الأقصى المبارك في خطر أكثر من أي وقت مضى هذا صحيح تماماً.. والمخاوف الفلسطينية من احتمالات عدوان جوي يهودي يستهدف الحرم القدسي وهدم الأقصى... كلها حقيقية وماثلة وملموسة. والمعلومات الإسرائيلية المتسربة من الشاباك ووزارة الداخلية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة حول نية متطرفين يهود تفجير الأقصى إنما تعزز جملة كبيرة من المعلومات والوثائق المتراكمة أصلا على مدى سنوات الاحتلال والتي تتحدث كلها عن نيات ومخططات وسيناريوهات وإجراءات يهودية لهدم الأقصى. إذن.. النيات والمخططات والجماعات الارهابية كلها قائمة.. والمسألة مسألة وقت وتوقيت فقط..؟! الدولة و25 تنظيما إرهابيا وفق المصادر الفلسطينية والاسرائيلية على حد سواء، هناك نحو خمسة وعشرين تنظيما إرهابياً يهوديا كلها تعمل على مدار الساعة من أجل تهويد القدس وتهجير أهلها وهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم. غير أن استهداف المدينة المقدسة لا يقتصر على تلك التنظيمات فقط، فهناك الدولة الإسرائيلية بكل مؤسساتها الوزارية وغيرها تعمل بلا كلل من أجل إحكام قبضتها الاستيطانية والدينية والسياسية / السيادية على القدس، وحسب بعض التقارير الفلسطينية فإن ما يجري في القدس من إجراءات اسرائيلية ليس إلا تطهيراً عرقياً، وباتت إسرائيل في المرحلة النهائية من إحكام سيطرتها على القدس ومحيطها. ولذلك حينما تعرب المخابرات والداخلية الإسرائيلية عن خشيتها من احتمال تفجير الأقصى على يد متطرفين يهود فإن ذلك لا يبرئ ساحتها من أي عدوان قادم على الأقصى. قد تكون هناك اعتبارات وحسابات اسرائيلية داخلية عديدة تتعلق بالأزمة الحكومية والليكودية تقف وراء الكشف عن مخططات العدوان على الأقصى.. وقد تكون هناك اعتبارات وحسابات خارجية أيضاً تضاف إلى تلك الداخلية... ولكنها كلها مجتمعة تهدف إلى الخداع والتضليل وذر الرماد في العيون. تلقي الحلقة الأولى التالية الضوء على عقلية تدمير المقدسات وعلى المنطلقات والأدبيات الأيديولوجية الصهيونية التي تقف وراء التنظيمات والنيات والمخططات الرامية إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل. حينما أعلن أحمد قريع - أبو العلاء - رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وأحد أهم أركان عملية السلام وأوسلو وملحقاتها من الاتفاقيات والقمم، ببالغ الوضوح: أن الإسرائيليين تحدثوا عن ما هو تحت الأقصى باعتباره ملكاً لهم وعن إعطائنا وصاية عليه فقط، وحينما أشار إلى أن ما يدعو إليه الإسرائيليون يعني أنهم سوف يهدمون المسجد الأقصى.. وأن الإدارة الأمريكية تبنت الطروح الإسرائيلية حول المسجد الأقصى وأن أعضاء في الوفد الأمريكي كانوا يطلقون عليه التسمية الإسرائيلية وهو جبل الهيكل. وحينما كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى النقاب عن أن إسرائيل طرحت خلال مفاوضات كامب ديفيد أن تكون لها السيادة على المسجد الأقصى وما تحته، وأن يمنح اليهود مكاناً للصلاة فيه دون أن يكون للفلسطينيين وصاية دينية على مبنى المسجد، وحينما أوضح المسؤول الفلسطيني أن الإسرائيليين عزوا مطالبهم إلى أن المكان الذي يقوم عليه المسجد الأقصى يشكل قدسية خاصة لليهود كون المسجد يقوم فوق أنقاض هيكل سليمان. نقول حينما أعلن قريع المسؤول الفلسطيني الكبير عن هذه الطروح