طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الإدارة الأميركية بالرد على إعلان إسرائيل استمرارها في سياسة الاستيطان بالقدسالمحتلة، على الرغم من بدئها مفاوضات غير مباشرة مع السلطة الوطنية الفلسطينية.فلسطينيات من غزة يطالبن بإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال (أ ف ب) وقال عباس في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومة تصريف الأعمال بالضفة الغربية، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مطالبة بالإجابة على مثل هذه الأمور. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تأكيده أن إسرائيل لم تقدم أي ضمانات للأميركيين لوقف التوسع الاستيطاني في المدينةالمحتلة. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس الثلاثاء،عن مصدر مقرب من نتنياهو، قوله إن إسرائيل لم تقدم أية تعهدات في هذا الشأن، وأكد المصدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أوضح للأميركيين أن التخطيط والبناء في القدس سيستمر بشكل اعتيادي، "تماما كما كان عليه الأمر في ظل حكومات إسرائيلية سابقة طيلة السنوات 43 الماضية". وتأكيدا على ذلك قالت حركة السلام الآن الإسرائيلية إن بلدية القدس شرعت في إقامة 14 وحدة استيطانية جديدة في مبنى قديم، بحيّ رأس العمود في القدسالشرقية، كان قبل عام 1967 مقراً للشرطة الأردنية. وفي وقت سابق، اعتبرت السلطة الفلسطينية أن رفض إسرائيل الموافقة على تجميد الاستيطان يعتبر تحديا وإحراجا للإدارة الأميركية، التي أكدت أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قدما تعهدا بما يمنع تقويض الثقة في المفاوضات. وحذرت واشنطن الفلسطينيين والإسرائيليين من أنها ستحمل المسؤولية لأي طرف منهما يقدم على فعل أي شيء من شأنه أن "يقوض الثقة" في المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت يوم أمس بينهما برعاية أميركية وانتهت جولتها الأولى في اليوم نفسه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي "كما يعلم كلا الطرفين، إذا أقدم أي منهما خلال المفاوضات غير المباشرة على أي فعل نقدر أنه يقوض الثقة بشكل خطير، فإننا سنرد بتحميله المسؤولية، وسنضمن استمرار المفاوضات". وأضاف كراولي، في بيان عقب إنهاء المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة، أن "هذه المفاوضات جدية"، وأن نتنياهو وعباس "يحاولان التقدم إلى الأمام في ظروف صعبة". وأكد المسؤول الأميركي أن واشنطن تلقت "تعهدات من الطرفين"، وقدمت لهما في المقابل "ضمانات" من شأنها أن تدفع بالمفاوضات غير المباشرة إلى الأمام، مشيرا إلى أن مضمون المحادثات سيبقى سريا. وسيعود ميتشل إلى المنطقة الأسبوع المقبل من أجل مواصلة التوسط في المفاوضات بين الجانبين، التي من المتوقع أن تستمر أربعة أشهر. من جهة أخرى، وصل إلى القاهرة، مساء أول أمس الاثنين، صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية قادما من رام الله عبر عمان في زيارة لمصر تستغرق يومين. ويجري عريقات خلال زيارته مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين في مصر وجامعة الدول العربية يطلعهم خلالها على آخر تطورات الوضع بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، التي تجري بوساطة أميركية. وتأتي زيارة المسؤئول الفلسطيني للقاهرة في إطار المشاورات المستمرة، التي تجريها القيادة الفلسطينية مع المسؤولين المصريين والجامعة العربية حول عملية السلام، خاصة في أعقاب انطلاق المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.