ذكرت صحيفة "تشرين السورية" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 25 غشت 2009 أن تجاهل دول الغرب جرائم العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين لم تتوقف يومًا، بل وتعدَّت ذلك إلى التبرير في أحيان كثيرة، لكنَّ حماقة الحكومة الصهيونية -كما وصفتها صحيفة "تشرين" السورية- ونزعتها العنصرية؛ قادتها هذه المرة إلى أزمة مع الغرب، وبالأخص مع السويد البلد الأوروبي الذي وقف نسبيًّا مواقف متوازنة في قضية الصراع العربي - الصهيوني. وقالت الصحيفة: "لعل ترؤس السويد للاتحاد الأوروبي هذه الفترة كان عاملاً آخر لرفع حدة التوتر الصهيوني والعصبية البالغة في ردِّ الفعل مما نشرته صحيفة "إفتون بلاديت" عن حقائق سرقة الجنود الصهاينة أعضاء الشهداء الفلسطينيين والمتاجرة بها؛ بحيث وصلت الوقاحة "الإسرائيلية" في هذا المجال حدَّ طلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الاعتذارَ من الحكومة السويدية عما نشرته الصحيفة". واستنادًا إلى إيقاع الأزمة المتصاعد فقد جاء ردُّ رئيس الحكومة "فريدريك رينفليت" سريعًا برفض الطلب الصهيوني استنادًا إلى أن حكومته لا تتدخل في مضمون ما يرد من الصحف، مؤكدًا أن حرية الصحافة جزءٌ لا يتجزَّأ من الديمقراطية السويدية، وأكثر من ذلك اعتبر رينفيلت تنفيذ الطلب الصهيوني خرقًا للدستور السويدي. وأضافت الصحيفة: "ولأن رئيس حكومة السويد يعرف أن نتنياهو وشلَّته في الحكومة العنصرية لن تقبل بهذا الموقف المحمول على أسس منطقية بل سترد عليه بطريقتها الانتقامية؛ سارع إلى الإعلان عن آماله بألا يؤثر هذا الموقف في دور بلاده في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصةً أن السويد تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي"، في حين أعرب وزير الخارجية السويدي كار بيلدت عن اعتقاده أن علاقات بلاده مع الكيان الصهيوني لن تتأثر بهذه القضية، متمسكًا في الوقت ذاته بموقف حكومته الرافض لإدانة أو انتقاد ما نشرته الصحيفة السويدية من حقائق عن سلوك "الاسرائيليين" الإجرامي، وقال بيلدت: "إن الحكومة لا تراجع ما يُنشر في الصحافة". جاء ذلك في وقت نشرت الصحيفة قسمًا آخر من تحقيقاتها حول الجرائم الصهيونية بحق الشهداء الفلسطينيين. الموقف السويدي المتماسك سيدفع -كما يرى محللون- إلى مزيد من التأزُّم والإرباك بالنسبة لحكومة نتنياهو التي لم تعتَدْ على مواقف أوروبية كهذه، وهو ما قد يؤدي إلى اتساع حدة الأزمة الدبلوماسية بين تل الربيع (تل أبيب) وإستكهولم، برأي الصحيفة السورية.