الإسرائيلية خلال مفاوضات الكامب -2/ 2000 فإن الدائرة التآمرية الإسرائيلية تكون اكتملت، وأصبح الموقف الرسمي الإسرائيلي إزاء قضية المسجد الأقصى وهيكل سليمان يشكل غطاء رسمياً وحماية صريحة لنحو 25 تنظيماً إرهابياً يهودياً تعمل بلا كلل لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه، وذلك انطلاقاً من المعتقدات الدينية اليهودية التي تنتظر مسيحها الخاص، وتقول إن هذا المسيح المنتظر لا يأتي إلا إذا كان الهيكل الثالث قائماً ولائقاً باستقباله، ومن وسط هذا الهيكل بالذات ينبغي أن يعلن مجيء المسيح اليهودي، أما الهيكل فلا يصح بناؤه في نظر اليهود إلا حيث كان قائماً، وربما أن المسجد الأقصى بني بعد الفتح العربي الإسلامي على أنقاض الهيكل، كما يعتقدون، فإن هدم هذا المسجد وإزالته يصبحان أمراً بديهياً متوقعاً مرتبطاً بالتوقيت والظرف المناسبين - جورج حداد - خبير الشؤون اليهودية / صحيفة الدستور الأردنية. إذن.. تأتي هذه المعلومات بالغة الحساسية والخطورة التي يكشف النقاب عنها تباعاً في الأيام الأخيرة لتلقي الضوء المكثف مجدداً على تلك الأدبيات اليهودية وعلى تلك النيات والمخططات الإرهابية المبيتة نحو المسجد الأقصى المبارك، كما أنها تأتي لتفضح حقيقة المؤامرة الصهيونية ضد المدينة المقدسة. فكل الأحداث والتطورات والشواهد المتراكمة على أرض المدينة المقدسة المحتلة... وكل التقارير والتعليقات المتلاحقة بلا انقطاع، تقودنا إلى استخلاص أساسي كبير واضح الملامح والأبعاد: أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل شن حربها التفريغية التهويدية على الوجود العربي الفلسطيني المقدسي في المدينة المقدسة... وتواصل تطبيق برامجها الاستيطانية التهويدية الالحاقية الاحلالية مع سبق النيات الإجرامية، غير مكترثة أبداً بعملية السلام المزعومة ولا بالمشاعر وردود الفعل الفلسطينية أو العربية أو الدولية، ولا بالمواثيق والأعراف الدولية، ولا بأي شيء آخر قد يخطر بالبال أو لا يخطر. فلدى تلك السلطات كم لا حصر له من المشاريع والمخططات والإجراءات التي تستهدف النيل من عروبة ومقدسية القدس.. وتستهدف تكريس واقع التهويد.. وهي تصول وتجول في ربوع القدس العربية ببالغ العربدة والغطرسة والاستهتار، وتعيث فساداً وتخريباً وتطهيراً عنصرياً في هذا الجزء البالغ الحساسية من الجسم العربي، دون أن يرف لتلك السلطات جفن، ودون أن تتوقف برهة لإعادة النظر والتفكير فيما تقوم به من ممارسات إجرامية وقرصنة استيطانية تهويدية محمومة مسعورة، وفيما تقوم به - بصورة أكثر تخصيصاً من انتهاكات واعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على حد سواء، فما الذي ومن سيجبرها على ذلك...؟! حرب تطهيرية عنصرية فنحن في الحقيقة إذن، أمام حرب إسرائيلية تفريغية تهويدية تطهيرية عنصرية جامحة على القدس وأهل القدس. فها نحن نقرأ ونتابع الأحداث على أرض القدس، وها نحن نقرأ على سبيل المثال عن خطة للحاخامات والمنظمات الاستيطانية المتطرفة تهدف إلى إعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى... وها هي عميرة هس مراسلة الشؤون العربية في صحيفة هآرتس - تتحدث عن سياسة التمييز العنصري نحو المقدسيين وعن تفريغ القدس من العرب.. وها هو أمنون كابليوك الصحافي الإسرائيلي المعروف يؤكد الحقيقة الواضحة الصارخة أن إسرائيل