أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمرا عسكريا بمنع الصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف حتى إشعار آخر. وأكد عريف الجعبري محافظ الخليل في مؤتمر صحفي له عقد بمقر الهيئة العامة للاستعلامات أن قوات الاحتلال أبلغت سدنة الحرم بقرارها شفهيا دون إبداء أية أسباب، موضحا أن قوات الاحتلال كانت قد أعلنت منع الأذان يومي الخميس والجمعة ثم عادت ومنعته حتى إشعار آخر. وأشار إلى أن قوات الاحتلال شددت في الآونة الأخيرة من إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف، وأغلقت المداخل المؤدية إليه من كافة الجهات ولم تبق إلا مدخلا واحدا من الجهة الجنوبية الغربية. وكانت المحكمة الإسرائيلية قد سمحت في وقت سابق للجيش بفرض حظر التجول على البلدة القديمة من الخليل ومحيط الحرم الإبراهيمي الشريف حفاظا على أمن المستوطنين. من جهته استنكر عزيز عمرو وكيل وزارة الأوقاف الفلسطيني القرار الإسرائيلي، معتبرا ذلك جزءا من الحملة الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية في ظل الغياب الموقف عربي والدولي الجاد لحمايتها. وأضاف عمرو في تصريح ل"التجديد" أن الإجراءات متجددة وأن السلطة الفلسطينية تحركت على جميع الأصعدة وعلى مستوى جميع المسؤولين دون أن تتحقق أية نتائج. وقال: منع رفع الأذان تلبية لرغبات المستوطنين، وقد سمحت المحكمة أيضا بفرض حظر التجول على السكان العرب تلبية لرغبة حفنة من المستوطنين، فإذا كان خصمك القاضي فلمن تشكي. واعتبر عمرو ذلك جزءا من "سياسة واحدة مكشوفة هي سياسة شارون الهادفة إلى تحطيم معنويات الشعب الفلسطيني العصي على الركوع، وسبق أن سمح شارون أيضا للمستوطنين بدخول الأقصى تمهيدا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم". وعن التحركات الفلسطينية لضمان حماية الحرم الإبراهيمي والأقصى قال عمرو: تم تبليغ أبو مازن بما يجري كي يطرحه على بوش والأمريكيين خلال لقاء الجمعة، لكن ليس لدينا أمل كبير لأن الأمريكيين ينفذون مطالب إسرائيل، أما على الصعيد العربي فقد سقطت الأمة سقوطا فظيعا ولم يحرك اقتحام الأقصى ساكنا. وأضاف: تم إبلاغ لجنة القدس وقام الرئيس ياسر عرفات بإبلاغ منظمة المؤتمر الإسلامي، لكن كل هذه التحركات لم تجد سوى تحركا فاترا. وطالب عمرو المؤسسات الإنسانية والمجتمع الدولي سرعة التحرك الجاد ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحق الفلسطينيين في العبادة واستمرار الاعتداءات على المسجد الإبراهيمي والمسجد الأقصى. مؤسسة الأقصى تحذر من جهتها حذرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر من استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلية في انتهاك حرمة المسجد الأقصى، مشيرة إلى أنة مجموعات يهودية تقوم منذ مطلع شهر تموز بالدخول عنوة إلى المسجد الأقصى مدعومة بقوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية التي قررت مؤخرا السماح لليهود والسواح الأجانب بالدخول إلى المسجد. وأوضحت المؤسسة في بيان تلقت "التجديد" نسخة منه أن وتيرة التحدي تصاعدت حيث "قامت مجموعة من اليهود يوم الثلاثاء الماضي بأداء الشعائر الدينية في ساحات المسجد الأقصى وأمام باب الرحمة، الأمر الذي أكده شهود عيان منهم الشيخ كمال خطيب - نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني". وأضاف البيان أن "الشرطة الإسرائيلية ما زالت مدعومة بقرارات سياسية إسرائيلية عليا تصر على موقفها هذا، بل وتزيد من وتيرة إدخال اليهود إلى المسجد الأقصى رغم رفض هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس وكل المؤسسات الإسلامية الفاعلة الموقف الإسرائيلي وشرطتها". وأكدت المؤسسة على أن المسجد الأقصى بأسواره وبما يشتمل عليه من مصليات ومصاطب وباحات ومرافق هو مسجد إسلامي بقرار رباني، خالص للمسلمين وحدهم، ولا يحق لكائن من كان أن يتدخل في شؤونه. وأضافت أن الاقتحامات المتكررة لليهود والمستوطنين للمسجد الأقصى وإقامة الشعائر الدينية اليهودية فيه، تعتبر استفزازا لمشاعر المسلمين الدينية ومساً صارخا لعقيدتهم وانتهاكاً لرحمة الأقصى. وطالبت المؤسسة الجهات المسؤولة في "المؤسسة الإسرائيلية" واذرعها المختلفة بإيقاف الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، محذرة من "مغبة استمرارها بهذه السياسة اللامسؤولة التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة بأسرها". ووجهت المؤسسة نداءا عاجلا إلى علماء الأمة الإسلامية وشعوبها لأخذ دورهم لحماية المسجد الأقصى والدفاع عنه. وأهابت بالأئمة وخطباء الجمعة في الداخل الفلسطيني ومساجد العالم بأسره تخصيص خطبة الجمعة حول المسجد الأقصى ، قدسيته ، حرمته وواجب الدفاع عنه. ودعت المؤسسة في ختام البيات الفلسطينيين إلى تكثيف زيارة المسجد الأقصى وشد الرحال غليه والتواجد في ساحاته طيلة أيام الأسبوع وحضور حلقات العلم والذكر في مساجده ومصاطبه ، من خلال المشاركة في "مسيرة البيارق " التي ترعاها مؤسسة الأقصى . فلسطين-عوض الرجوب