رغم المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة، وأيضا جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب، إلا أن عدد المصابين بالسيدا في تزايد هذا ما أكدته أرقام الوزارة وأيضا العاملين في المجال من أطباء وشركاء من المجتمع المدني،وفي تصريح للبروفسور هشام هرموش دكتور بجناح الأمراض الباطنية بمستشفى ابن سينا للعلم أكد فيه أن وضع داء السيدا بالمغرب مازال مقلقا، خاصة أن اغلب المصابين يأتون في المراحل الأخيرة للمرض، وأكد أن عدد المرضى وحاملي فيروس داء فقدان المناعة المكتسبة بمستشفى ابن سينا يصل في مجموعه إلى 280، منهم 240 دخلوا مرحلة المرض بالسيدا ويخضعون للعلاج الثلاثي، وهو علاج بالمجان، وهناك 40حالة حاملة للفيروس ولم تدخل بعد مرحلة المرض..وتشكل نسبة النساء بين مجموع الحالات 45%مقابل55%رجال..وأضاف أن بين المصابين خمس نساء حوامل وبفضل تطور العلاج فان الأجنة غير معرضين للعدوى من أمهاتهم.. ويخضع مرضى السيدا للاستشفاء مثلهم مثل باقي المرضى الآخرين داخل المستشفى وذلك في إطار رفع التمييز عنهم، وجعل مريض السيدا يقبل على العلاج.. ونبه البروفسور هرموش أن النقص الموجود في الأطباء وأيضا الممرضين داخل قسم الأمراض الباطنية بمستشفى ابن سينا يعرقل سير العمل، إضافة إلى سوء التنظيم الذي حمل مسؤوليته لمديرية الأوبئة وهو ما دفع بعض الأطباء إلى مقاطعة اجتماعاته وجاء في بلاغ صادر عن وزارة الصحة بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة داء السيدا الذي يتم تخليده في فاتح دجنبر من كل سنة أن مجموع حالات الإصابة بالسيدا المسجلة منذ1986 بلغت2798 , مشددة على ضرورة تعزيز اليقظة لمواجهة هذا الداء. غير أن الوزارة سجلت ارتفاع معدل الإصابة بالداء ببعض المناطق ووسط بعض المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة. وحسب البلاغ, فإنه تم اتخاذ إجراءات هامة في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة وذلك بفضل المجهودات التي تقوم بها الوزارة وشركائها. وأضاف المصدر ذاته أنه ""خلال فترة2005 -2008 وفي إطار عمليات الوقاية, ارتفع عدد الأشخاص الذين تم تحسيسهم بداء السيدا وخاصة الشباب والنساء ثلاث مرات, حيث انتقل من240 ألف إلى750 ألف شخص , مشيرا إلى أنه في ما يخص عملية الكشف عن الداء, ارتفع عدد الأشخاص المستفيدين من10 آلاف إلى43 ألف شخص خلال نفس الفترة. كما ارتفع عدد الأشخاص الحاملين للفيروس الذين تم التكفل بعلاجهم بواسطة الأدوية المضادة للفيروس من1100 سنة2005 إلى حوالي2000 شخص سنة2008 . وحسب وزارة الصحة, فإن مخطط عمل الصحة للفترة-2008 2012 يتضمن توسيع الاستفادة من عملية الكشف عن الداء والتكفل الطبي ""والعلاج الثلاثي والمتابعة البيولوجية"" والدعم النفسي للأشخاص الحاملين لداء فقدان المناعة المكتسبة. وقد مكنت تعبئة وزارة الصحة وشركائها من اتخاذ إجراءات جديدة لفائدة السكان الأكثر عرضة للإصابة بالداء حيث تم في هذا الإطار وضع برامج خاصة للوقاية لفائدة الأشخاص الذين يتعاطون للمخدرات عن طريق الحقن, من جهة وللمهاجرين من جهة أخرى. ويقدم الصندوق العالمي لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة والسل والملاريا , منذ عام2003 , دعما هاما لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمكافحة هذا الداء.