تفرغ المدينة المقدسة من الفلسطينيين - صحيفة القدس. وها نحن نتابع القرصنة الاستيطانية في الاستيلاء على العقارات والممتلكات العربية في سلوان، وفي برج اللقلق.. وفي رأس العامود وجبل أبو غنيم ومواقع عديدة تقع على امتدادات جهات القدس الأربعة. وهذه القرصنة الإسرائيلية ليست كأي قرصنة أخرى قد تحدث لمرة واحدة أو مرتين أو ثلاث مرات، وإنما هي قرصنة مخططة مبرمجة يجري تنفيذها عن سبق تدبير وتبييت وإصرار، وبأبشع وأقسى صور إرهابية، فما الأصعب والأبشع من أن يقوم إرهابيون يهود مدججون بالسلاح وتحت حماية وغطاء قوات الجيش والأمن باقتحام البيوت العربية العتيقة في قلب المدينة القديمة وخارجها، وقذف وكب أصحابها الأصليين بكامل هيئاتهم البشرية وبكامل أثاثهم إلى أرصفة الشوارع، وبعد ذلك يقومون بالرقص والغناء على دموع الفلسطينيين الأبرياء ودمائهم! إذن، الذي يجري على أرض القدس قرصنة إسرائيلية استيطانية اغتصابية منفلتة بلا كوابح أو روادع تردعها وتضع حداً لانفلاتها وعربدتها. والذي يجري على أرض القدس مقارفة مبرمجة تماماً لشتى أشكال الانتهاكات والجرائم بحق القدس وأهلها - ومقدساتها. وتحت هذا العنوان على وجه التحديد الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق القدس وأهلها ومقدساتها نعتزم تخصيص هذه الدراسة لمعالجة جرائم الاحتلال بحق الأماكن المقدسة، والمخططات ونيات وإجراءات الاحتلال الرامية إلى هدم الأقصى وإقامة الهيكل. منطلقات وأدبيات أيديولوجية وإن كنا لا نستطيع في هذه الدراسة المكثفة العاجلة استعراض وتحليل أدبياتهم الفكرية والأيديولوجية الدينية المتعلقة بالقدس باعتبارها مدينة يهودية والمتعلقة بالنيات والخطط والممارسات الإجرامية التدميرية تجاه الأماكن المقدسة في المدينة، فإننا نشير بشكل محدد إلى ما كان مناحيم بيغن قد أكده قائلاً: ان لا قيمة ل إسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل - صحيفة السبيل الأردنية. وكذلك إلى ما كان غرشون سلوموم زعيم جماعة أمناء جبل الهيكل التي تسعى بلا توقف إلى هدم الأقصى المبارك قد أكده قائلاً: ان وضع حجر الأساس للهيكل يمثل بداية حقبة تاريخية جديدة، نريد أن نبدأ عهداً جديداً للخلاص اليهودي - السبيل الأردنية . ويوم فتح النفق الاحتلالي تحت الحرم القدس الشريف، كان نتنياهو قد أعلن كما هو معروف قائلاً: لقد بدأ التاريخ اليهودي عند هذه الصخرة - مشيراً إلى صخرة كبيرة في النفق - الصحف الإسرائيلية. وقد استخلص زياد منى الباحث الفلسطيني في التوراة والتاريخ القديم المتصل بفلسطين في دراسة موثقة أعدها بهذا الصدد إن النفق كان خطوة على طريق تعريض أسس القبلتين للهدم وإقامة مملكة إسرائيل الكبرى... وإن إعادة بناء هيكل سليمان تشكل أساس وجود اليهودية المادي ولا معنى لكيان صهيوني دون الهيكل. ونشير في سياق الإشارة إلى منطلقاتهم الفكرية والأيديولوجية تجاه القدس، إلى الإجماع السياسي الإسرائيلي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على أن القدس موحدة عاصمة إسرائيل إلى الأبد وأن المدينة غير خاضعة للمساومة والتقسيم - راجع هنا ملف القدس والشؤون الإسرائيلية - أرشيف صحيفة الدستور الأردنية -. وقد حرصت كافة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تضمين هذا الموقف في كافة برامجها وخطوطها السياسية