ذكرت الحكومة الأميركية، أول أمس الأحد، أن الجولة الأولى من محادثات السلام غير المباشرة، بين الإسرائيليين والفلسطينيين اختتمت"بحلول وسط جادة وواسعة النطاق "من كلا الطرفين.مواجهات بين فلسطينيين وجنود الاحتلال في بيت جالا (أ ف ب) وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كرولي، في بيان إن الإسرائيليين والفلسطينيين اتخذوا خطوات لخلق مناخ من شأنه أن يفضي إلى محادثات ناجحة. وبينما جمدت الحكومة الإسرائيلية خطط البناء الخاصة ب1600 منزل في حي رامات شلومو بالقدسالمحتلة لمدة عامين، قال الرئيس الفلسطيني إنه سوف يتصدى للتحريض من أي نوع. وقال كرولي في البيان إن الولاياتالمتحدة قدمت تأكيدات لكلا الطرفين من شأنها أن تساعدنا على المضي قدما إلى الأمام، مؤكدا أه إذا اتخذ أي طرف إجراءات خطيرة خلال المحادثات عن قرب نرى أنها سوف تقوض بشكل خطير الثقة فان الولاياتالمتحدة سوف تحمله المسؤولية. ومن المقرر أن يعود المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للقيام بجولة مكوكية بين القدسالمحتلة ورام الله في الوقت الذي تبدأ فيه المفاوضات غير المباشرة جديا. وبدأت أول أمس الأحد المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بوساطة أميركية، بعد فترة توقف استمرت أكثر من عام تخندق الجانبان خلالها في مواقفهما وتفاقم انعدام الثقة بينهما. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للصحافيين عقب الاجتماع الذي عقده المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يمكن القول" إن مفاوضات التقارب انطلقت اليوم، مستخدما المصطلح الذي تفضله واشنطن في إشارتها للمحادثات التي طال انتظارها". ويرأس الرئيس عباس بنفسه الجانب الفلسطيني في المحادثات، التي ستناقش ما يطلق عليها قضايا الوضع النهائي. واتفق عباس وميتشل في اجتماع سابق على أن المفاوضات ستستمر أربعة أشهر. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا بقرار الجانب الفلسطيني إطلاق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وقال نتنياهو في بدء الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية في القدسالمحتلة، لا يمكن تحقيق السلام من مسافة بعيدة أو بجهاز تحكم عن بعد، خاصة أننا والفلسطينيين جيران. وأضاف: بمرور الوقت، لا يتصور أننا سنتخذ قرارات ونبرم اتفاقات بشأن قضايا هامة بدون الجلوس سويا في نفس الغرفة. وتوقفت مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أواخر عام 2008 بينما كانت إسرائيل على أبواب الانتخابات آنذاك. ونفى مسئولون إسرائيليون تقارير إعلامية بشأن تجميد فعلي في بناء المستوطنات بالقدسالشرقية للسماح بإطلاق المفاوضات غير المباشرة في نهاية المطاف، لكن عباس استطاع أن يحصل على دعم الجامعة العربية للبدء في هذه المحادثات. وقالت السلطة الفلسطينية إن رفض إسرائيل الموافقة على تجميد الاستيطان يعتبر تحديا وإحراجا للإدارة الأميركية. يأتي الموقف الفلسطيني بعد نفي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على لسان مصدر مقرب منه تقديم أي ضمانات للجانب الأميركي الذي قال إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قدما تعهدا بما يمنع تقويض الثقة في هذه المفاوضات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هذا المصدر -الذي لم تكشف عن هويته- قوله إن إسرائيل لم تقدم أي تعهدات في هذا الشأن. وأضاف المصدر أن نتنياهو أوضح للأميركيين أن التخطيط والبناء في القدس سيستمر بشكل اعتيادي "تماما كما كان عليه الأمر في ظل حكومات إسرائيلية سابقة طيلة السنوات ال43 الماضية". وتأكيدا على ذلك قالت حركة السلام الآن الإسرائيلية إن بلدية القدس شرعت في إقامة 14 وحدة استيطانية جديدة في مبنى قديم بحيّ رأس العمود في القدسالشرقية، كان قبل عام 1967 مقراً للشرطة الأردنية. وحذرت واشنطن من أنها ستحمل المسؤولية لأي طرف منهما يقدم على فعل أي شيء من شأنه أن "يقوض الثقة" في المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت الأحد بينهما برعاية أميركية وانتهت جولتها الأولى في اليوم نفسه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي "كما يعلم كلا الطرفين، إذا أقدم أي منهما خلال المفاوضات غير المباشرة على أي فعل نقدر أنه يقوض الثقة بشكل خطير، فإننا سنرد بتحميله المسؤولية، وسنضمن استمرار المفاوضات".