نفى صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، أمس الثلاثاء، وجود اتفاق على عقد اجتماع ثلاثي يضم السلطة الفلسطينية وإسرائيل والإدارة الأميركية.الشرطة الأردنية تعاين مكان سقوط صاروخ غراد بخليج العقبة (أ ف ب) وقال عريقات لإذاعة (صوت فلسطين) إن فكرة عقد اللقاء يجري تداولها لكن لا يوجد اتفاق بشأنها، موضحاً أنه في حال عقد مثل هذا اللقاء فإنه سيبحث في تحديد مرجعية واضحة لمفاوضات السلام المباشرة. وشدد عريقات على التمسك الفلسطيني بأنه لابد من موافقة الحكومة الإسرائيلية على مرجعية عملية السلام والدولة الفلسطينية على حدود عام ،67 ووقف الاستيطان بما يشمل القدس قبل الذهاب لمفاوضات مباشرة. وتحدثت تقارير إخبارية، أمس الثلاثاء، عن اتصالات لعقد لقاء ثلاثي فلسطيني إسرائيلي أمريكي مشترك يبحث في تفاصيل المفاوضات ويتطرق إلى القضايا الرئيسية موضوع التفاوض. وكانت الولاياتالمتحدة دعت إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قائلة إن الوقت الآن مناسب، وحذرت من عواقب عدم الاستفادة من الفرصة المتاحة، في حين، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن المفاوضات المباشرة ستبدأ منتصف الشهر الجاري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن "رسالتنا هي أن الوقت مناسب والفرصة سانحة، وعلى كلا الطرفين أن لا يتراجعا"، مشددا على ضرورة الانتقال من المحادثات غير المباشرة إلى المباشرة. ولم يؤكد كراولي ما إذا كان الرئيس باراك أوباما حذر نظيره الفلسطيني محمود عباس من أن عدم التوجه إلى المفاوضات المباشرة سيضر بعلاقات السلطة مع واشنطن، لكنه في المقابل لم ينف التقارير التي تحدثت عن ذلك. واكتفى بالقول إن هناك عواقب "من عدم المقدرة على الاستفادة من هذه الفرصة"، وثمّن موقف الدول العربية بإعطاء "الضوء الأخضر" في اجتماعها الشهر الماضي بالقاهرة لاستئناف المفاوضات المباشرة. وفي رام الله، بحثت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مسألة الانتقال إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وأعلنت أن موقفها متطابق مع قرار لجنة المتابعة العربية الذي لا يعارض استئنافها. وقال أمين سر منظمة التحرير، ياسر عبد ربه، إن الموقف الفلسطيني هو الوقف التام للاستيطان مع ضمانات تكفل نجاح المفاوضات وتحديد مرجعية التفاوض قبل الخوض في مفاوضات مباشرة، "وإلا ستفشل قبل انطلاقها". وأضاف أن الأسابيع المقبلة ستشهد مشاورات في المجلس المركزي الفلسطيني بهدف إطلاق مفاوضات ذات مضمون إيجابي، معتبرا أن المواقف الصادرة عن نتنياهو بشأن الاستمرار في الاستيطان تقوض الجهود الدولية الرامية إلى إطلاق المفاوضات. وكانت المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قد توقفت نهاية 2008 إثر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة, قبل أن تبدأ في ماي الماضي جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بإشراف الوسيط الأميركي جورج ميتشل، لكنها لم تحقق أي نتائج. في المقابل، قال مسؤول فلسطيني إن أوباما بعث يوم 16 يوليوز الماضي رسالة إلى عباس يحذره فيها من أن عدم استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل يهدد علاقة واشنطن بالسلطة الفلسطينية. وشدد أوباما –حسب ما نقلته تقارير صحفية عن المسؤول المذكور- على أن واشنطن لن تقبل باللجوء إلى مجلس الأمن بديلا عن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وأن الإدارة الأميركية ستعمل على إقناع الدول العربية بالمساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه إلى المفاوضات، وعلى الحصول على تأييد من الاتحاد الأوروبي وروسيا بهذا الشأن. وأكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، تلقي السلطة الفلسطينية هذه الرسالة، وكشف أن أوباما دعا فيها عباس إلى الدخول في مفاوضات مباشرة. وأضاف عريقات أن أوباما وعد عباس بأن الولاياتالمتحدة ستعمل على تحقيق مبدأ الدولتين، في حين حذر من أنه إذا لم تدخل السلطة في مفاوضات مباشرة فإن إمكانية مساعدتها ستكون ضئيلة في هذا المجال. وأكد أن الجانب الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة، التي ترعاها الولاياتالمتحدة منذ ماي الماضي، قدم كل ما لديه من أفكار ومفاهيم بشأن كافة قضايا الوضع النهائي استنادا إلى القانون والشرعية الدوليين، "ولم نسمع حرفا واحدا من الجانب الإسرائيلي".