الأساسية، وحكومة باراك بدورها أكدت في برنامجها السياسي أيضاً ذات الموقف وذات السياسة، وأكدت أكثر هذه الخلفية خلال مفاوضات الكامب -2- والتي يواصلها شارون بمنتهى الإصرار في هذه الأيام. وما يميز الأدبيات الفكرية والدينية اليهودية والسياسية للحكومة الإسرائيلية هو التشدد والتعصب الديني والعنصرية والتعالي على الأغيار غير اليهود وعدم احترام الأديان الأخرى، الأمر الذي ترتب عنه الكثير من الممارسات العنصرية التدميرية اللا أخلاقية تجاه الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على حد سواء. عقلية تدمير المقدسات وفي ضوء الكم الكبير من الأدبيات الدينية العنصرية التدميرية نحو الأغيار - وهم هنا العرب على وجه التحديد أكثر من غيرهم - فقد أنتجت المؤسسة الدينية اليهودية عبر مدارسها وهيئاتها وتنظيماتها ومستنقعاتها المنتشرة على امتداد المجتمع الإسرائيلي وفلسطين المحتلة، العقلية العدوانية التدميرية ضد الأماكن المقدسة في المدينة المقدسة. وقد تكشفت هذه العقلية اليهودية التدميرية تماماً بموقف الجنرال الحاخام شلومو غورن كبير حاخامي الجيش الإسرائيلي عندما طلب الى الجنرال عوزي نركيس قائد المنطقة الوسطى - في يوم احتلال القدس واقتحام الحرم القدسي الشريف عام ،1967 العمل على نسف الصخرة والمسجد الأقصى للتخلص منهما مرة واحدة وإلى الأبد - صحيفة هآرتس. والحقيقة أن الصحيفة الإسرائيلية تكون بهذا قد ألقت الضوء الساطع وبأثر رجعي مهم على جذور أفكار النسف والتدمير الإسرائيلية ونياتها تجاه الأماكن المقدسة. والحقيقة الساطعة الملموسة أيضاً أن الحاخام اليهودي غورن لم ينفرد بهذه العقلية التدميرية نحو الأماكن المقدسة، حيث إن عدد رجال الدين - الحاخامات - اليهود الذين شاركوه أفكاره ومعتقداته ونياته أو ساروا عليها لاحقاً، ضخم وقد تزايد وفرخ أعداداً أخرى وأخرى على مدى سنوات الاحتلال. ومن هنا ليس مصادفة أن رأينا ونرى حتى يومنا هذا مسلسل محاولات تدمير الأماكن المقدسة بغية نسفها ومحوها من الوجود إلى الأبد. أجهزة وتنظيمات وأدوات وعلى أرضية وخلفية منطلقاتهم وأدبياتهم وعقليتهم التدميرية تجاه الأغيار وأماكنهم المقدسة، فقد فرخت مؤسستهم ومدارسهم ومستوطناتهم الدينية المتعصبة مجموعة من التنظيمات والحركات الاستيطانية الإرهابية السرية والعلنية التي اقترفت مسلسلاً طويلاً متصلاً من الانتهاكات والجرائم بحق القدس وأهلها ومقدساتها، وكل ذلك تحت سمع وبصر وغطاء بل ومشاركة ودعم الجهات الرسمية الإسرائيلية حكومية وبرلمانية وعسكرية وأمنية وإدارية وذلك عبر مختلف الوزارات واللجان المتخصصة بشؤون القدس أو حتى غير المتخصصة. وقبل التوقف أمام مسلسل وأشكال الانتهاكات والجرائم المقترفة بحق القدس، يحبذ أن نلقي الضوء بداية على تلك الأجهزة والتنظيمات الإرهابية التي تواصل مساعيها الرامية لهدم الأقصى المبارك. فوفق جملة من التقارير الموثقة، شاركت وتشارك أجهزة رسمية سياسية وبرلمانية ووزارية وأمنية إسرائيلية، سواء بصورة مباشرة وصريحة أو بصورة غير مباشرة، في دعم المخططات والإجراءات والممارسات العدوانية الانتهاكية الجامحة نحو المدينة المقدسة. ولعلنا نوثق في هذا الصدد تلك المذبحة الجماعية التي اقترفتها أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية اليهودية، بحق المواطنين العرب، في باحة الحرم