اعتبرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر تأكيدات رجال مخابرات ومفكرين إسرائيليين بتصاعد وتيرة التهديدات بنسف المسجد الأقصى مؤشرا خطيرا ونذير خطر يهدد المسجد الأقصى ، ووجهت نداءا عاجلا إلى الأمة العربية والإسلامية ، شعوبا وعلماءً وحكاما الى أخذ دورهم في الحفاظ على المسجد الأقصى. وحمل الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الدولة العبرية وحكومتها تداعيات أي فعل يستهدف المسجد الأقصى، واعتبر أقوال رجال المخابرات الإسرائيلية ليس مجرد إحساس بل أقوال تأتي عبر معلومات دقيقة وموثوقة. وأضاف في تصريحات نقلتها مؤسسة الأقصى: واضح جدا أن تقرير اليوم إنما يزيد من القناعة لمن كان متشككا وللتعريف لمن كان جاهلا بأن المسجد الأقصى في خطر عظيم ، عظيم جدا وواضح جدا تخوفات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ليس عبر إحساس داخلي بقدر أنها تأتي عبر معلومات أكيدة وموثوقة تشير إلى أن جهات يهودية تسعى لتنفيذ مخططاتها لهدم المسجد ونسفه. وقال: أن يصل الصلف إلى هذا الحد في تقديري أنه نتاج الغرور الذي تعيشه إسرائيل في هذه الأيام وحكومتها بشكل خاص ، أن يصبح المسجد الأقصى المبارك تحت مرمى نيران جماعات يهودية هذا يعني أن هذه النار ستلتهم وتحرق أول ما تحرق الذين يشعلونها". نذير ما قبل الكارثة وأكد الشيخ خطيب أن تنفيذ مثل هذه المخططات سبقها خطوات قام بها شارون وقال:" على حكومة إسرائيل أن تدرك أن تنفيذ مثل هذه المخططات ليس إلاّ وليد خطوات سبقت وقام بها شارون نفسه عندما قام بالدخول إلى المسجد الأقصى المبارك في شهر ايلول من عام 2000، وكان الحصاد المر لذلك الدخول المجنون عبر الآلاف الذين قتلوا من الجانبين واليوم نقول بصراحة لا تحمل الاّ حرصا على تجنيب المنطقة أي انفجار قادم فاننا نحذر وبصوت عال من أي فعل يستهدف المسجد الأقصى المبارك ولذلك لن يكون المسؤول عنه فردا أو جماعة ولكن سيتحمل مسؤوليته الدولة العبرية بشكل عام والحكومة بشكل خاص". واعتبر خطيب التقرير الإسرائيلي بمثابة نذير ما قبل الكارثة وقال :" ان صرختنا التي أطلقناها منذ عام 1996 ان الأقصى في خطر وإزاء زيادة مدلولات هذا الخطر فاننا نقول للدنيا كلها وللعرب والمسلمين بشكل خاص أنه نذير ما قبل الكارثة . تقرير هآرتس وكانت قد أكدت أكثر من شخصية قيادية في المخابرات الإسرائيلية ورجال فكر إسرائيليين مختصين في شؤون الجماعات اليهودية المتطرفة من بينهم حقوقيين ، ان احتمال قيام جماعات يهودية بنسف المسجد الأقصى يزداد يوماً بعد يوم ، وذلك محاولة منهم منع انسحاب أو إعادة انتشار القوات الإسرائيلية من قطاع غزة أو غيرها . وأبدى رجال المخابرات الإسرائيلية تخوفهم من قيام ما يسمى بٍ " شبيبة الهضاب" أو " الجيل الجديد للمستوطنين " وهم مستوطنون يهود متطرفون من الجيل الشبابي يسكنون في مستوطنات الضفة على قمم الهضاب والجبال الفلسطينية ، بالإضافة إلى مجرمين سابقين عادوا إلى أحضان الديانة اليهودية بتنفيذ مثل هذا المخطط ، وذكر رجال المخابرات الاسرائيلية إمكانية إعادة محاولات سابقة بتفجير الأقصى عن طريق صواريخ موجهة من بعد ، مستذكرين جماعات يهودية حاولت القيام بذلك في سنوات الثمانين من القرن الماضي. جاءت هذه الأقوال خلال تقرير مطوّل أعده الصحفي " نداف شرغاي " حول الموضوع نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الخاص الصادر أمس الاثنين بمناسبة عيد الفصح العبري . أمر مشروع ونقل في التقرير أقوال جناح مختص في المخابرات الإسرائيلية لمتابعة نشاط التنظيمات السرية اليهودية ان إمكانية تفجير الأقصى تعود للأنظار والواجهة بقوة بسبب اقتراحات رئيس الحكومة الإسرائيلية " أريئيل شارون " بانسحاب من مستوطنات في قطاع غزة ، وينطلق رجال المخابرات الإسرائيلية حسب قولهم – في عملهم من فريضة مفادها :" إذا كان في الماضي من اعتبر أن المساس في المسجد الأقصى أمرا مشروعا لمنع تسوية سياسية ما، فليس من المستبعد أن يصل أناس معينون إلى نفس هذه النتيجة اليوم " . واستشهد رجال المخابرات على حقيقة أقوالهم باعترافات المدعو " دفيد زليجر " أحد أعضاء المنظمات الإرهابية اليهودية الذي اعتقل قبل 6 أشهر وقال في أحد جلسات التحقيق معه : " إن زعيما من زعامات المستوطنين في الضفة الغربية خطط للقيام بنسف المسجد الأقصى بمشاركة شخصين على الأقل " . وكانت الشرطة الإسرائيلية قد ألقت قبل نصف سنة القبض على أعضاء من المنظمات الإرهابية اليهودية وخلال التحقيق معهم كشف عن خطة لنسف المسجد الأقصى ومساجد داخل الخط الأخضر خلال صلوات الجمعة ، إلاّ أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت سراح المعتقلين بحجة عدم وجود أدلة تدينهم ، رجال المخابرات الذين حققوا مع أعضاء هذه التنظيمات عبّروا عن قناعاتهم أن للمعتقلين هؤلاء علاقة بالتخطيط لنسف المساجد عامة والمسجد الأقصى خاصة. سابقة " بردة " لنسف الأقصى وحسب تقديرات قائد شرطة القدس سابقا "آرييه عاميت " :" فأن أفرادا من المتطرفين اليهود إذا شعروا أن تفجير الأقصى قد يؤدي إلى وقف تقدم خطة الانسحاب من غزة فإنهم سيحاولون إخراج خطتهم إلى حيز التنفيذ " . واستشهد عاميت بسابقة ما يسمى " سابقة بردة " وهو متطرف يهودي اعتقل في سنوات الثمانين وحينها دلل الشرطة الإسرائيلية على بيت في القدس خبأ فيه صاروخ "لاو" موجه للمسجد الأقصى ، يقول عاميت :" التخوف القائم اليوم من عملية يهودية تستهدف الأقصى من بعد عن طريق أسلحة مناسبة ، ومثل هذه الأسلحة متوفرة بكثرة في السوق الإجرامي مشيراً أن التطرف الديني السياسي في اليمين الاسرائيلي لم يطرأ عليه تغير بعد مقتل يتسحاق رابين " . "يوآل نير" أحد المتطرفين اليهود الذي قضوا سنوات في السجن سنوات السبعين والثمانين من القرن الماضي ، بسبب خطط أعدها لنسف المسجد الأقصى ، أكدّ هو الآخر أن أفرادا يمكن أن يعاودوا اليوم لتحقيق ما خطط إليه هو سابقا . أما "يهودة عتسيون " من المنظرين السابقين لفكرة نسف المسجد الأقصى ، وكان أحد الناشطين في المنظمات اليهودية السرية ، فقد عبّر عن رفضه اليوم استخدام نسف الأقصى للضغط في اتجاه عدم تنفيذ خطة الانسحاب من غزة ، إلاّ أنه أشار قائلا :" من خلال تحريض الطويلة فاني لا استبعد إمكانية معاودة محاولة نسف المسجد الأقصى ". تفسيرات المختصين يقول المحامي نفتالي فرتسبرغر والذي كان ممثلا للدفاع عن ناشطي " شبيبة الهضاب " وأعضاء منظمة " كاخ " المتطرفة وأعضاء في المنظمات السرية اليهودية :" أن فكرة استهداف المسجد الأقصى ما زالت تطوف في الأجواء ، وتتكرر منذ عشرات السنين ، والذي يتغير هو من الذي سيقوم بتنفيذ هذه الخطة " ،ويضيف :" اليوم هناك تصعيد متواصل في اتجاه نسف المسجد الأقصى " ويرجع المحامي نفتالي تصاعد وتيرة هذا الأمر إلى سببين: 1- التأثير الذي يسببه زيارة هؤلاء الأشخاص إلى الحرم القدسي ، وما يحدث فيهم من نبض وحس ديني – حسب قوله – وشعورهم بالإهانة من جهة أخرى ، لان المسلمين هم الذين يسيطرون على المسجد الأقصى . 2- تأثير الكتب التي يطالعها هؤلاء ، وما تتضمن من قصص ونبوءات عن الهيكل ، بالإضافة إلى اعتقاد بعض مؤلفي هذه الكتب بأن المسجد الأقصى هو مصدر القوة الروحية للعرب والمسلمين ، وهذا الأمر – حسب اعتقادهم- يسبب الكوارث للشعب اليهودي مثل اتفاقية "كامب دافيد " مع مصر ، والتي بموجبها تمّ الانسحاب من مستوطنة " ياميت " في شبه جزيرة سيناء المصرية . من جهة فسر "حيزي كالوا " رئيس قسم غير العرب في جهاز المخابرات الإسرائيلية في سنوات التسعين ، أقوال آفي ديختر رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي في اجتماع هرتسيليا المشهور :" بأن هناك تهديد استراتيجي من قبل المتطرفين اليهود " أن ديختر كان يقصد في كلامه إلى إمكانية تنفيذ خطط يهودية بنسف المسجد الأقصى بكل ما للكلمة من معنى " ، وأكد كالو أن هذه الإمكانية يجب أخذها بالحسبان . مشاورات مع الربانيم لكشف المخطط يفيد التقرير الذي أجراه الصحفي نداف شرجان من صحيفة هآرتس أن المخابرات الإسرائيلية تكاد تجمع أنه من الصعب الكشف عن أشخاص يخططوا للقيام بعملية نسف المسجد الأقصى حتى يتسنى لهم منع ذلك ، إلا أنهم يقوم بمشاورات ولقاءات مع الربانيم المتدينين اليهود لإعتقادهم أنه مَنْ سيقوم بذلك لا بدّ وان يقوم باستشارة هؤلاء الربانيم ويمكن من خلال هؤلاء الربانيم الكشف عن أشخاص ينوون تنفيذ مثل هذه المخططات ، بالإضافة الى عمليات تعقب استخباراتية متواصلة ، وفي نفس الوقت ان رجال المخابرات الاسرائيلية يقولون انه يجب الأخذ بالحسبان ان فردا واحدا كباروخ جولدن شطاين يمكن ان يفكر في تنفيذ مثل هذا المخطط وآنذاك من الصعب جدا الوصول إليه بل أن احتمالات ذلك قريبة من الصفر . فلسطين – عوض الرجوب