يتجاوز انخفاض معدل الإصابة 2 إلى 3 % سنويا. وتأتي جهة الدارالبيضاء الكبرى في طليعة المناطق التي تحتضن عدد إصابات كبير بالداء بمعدل 122 تليها كل من جهة طنجة تطوان ب 118 والرباط سلا زمور زعير ب 108 ..، في حين أن المعدل الوطني هو 81 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة . العرض تطرق من جهة أخرى إلى نتائج برنامج مكافحة السل في المغرب والذي مكن من الوصول إلى معدل لاكتشاف حالات الإصابة بلغ نسبة 90 % ، بينما بلغ معدل نجاح العلاج أكثر من 85 % وتأكيد السل الرئوي أكثر من 80 % ، وأوضح البرنامج ذاته أن متوسط عمر المصابين بالسل في تزايد بطيء من سنة إلى أخرى. المجهودات التي تقوم بها المصالح الصحية من خلال تقديم الدواء واللقاح الذي لاتتعدى حدود نجاعته 80 % كما أنه محدد زمنيا، تبقى غير كافية للقضاء على داء السل الذي يبقى معضلة في طريق الحكومة بكافة قطاعاتها، إذ ترتبط ظروف انتعاشه وتواجده بالسكن غير اللائق بما فيها التجزئات السكنية الحديثة، مما يحتم إشراك مجال التعمير والبيئة والتنمية والتضامن الاجتماعي إضافة إلى وزارة الصحية لوضع خطة وطنية من شأن تطبيقها خفض معدلات الإصابة بهذا الداء القاتل.