القدسي الشريف، في الثامن من اكتوبر/ تشرين الأول ،1990 والتي أسفرت عن استشهاد 23 فلسطينياً وإصابة المئات الآخرين بجروح. هذا فضلاً عن سياسة التفريغ والتهويد الرسمية التي لا تتوقف ولا تكل أو تمل بحق القدس - وكنا قد عالجنا هذه السياسة في دراسة موسعة سابقة -. أما التنظيمات الإرهابية اليهودية المتورطة في التخطيط والتدبير والتنفيذ لمسلسل الجرائم والانتهاكات ومحاولات تدمير الأماكن المقدسة، فقد بلغ عددها أكثر من خمسة وعشرين تنظيماً إرهابياً يهودياً كما وثقت في مصادر عديدة، فيما يلي أهمها وأخطرها وأكثرها اقترافاً للجرائم: كما ورد ذكرها في تقرير لوزارة الإعلام الفلسطينية - عن صحيفة الرأي الأردنية: 1 عطيرات كوهانيم ( التاج الكهنوتي ): نشأت هذه الجمعية عام 1987 منشقة عن حركة غوش ايمونيم، ويترأسها مردخاي كوهين الذي استوطن البلدة القديمة من القدسالمحتلة في حي الواد، حيث مقر الحركة الدائم وهي تعمل تحت ستار تعليم التلمود للتلاميذ، لكن نشاطاتها تمتد من عقبة الخالدية وحارة السرايا والسعدية حتى باب السلسلة، ويغلف زعماؤها أنفسهم بسرية تامة، ولهم مكتب دائم في الولاياتالمتحدة في منهاتن (نيويورك) يقيم الاحتفالات لجمع التبرعات. ويعمل في هذه الجمعية كل من مائير دافيد سون، ويوسي باهو، والحاخام شلومو افنر صاحب كتاب تعالوا نجدد المملكة. ويمتنع أعضاء هذه الجمعية عن التوجه إلى حائط البراق (المبكى) حتى تصدر فتوى دينية تسمح لهم بالصلاة قرب الهيكل المزعوم، ولديهم مخططات لبناء الهيكل الثالث. 2 معهد أبحاث الهيكل: يعتبر إحدى المؤسسات الكبرى، ومقره حارة الشرف التي تم تحويلها إلى حي يهودي قبالة حائط البراق في البلدة القديمة من القدسالمحتلة، ويوجد فيه مجسم معروض بشكل دائم يشمل أدوات الهيكل من ملابس الحاخامات، ونموذج الهيكل، وبوق المناداة، وصور ذبح القرابين، وصورة الهيكل. ويرئس هذا المعهد يسرائيل أرئيل، وهو عضو في حركة كاخ العنصرية المحظورة. 3 معهد بيت المقدس: معهد يهودي متطرف يسعى لإعادة بناء الهيكل المزعوم. 4 كولال غوليستا: مدرسة دينية يهودية موقعها في الحي الإسلامي في القدس تطالب بإعادة بناء الهيكل في ساحة الحرم القدسي الشريف. 5 مدرسة الفكرة اليهودية: مدرسة يهودية متطرفة يترأسها الحاخام يهودا كرويزر الذي تخصص في الكتابة عن الهيكل، وتشتق هذه المدرسة نظرياتها من حركة كاخ العنصرية. 6 جمعية الحركة التحضيرية للهيكل: أسسها دافيد يوسف ليمونم، وتقع في القدس، ويلقي مؤسسها دروساً على من يذهبون إلى جبل الهيكل لا سيما أيام الثلاثاء والجمعة ويمتلك ليمونم مجلة سنبني الهيكل الشهرية، ويظهر على غلافها هيكل دون مساجد مرسوم بالكمبيوتر، ويبلغ عدد أتباعه 400 عضو، في حين تصل المجلة بانتظام إلى 3 آلاف مشترك، وفي عام 1997 أقام مؤسس الجمعية معرضاً في مباني الأمة خاصاً بالهيكل. 7 حركة حي فكيام ( حي وقائم ): أسس يهودا عتصيون هذه الحركة، وهو عضو سابق في التنظيم السري اليهودي الذي وضع خطة لتفجير المسجد الأقصى في أوائل الثمانينات وسجله حافل بالاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين، مثل محاولة اغتيال رؤساء البلديات في الضفة الغربية، والتخطيط لنسف المسجد الأقصى، واعتقل مرات أخرى وأفرج عنه. وتدعو هذه الحركة إلى إقامة الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة الشريفة. 