كشفت المعطيات الرقمية لهذه السنة الخاصة بمرض السل عن تسجيل 27 ألف حالة إصابة جديدة سنويا، بمعدل 80 حالة جديدة من بين 100 ألف نسمة في المغرب. وقال الدكتور جمال الدين البوزيدي رئيس العصبة المغربية لمحاربة داء السل إن وزارة الصحة عملت على وضع إستراتيجية للحد منه ووفرت الأطباء والأطر شبه الطبية والأدوية ومراكز المعالجة لكنها ليست كافية مقارنة بعدد المصابين، وكثرة مسبباته من ظروف معيشية مزرية و سكن غير لائقة، قائلا " نحن كأطباء نعيش وسط هؤلاء المرضى ولا نصاب به لان ظروف عيشنا تختلف من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي مقاربة معالجة الداء يجب ان تكون مقاربة شمولية تقتضي تدخل عدة قطاعات، تسرع أولا تحسين ظروف العيش حتى لا يتفاقم العدد، وهذا ما يعني أن المشكل مجتمعي في المغرب وليس قطاعي" مضيفا " داء السل مؤشر من المؤشرات التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية والهيئات العالمية في التطور الحضاري والتنمية البشرية ، لذلك نجد دائما المغرب في أسفل الترتيب، لأنه لم يوليه الكثير من الأهمية"
وأشار البوزيدي إلى أن بعض المرضى يحتاجون إلى عناية طبية سرسرية، ما يستلزم إعادة التفكير في الوضعية الحالية للمستشفيات المغربية، منتقدا تبعات السياسات السابقة التي عمدت إلى غلق المستشفيات التي استقبلت سابقا مرضى هذا الداء، كمستشفى " بن صميم" ضواحي مدينة أزرو، وجزء من مستشفى مولاي يوسف في الرباط ومصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى ابن رشد. وأكد أن مسلسل مكافحة داء السل عرف تحقيق خطوات اعتمادا على الخطة الوطنية لتسريع خفض نسبة الإصابة بداء السل 2013-2016 والإستراتيجية الوطنية لمحاربة داء السل.