اعتبر الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، "سابقا لأوانه" الطلب الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية لدعم مساعيها، بهدف اعتراف مجلس الأمن الدولي بقيام دولة فلسطينية مستقلة.صائب عريقات (أ ف ب) وصرح وزير الخارجية السويدي، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي كارل بيلدت "لا أظن أننا وصلنا لذلك. بودي أن نكون قادرين على الاعتراف بدولة فلسطينية لكن يجب أولا أن تكون تلك الدولة قائمة، وبالتالي اعتقد انه أمر سابق لأوانه". وأدلى بيلدت بهذه التصريحات أمام الصحافيين على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل ردا على طلب رسمي تقدمت به السلطة الفلسطينية. كذلك اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا أن عملية من هذا القبيل "ستأخذ وقتا" ويجب أن تجري"في هدوء وفي الوقت المناسب" مضيفا "لا أظن أن يكون الوقت حان اليوم للتطرق لذلك". وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أعلن أن السلطة الوطنية تقدمت بطلب رسمي لدول الاتحاد الأوروبي لدعم توجهها باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، موضحاً أن هذا الأمر لا يعد إعلاناً من طرف واحد، وفي الأثناء أعلن مسؤول أميركي أن الطريق لإعلان الدولة هو عبر المفاوضات. فقد قال صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، إن السلطة الوطنية تقدمت الاثنين، بطلب رسمي لدول الاتحاد الأوروبي لدعم توجهها لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف عريقات في مؤتمر صحفي برام الله "التقيت اليوم ممثل الاتحاد الأوروبي و27 قنصلاً وممثلاً لدول الاتحاد الأوروبي في رام الله، وتقدمنا لدولهم بطلب رسمي لدعم توجهنا إلى مجلس الأمن الدولي باستصدار قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وقال "خلال الاجتماع لم أسمع أي معارضة أو تساؤل من ممثلي دول الاتحاد الأوروبي"، مؤكداً أن "الرد الأولي من الاتحاد الأوروبي ايجابي، ولدينا اتصالات مسبقة مع هذه الدول وهناك موافقة وتعاون بهذا الاتجاه من الاتحاد الأوروبي"، وفقاُ لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". من جهة ثانية، أوضح عريقات أن التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بعاصمتها القدسالشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 يختلف تماما عن إعلان دولة فلسطينية من طرف واحد وبطريقة أحادية. وأضاف عريقات في تصريحات إذاعية أن منظمة التحرير الفلسطينية لا تطرح خيار إعلان الدولة من جانب واحد، مؤكداً أن الهدف من الذهاب إلى مجلس الأمن هو الحفاظ على خيار الدولتين على اعتبار أنه هو خيار منظمة التحرير الفلسطينية، حسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام". وعلى صعيد التهديدات الإسرائيلية شدد عريقات أن كل سياسات وممارسات الحكومات الإسرائيلية تقوم على إجراءات أحادية الجانب وفرض الحقائق على الأرض من طرف واحد، مبيناً "أن النشاطات الاستيطانية وبناء جدار الفصل العنصري هو تعميق للاحتلال وهدم البيوت وتهجير السكان هو تهويد للقدس وما حولها". وأشار إلى أن الوقت حان لإعلان مجلس الأمن من خلال دعم المجتمع الدولي الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وفي واشنطن، رفض مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية التعليق على تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن ضم جميع المستعمرات اليهودية الموجودة على الأرض المحتلة إلى إسرائيل حال إعلان الفلسطينيين قيام "دولة فلسطينية" من طرف واحد. وأوضح المصدر أن الولاياتالمتحدة مقتنعة أن المفاوضات بمشاركة إسرائيل هي أفضل طريق للوصول إلى دولة فلسطينية، كما أفادت "وام". وأشار المصدر الأميركي إلى أن بلاده لا توافق على اتخاذ خطوات من جانب واحد وفي حالة قيام الفلسطينيين باتخاذ هذا الموقف، فإن ذلك قد يجبر الولاياتالمتحدة على التعامل على أساس قناعاتها بالحل عن طريق المفاوضات.