8 حركة أمناء جبل الهيكل (أو أمناء الهيكل): حركة دينية متطرفة أسست في الثمانينات جمعية جبل البيت وتسعى إلى تهويد منطقة المسجد الأقصى. ويوجد مركزها الرئيس في القدسالمحتلة، ويمولها مسيحيون متطرفون في كاليفورنيا، ولها هدف أساسي واحد وهو بناء الهيكل الثالث، ويرئس الحركة غرشون سلمون. 9 حركة الحشمونائيم: مجموعة عنصرية إرهابية أسست حديثاً متأثرة بحركة كاخ، على يد يوئيل ليرنر، وتتسم نشاطاتها بالعنف المدعم بخبرة أعضائها العسكرية العالية. ومن أهدافها السيطرة على بيت المقدس وطرد السكان العرب من القدس كلها. 10 حركة سيوري تسيون: رابطة تطوعية تعمل بإشراف مدرسة غليتسيا الدينية، وتهدف إلى تعميق الوعي بأهمية القدس بين أوساط عامة الشعب اليهودي، وعلى الأخص بين صفوف الجنود الإسرائيليين وتعمل على تهيئة المتطوعين لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. 11 حركة الاستيلاء على الأقصى: ظهرت عام 1968 وتطالب بهدم فوري للأقصى وقبة الصخرة ومن كبار زعماء الحاخامات موشيه ليفنجر ويسرائيل أرئيل - عن صحيفة الأردن -. 12 جمعية صندوق الهيكل: وتهتم ببناء الهيكل وتجمع الأموال من أثرياء اليهود والمسيحيين الانجليين في أمريكا، وقد أسس صندوق تابع لها عام 1982 في الولاياتالمتحدة حيث ترتبط بعلاقات وثيقة مع النخب السياسية هناك - المصدر السابق نفسه -. 13 حركة الموالية لساحة المعبد: أهم أهدافها الاستيلاء على قبة الصخرة والمسجد الأقصى وتنشط في صفوف طلبة المعاهد الدينية - المصدر السابق نفسه. وتنظيمات يهودية ومسيحية أخرى ولا تقتصر عملية التخطيط والتدبير لاقتراف الجرائم وهدم الأماكن المقدسة على التنظيمات المشار إليها، إذ أشارت دراسة نشرتها مجلة البيان الإسلامية مجموعة حلقات حول هذه المسألة أشارت فيها إلى وجود نحو 125 جماعة يهودية متطرفة خمسها تخصصت في المساعي الرامية إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل. كما أشارت إلى أن السعار المتلهف لهدم الأقصى لم يقتصر على اليهود في الداخل والخارج، بل تعدى إلى مسيحيين متعصبين مهووسين قادمين من الخارج حسب ما ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية في عددها 3/9/،1998 والتي أفادت بأن بعضهم وصل من إيطاليا في مهمة مقدسة ومحدودة لهدم الأقصى قبل الألفية الثالثة. يذكر بأن قضية المسيحيين المتعصبين القادمين تباعاً وعلى دفعات ومراحل لهدم الأقصى ما تزال ساخنة ومطروحة ليس فقط على الأجندة الفلسطينية، وإنما على أجندة الحكومة الإسرائيلية التي تتحسب من عواقب قدوم هؤلاء وإقدامهم على أي عمل تجاه الأماكن المقدسة على مرأى من العالم كله وبهذه الصورة العلنية الصريحة. إذن كل هذه الأجهزة الرسمية الإسرائيلية.. وكل هذه التنظيمات والحركات الإرهابية اليهودية السرية والعلنية تعمل وتسابق الزمن وتتسابق فيما بينها على اقتراف أكبر قدر من الانتهاكات والجرائم بحق المدينة المقدسة أولاً، وتتسابق فيما بينها على هدم الأقصى وبناء الهيكل اليهودي المزعوم على أنقاضه ثانياً. في هذا الإطار نفذت تلك الأجهزة والتنظيمات الإسرائيلية - اليهودية الإرهابية سياسة مبيتة صارخة ترجمتها بكمٍ كبيرٍ متصل من الانتهاكات والممارسات والجرائم. نواف الزرو (كاتب صحافي باحث في الشؤون الإسرائيلية) موقع واعرباه- "خدمة خاصة ب"التجديد"