دعت السلطة الوطنية الفلسطينية, أول أمس السبت, الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي إلى مواكبة مفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل، التي ستبدأ بواشنطن في الثاني من شتنبر المقبلفلسطينية من القدس تسكب الماء على رأسها في يوم وصلت الحرارة إلى أزيد من 47 درجة (أ ف ب) وأشارت إلى أن هذه المفاوضات تكتسب أهمية كبيرة، نظرا لأنها تأتي بعد انقطاع طويل في المفاوضات المباشرة بين الجانبين وعقب جهود أمريكية مكثفة لاستئنافها. وقال غسان الخطيب مدير المركز الإعلامي للحكومة الفلسطينية، في تصريح للصحافة, إن "الجانب الفلسطيني جاد في هذه المفاوضات", مشددا على أن عدم تدخل المجتمع الدولي في العملية التفاوضية يعني انهيار تلك المفاوضات مثلما حدث في السابق. من جهتها، أعلنت حركة حماس تعليق مشاركتها في الاجتماع، الذي كان مقررا مع وفد حركة فتح، في مدينة غزة، احتجاجا على موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل، في مؤتمر صحافي، عقده في وقت متأخر أول أمس السبت، إن القرار، الذي اتخذته اللجنة التنفيذية )بتلبية دعوة واشنطن لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل( جعل من الصعب، في ظل المعطيات الجديدة، مشاركة حماس في اللقاء مع حركة فتح في هذا التوقيت بالذات. وأضاف: احتراماً لأنفسنا ومشاعر شعبنا، والقوى الفلسطينية الرافضة للتنازلات، التي تقدمها حركة فتح، وضربها عرض الحائط الإجماع الوطني علقنا هذا اللقاء. ووافقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على الدعوة الأمريكية لإجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية مطلع الشهر المقبل. واعترضت غالبية الفصائل الفلسطينية على رأسها حماس على قرار منظمة التحرير واعتبرته خضوعا للضغوط الأمريكية والغربية ولا يفيد القضية الفلسطينية. في السياق ذاته، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل "مس خطير بموقف الإجماع الوطني". وأكد عضو اللجنة التنفيذية عضو المكتب السياسي للجبهة، تيسير خالد، أن الجبهة تعارض بقوه الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، معتبرا الدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف المفاوضات "استفزازية ورضوخا للشروط الإسرائيلية". وفي وقت سابق، أعلنت حماس بدورها معارضتها استئناف المفاوضات، وقال المتحدث باسمها، فوزي برهوم، إن "اتكاء" فريق التفاوض الفلسطيني على البيان الذي دعت فيه اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بدورها لاستئناف المفاوضات مجرد "خداع وتضليل" للرأي العام الفلسطيني، مؤكدا أن حركته والشعب الفلسطيني غير ملزمين بنتائج هذه المفاوضات. من جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "شكليا، وما تمخض عنه لا يمثل الإجماع الوطني والشعبي". أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فاعتبرت بيان اللجنة الرباعية الدولية ينطوي على قبول ضمني وتشريع للاستيطان والحصار ومشروع الدولة المؤقتة، ويمثل تنازلا عن بيانها في مارس الماضي. ودعت الرباعية الدولية لسلام الشرق الأوسط، الجمعة الماضي، كلا من السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات المباشرة التي توقفت بينهما منذ نهاية 2008 بعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت. وحددت اللجنة –التي تضم كلا من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة- يوم 2 سبتمبر المقبل موعدا لاستئناف المفاوضات، ودعت إلى التوصل لاتفاق في غضون سنة واحدة. بيد أن بيان الرباعية خلا من الإشارة إلى حدود 1967 ، ودعا إلى عدم القيام بأعمال استفزازية عوضا عن المطالبة صراحة بوقف الاستيطان، بينما عد نجاحا سياسيا لنتنياهو حسب مراقبين. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت قبولها استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل, حيث سيجتمع نتنياهو وعباس في الأول من سبتمبر مع الرئيس الأميركي باراك أوباما لإطلاق المفاوضات.